أنهت لجنة الأممالمتحدة المستقلة للتحقيق في انتهاكات القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الصيف الماضي لقاءات سبق وأن باشرتها بالعاصمة الأردنية عمان مع عدد من الشهود والضحايا من قطاع غزةوالضفة الغربيةوالقدس الشرقية وحتى داخل إسرائيل. وذكر بيان للبعثة الأممية بالعاصمة الأردنية أن أعضاءها استمعوا لشهادات "مؤثرة من الشهود والضحايا حول أحداث صادمة جدا". وأكد على استعداد أعضاء اللجنة السفر "للقاء الشهود وجها لوجه متى سمحت حكومة الاحتلال لهم بالسفر إلى القطاع أو من مصر إلى قطاع غزة". وكانت إسرائيل رفضت شهر نوفمبر التحقيق الذي يجريه مجلس حقوق الإنسان الأممي حول انتهاكاتها للقوانين الإنسانية الدولية خلال عدوانها الأخير على مدن قطاع غزة ومنعت اللجنة من دخول أراضيها، وهو ما حتم على اللجنة إحضار الضحايا وأقارب الشهداء إلى العاصمة الأردنية للاستماع إلى شهاداتهم. يذكر أن مجلس حقوق الإنسان اعتمد في 23 جويلية الماضي قرارا بإنشاء لجنة دولية مستقلة للتحقيق في جميع انتهاكات القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية وعلى الخصوص في قطاع غزة وذلك في سياق ما أسمته الأممالمتحدة "العمليات العسكرية التي تم تنفيذها منذ 13 جوان من العام 2014". وفي نفس السياق، أكد محمد اشتية، العضو القيادي في حركة "فتح" الفلسطينية أن قرار السلطة الفلسطينية بالتوجه إلى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي يدخل ضمن استراتيجية لتدويل الصراع مع الكيان الإسرائيلي المحتل. وأضاف أن القيادة الفلسطينية ستتابع فيها قضايا حرب غزة والاستيطان وكل جرائم الحرب وضد الإنسانية التي اقترفتها إسرائيل ضد المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، كما في الضفة الغربيةوالقدسالمحتلة. وأشاد اشتية خلال اللقاء الذي جمعه برئيس الوزراء الهولندى السابق، أندريس فان اغت بمدينة رام الله بقرار المدعية العامة لمحكمة الجنايات الدولية بفتح تحقيق أولي تمهيدا لإجراء تحقيق حول جرائم الحرب التي اقترفت في قطاع غزةوالضفة الغربيةالمحتلة منذ صيف 2014 . وقال إن التوجه الى المحكمة كان الملاذ الأخير الذي بقي أمام الفلسطينيين بعد فشل الجولة الأخيرة من مفاوضات السلام والفشل الذريع الذي منيت به الولاياتالمتحدة في وقف الاستيطان قابله إصرار إسرائيلي على تحدي الفلسطينيين وعد التزامها بكل الاتفاقيات المتوصل إليها. ووقف المسؤول الهولندي على الانتهاكات الإسرائيلية اليومية على الأرض من خلال تكثيف الاستيطان والتهويد خصوصا في القدسالمحتلة والحصار الإجرامي المفروض على قطاع غزة منذ جوان 2006 ، وهو ما حرم الفلسطينيين هناك من إعادة إعمار ما دمره العدوان الإسرائيلي شهر جويلية الماضي.