تطليق طلاق خلع.. الخ... هي ملفات لقضايا متراكمة في المحاكم، هدفها فض الشراكة الزوجية، فعلى هذا النحو يطوي ملف العديد من العلاقات الزوجية، دون أن يكون القاضي قد عرف السبب الحقيقي الكامن وراء الانفصال، والمعظلة هي أنه بمقابل الأزواج الذين لجأوا إلى أبغض الحلال، هناك أزواج لم ينفصلوا رسميا لكنهم يعيشون في أجواء من الطلاق النفسي الذي لا تقل عواقبه خطورة. سبب الطلاق باختلاف أشكاله قد يعرفه كل من يستعمل وسائل النقل، فبينما كنا في الحافلة تسلل إلى مسمعنا قول شاب خاطب صديقه ما نوع السلعة التي ستختارها عندما ستقبل على الزواج؟! فيما خاض رجل آخر حديثا مع صديقه عن المرأة على أساس أنها قطع غيار موجودة في الأسواق! ما يعني أن شريكة المستقبل سلعة بالنسبة للعزاب وقطع غيار بالنسبة للمتزوجين! هذه هي باختصار قيمة المرأة مربية الأجيال في مجتمعنا، الذي ما يزال بعض رجاله ينظرون إليها وفق ذهنية سنوات الخمسينيات والستينيات، التي كانت تضطر الرجل لاستعمال كلمة حشاك عندما يتحدث عن زوجته، تماما كما يفعل عندما يذكر بغلته أو حماره! من هذا المنطلق، يبرز سر تصدع الأسر في وسط اجتماعي يجرد المرأة من صفة الإنسانية، لتصبح بمثابة شيء مادي محدود الصلاحية، طالما أن بعض الرجال يقبلون على الزواج دون أن تكون لديهم القابلية للالتزام بالميثاق الغليظ أو لتطبيق وصية النبي صلى الله عليه وسلم : "استوصوا بالنساء خيرا" وكأنهم تناسوا بأنهم ولدوا من رحم امرأة!!