كريم نبيل ابراهيمي، المعروف فنيا بكريم أوبسيون، وجه فكاهي محبوب، تعددت مواهبه من الغناء، إلى تقليد الأصوات، فالتمثيل. لم يكن الطريق أمامه سهلا، لكن بالعمل والمثابرة استطاع أن يصل إلى الجمهور الذي أحبه.. التقيناه بالباهية وهران، فكان لنا معه هذا الحوار. ^ كيف بدأ كريم أوبسيون مسيرته الفنية؟ ^^ بدأت قبل 26 سنة، حينما اكتشف أصدقائي موهبتي في الغناء، وأنا في الطور المتوسط، حينها كنت أبلغ 13 سنة من عمري، فرشحني أساتذتي للغناء في المناسبات التي كانت تقام آنذاك، وأتذكر أول أغنية قلدتها، وهي ذات طابع أندلسي تحمل عنوان "حنينايا"، فكسبت إعجاب المشاهدين، مما حفزني على الاستمرار، وفي عمر ال21 سنة، انتلقت مع عائلتي من الحي الشعبي الذي كنا نقيم به؛ "سانبيار" في وهران، حيث ولدت ونشأت، للعيش في مدينة تلمسان، التي تعد المدينة الأصلية لوالدي. ولأنني كنت أريد اكتساب خبرة ممن سبقوني من الأسماء الغنائية المشهورة، فقد قصدت عمي بلحول رحمه الله صاحب أشهر استيديو تسجيل آنذاك، كان يقصده الشاب خالد، الشابة الجنية وحسني رحمه الله وغيرهم، لتسجيل أغانيهم، وطلبت منه أن يشغلني عنده، فوافق، لكنه كان يطلب منى أن أبقي خارج الأستديو عندما يعكف أي فنان على تسجيل ألبومه، حفاظا على السر المهني. بعدها تقدمت للمشاركة في مسابقة لاختيار أحسن الأصوات من قبل إذاعة وهران الجهوية سنة 1995، حيث أقيم حفل بسينما "المغرب" وسط مدينة وهران، فأديت أغنية للمرحوم حسني "طال غياباك ياغزالي"، ونلت بذلك المرتبة الثانية والموافقة. ^من هم الأشخاص الذين دعموك في مسيرتك؟ ^^هناك أسماء عديدة، أهمها الشاب حسني وفتحي رحمهما الله ونصرو. ^ لماذا توقفت عن الغناء فترة من الزمن؟ ^^توقفت عن الغناء لأنني فشلت في تحقيق ذاتي والظهور أمام الجمهور، رغم عملي المتواصل في مجال الفن، وفي سنة 1996، التحقت بصفوف الدرك الوطني، وعملت لمدة أربع سنوات، ثم قررت بعدها العودة إلى ميدان الفن الذي أحببته ولم أستطع الابتعاد عنه لمدة أطول. فعدت إلى ولاية تلمسان وعكفت على إحياء الأعراس. وفي نفس الوقت، كنت أبحث عن فرصة لتسجيل ألبومي، إلى أن حلت سنة 2000، وأصدرت أول ألبوم عاطفي بأستوديو المرحوم رشيد بابا احمد في تلمسان، يضم ثلاث أغان في قالب عاطفي، تعاونت في إعداده مع عبد القادر بن عاشور والشاب خويلد، منها أغنية "شوفي بالبيضة" و"من غرامك عيا قلبي اوماتهناش" في قالب عاطفي. أما الألبوم الثاني، فقد ضيعته دار الإنتاج التي سجلت عندها في وهران. ^ كيف انتقل كريم أوبسيون من الغناء إلى التمثيل والتنشيط الكوميدي؟ ^^الأمر لم يكن إلا صدفة سنة 2010، حيث كنت أشارك في الأسابيع الثقافية مع مديرية الثقافة لولاية تلمسان، ورشحت لدور ثانوي في فيلم مطول درامي من نوع "الآكشن"، أخرجه سمير مازوري، فكنت أنشط الجلسة بالكواليس كنوع من المزاح وتغيير الروتين فقط وكان معنا الأستاذ عبد اللطيف نقادي، عضو في جمعية "أحباب منصور" الذي اكتشفني حينها كمشروع ممثل كوميدي، فطلب مني تنشيط حفل افتتاح الجمعية التي أسسها، فقدم لي لباسا تقليديا شبيه بلباس "أبطال بلا حدود" التي أحبها، وهو من أطلق علي اسم كريم أوبسيون، بدأت حينها بتقليد أربع أصوات وهي؛ الشاب خالد ومصطفي قزان المعروف بزازا ومصطفي غير هاك وحفيظ دراجي، إلى أن أصبحت أقلد العديد من الأصوات بحكم الخبرة. أعتبر نفسي متعدد المواهب والله سبحانه وتعالى وهبني أكثر من موهبة، واستطعت أن أجد نفسي في التنشيط والكوميديا، ومشاركتي في حصة "المنشار" دعمتني كثيرا لأثبت قدرتي على العطاء. ^ كيف التحقت بالحصة؟ ^^الفضل يعود إلى أخي وصديقي سليم مجاهد المعروف باسم سليم الك، الذي منحني فرصة ذهبية للوصول إلى جمهوري الجزائري الذي أحبني. ^هل تعبت في البحث عن فرصة للنجاح؟ ^^نعم، تعبت في حياتي، ولم أشعر بطعم النجاح إلا في الخمس سنوات الأخيرة، وأنا أشكر الله تعالى على هذا التوفيق وكل من ساندوني، فأنا أعتبر نفسي محظوظا. ^ماهو الموقف الذي حصل معك في عملك وأثر فيك ولا تزال تتذكره؟ ^^أنا بطبعي إنسان حساس وأتأثر بسرعة، أذكر موقفا حدث معي لن أنساه، عندما طلبت يوما تنشيط أحد الأفراح بمدينة تلمسان، وبعد ربع ساعة من التنشيط، فاجأني صاحب العرس بالتوقف وأخرجني من القاعة. ^قلت لنا أنك كنت على علاقة طيبة مع المرحوم الشاب حسني؟ ^^نعم كان الشاب حسني من أكثر الفنانين تواضعا وأذكر أنه في يوم ما قال لي؛ إذا كنت تحب الفن فعليك بالتواضع، لأن الفنان قدوة. ^ومن هو قدوتك في مجال الكوميديا؟ ^^قدوتي مصطفى هيمون المعروف بمصطفى غير هاك ولي معه حكاية طريفة جدا، فقد كنت مدعوا معه إلى حصة تلفزيونية، فقمت بتقليد صوته وهو في الكواليس، وعندما جاء دوره، خرج للجمهور وقال لهم؛ عندما جاء أخي الصغير لماذا دعوتموني. ^ما رأيك في قرار ضمان حقوق الفنانين، على غرار التغطية الصحية، ومنحة التقاعد من أجل ضمان حياة كريمة لهم، سواء في حالة المرض أو التقدم في السن؟ ^^مبادرة طيبة، فالفنان الذي يهب حياته لفنه من أجل إسعاد جمهوره، من المؤسف أنه عندما يمرض أو يتقدم به السن لا يجد السند المادي الذي يحفظ له كرامته. ^ كلمة أخيرة؟ ^^أشكر كل من ساعدني في مسيرتي، رغم العراقيل التي صادفتني، لكنني أشجع كل شخص يملك موهبة على تنميتها بالعمل ولا ييأس وسيصل أكيد إلى النجاح .كما أوصي زملائي في المهنة ومن يريد ولوج هذا العالم، ألا يفقد احترام نفسه بالسخرية من الآخرين، بل يجب عليه أن يمارس الرقابة الذاتية حتى لا يخطأ في حق الآخرين.