تعرف محلات بيع الأعشاب الطبية انتعاشا كبيرا خلال موسم الشتاء بالنظر الى توافد المواطنين عليها، خاصة المسنّين بحثا عن الدفء وتجنب الإصابة بنزلات البرد، ولعل أكثر الأعشاب طلبا الزنجبيل بشهادة باعة الأعشاب الذين تحدثت إليهم "المساء". مع الانتشار الكبير لمحلات بيع الأعشاب الطبية التي قننت لمثل هذا النشاط التجاري، بعدما كان يقتصر تواجده بالأسواق الشعبية، أصبح من السهل على المواطن اقتناء ضالته بمثل هذه المحلات التي لم تكتف فقط بعرض الأعشاب على اختلاف أنواعها من زنجبيل وخلجلان، زعتر ونعناع، وإنما سعت أيضا إلى التعريف بفوائدها، والكشف عن أهم خصائصها العلاجية من خلال تقديم بعض الوصفات العلاجية المجربة، وهو ما حدثنا عنه موسى، بائع أعشاب بشارع العربي بن مهيدي بالعاصمة الذي قال: "هناك إقبال كبير علينا في موسم الشتاء، ولعل أكثر أنواع الأعشاب طلبا الزنجبيل بالنظر إلى فوائده الصحية، حيث يعرف عنه أنه يمنح الدفء للجسم، ويزوده بالطاقة ومفيد أيضا للمصابين بأمراض الربو، ولمن يعانون من الإمساك والمصابين بالشقيقة، أو تنتابهم نوبات السعال المستمر، كما يفيد أيضا مرضى المفاصل. ولعل أكثر شرائح المجتمع طلبا لهذه العشبة هم الشباب والمسنّون، فالشباب يحتاجون إلى الكثير من الطاقة التي يزودهم بها الزنجبيل، والمسنّون يتطلعون إلى تدفئة أجسامهم بهذا المشروب المنعش". لم يقتصر الطلب على الزنجبيل كعشبة فقط، بل يكثر أيضا الطلب خلال موسم الشتاء على مربى وعسل الزنجبيل، حسب عبد الرحمان، بائع أعشاب بباب الوادي، والذي قال: "وعي أفراد المجتمع بالفوائد الصحية للزنجبيل جعلهم يقتنون بعض مستخلصاته في شكل عسل أو مربى، وعلى العموم الفئة التي تقتني مثل هذه المواد هي تلك التي لا تحب طعم الزنجبيل الحار، من أجل هذا يتم البحث عنه في مركبات أخرى". وفي رده عن سؤالنا حول ما إذا كان الباحثون عن الزنجبيل يعرفون كيفية استعماله للاستفادة من فوائده الصحية، خاصة وأن الطلب عليه كبير من الفئة المسنّة، جاء على لسان محدثنا أن العشّاب يعرف بحكم تجربته في بيع الأعشاب بعض الوصفات المجربة التي يسمح لنفسه بتقديمها لزبائنه، ولعل من أكثر الوصفات نجاحا والتي تقاوم مختلف أمراض الشتاء وأقوم شخصيا بتقديمها لزبائني هي تلك التي يتم خلط كل من الزنجبيل والخلجلان والقرفة والزعتر ومن ثمة يتم غليهم ويشرب على شكل تيزانة. والى جانب هذه الوصفة يمكن أيضا خلط الزنجبيل مع الخلجلان، وهذه الوصفة تساعد أيضا على التخفيف من مختلف أمراض الشتاء وخاصة الزكام الحاد. الإكثار منه يضر بالجهاز العصبي وحول مدى أهمية استهلاك بعض المشروبات العشبية خلال موسم الشتاء، وتحديدا الزنجبيل يرى عبد الحفيظ حبيطوش، طبيب أن الإقبال الكبير على شرب الأعشاب الطبية على شكل تيزانة يعتبر من العلامات الصحية، ويعكس وعي المواطنين بالفوائد العلاجية للأعشاب التي تظل أفضل بكثير من الأدوية الكيميائية، فمثلا الزنجبيل يعتبر من الأعشاب التي استخدمت في الطب البديل منذ القدم، وعادة يكثر الطلب على الزنجبيل من المصابين ببعض الأمراض المزمنة وتحديدا الروماتيزم، غير أن عددا كبيرا لا يعرف كيفية استخدام هذه العشبة للأسف، حيث يتم غليه، وهذا خطأ لأن غلي الزنجبيل يزيد من درجة "حرورته"، والأصح أن يتم برشه ووضع مقدار ملعقتين في لتر من الماء لمدة 24 ساعة، ومن ثمة يشرب المستخلص بين موعد العصر والمغرب. من بين الأخطاء الشائعة أيضا في شرب الزنجبيل، يقول الطبيب حبيطوش "إن البعض وتحديدا المسنّين يقبلون على شربه بصورة يومية، وهذا غير صحي والأصح أن يتم شربه كحد أقصى لمدة 21 يوما ومن ثمة يتم التوقف عن شربه لأنه ليس بفيتامين، وإنما يظل مجرد مصدر للتزود بالطاقة أو للحصول على بعض العلاجات الآنية لبعض الأمراض الشتوية كالسعال او الزكام، في حين الإكثار من شربه قد يحدث تسارعا في نبضات القلب كما يؤثر أيضا على الجهاز العصبي".