دخل مدرب المنتخب الوطني كريستيان غوركوف، في مرحلة التحضير لما بعد كأس أمم إفريقيا 2015، فبعد الإقصاء من الدور ربع النهائي أمام منتخب كوت ديفوار، وبعد أن جددت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم الثقة فيه، لمواصلة المغامرة مع الفريق الجزائري، تنتظر المدرب الفرنسي ورشات عمل كثيرة من أجل تجسيد المشروع الذي قبل لأجله تدريب "الخضر"، والذي لأجله أيضا تمسك رئيس (الفاف) محمد رواروة بمدربه، رغم عدم بلوغه الهدف المسطر من قبل الاتحادية وهو نصف نهائي كأس إفريقيا للأمم 2015. مدرب الفريق الوطني، ستنتظره تحديات كثيرة أولها إعادة تنظيم المنتخب من جديد، وتصحيح الأخطاء الكثيرة التي ارتكبت في السابق منذ توليه قيادة العارضة الفنية في شهر أوت من 2014، كما سيكون عليه التأهل إلى كأس أمم إفريقيا القادمة والتي ستجرى في 2017، في انتظارا الإفصاح عن البلد الذي سينظمها يوم 8 أفريل القادم، وبعد هذه المنافسة سيتطلب من غوركوف، قيادة المنتخب الوطني إلى كأس العالم بروسيا في 2018، كل هذه الرهانات تجعل أستاذ الرياضيات السابق، يعمل في كل الاتجاهات من أجل تحقيق هذه الأهداف، فبعد الخروج من الدور ربع النهائي ل«الكان" الحالية، لن يقتنع (الفاف) والجزائريون إلا ببلوغ الدور النهائي ولم لا رفع الكأس في 2017، وهذا ما يرفع الضغط كثيرا على غوركوف، الذي أكد بأن أهدافه لن تتغير، وهي تحضير فريقا وطنيا يمكنه أن يفوز بكل المقابلات. تدعيم محور الدفاع الفوز بكل المقابلات يبدأ أولا بعدم تلقي الأهداف، وعدم ارتكاب أخطاء بدائية مثلما حدث في في اللقاءات التي لعبها الخضر في غينيا الاستوائية، ولهذا فإن أول منطقة يفكر فيها المدرب كثيرا، مثلما أكد عليه في ندوته الصحفية، هي محور دفاع المنتخب الوطني، الذي لم يكن في مستوى كبير في نهائيات كأس إفريقيا، مما تسبب في هزيمة الخضر ضد غانا وكوت ديفوار، أين ارتكب المدافعون في هذه المنطقة أخطاء في المراقبة كلفت رفقاء بوڤرة غاليا، غوركوف كان واضحا فيما يخص هذه المنطقة، حيث أكد بأنه فعلا يجب التفكير فيها، والعمل على تدعيمها مستقبلا، مضيفا بأنه سيقوم بمعاينة عدة لاعبين من المحليين والمحترفين، لإيجاد عناصر شابة يمكنها أن تعطي دعما وسندا قويين لمحور الدفاع، المنطقة الحساسة جدا في أي فريق، فمجيد بوڤرة، الذي يملك تجربة كبيرة والذي يعرف كيف يحافظ على الاستقرار، لن يلعب ثانية مع الخضر، بعدما قرر الاعتزال الدولي. تشبيب التشكيلة الوطنية تشبيب المنتخب أصبح أيضا ضرورة بالنسبة للناخب الوطني، خاصة وأن هناك عدة لاعبين سيبلغون أكثر من 30 سنة في 2017، لهذا يسعى غوركوف، إلى إيجاد لاعبين يمكنهم إعطاء دم جديد للتشكيلة ككل، وفي كل المناطق، خاصة في الهجوم، فالفريق الوطني يحتاج إلى لاعب يمكنه أن يخلق الفارق في أي لحظة من المقابلة، الأمر الذي يفتقر إليه الخضر، عكس المنتخبات الأخرى التي واجهها في كأس إفريقيا، والتي أشار إليها الناخب الوطني، حيث قال بأن منتخب كوت ديفوار يملك فرديات يمكنها قلب الموازين في أي لحظة وهذا ما حدث مع الفريق الوطني في مباراته الماضية، فاصطياد العصافير النادرة يدخل في ورشة من الورشات التي يفتحها غوركوف، استعدادا للرهانات الأخرى التي تنتظره مستقبلا. الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، من جهتها تريد المحافظة على هذه التشكيلة، التي قال غوركوف، بشأن معظم عناصرها بأنهم بعد عامين أو ثلاثة سيصلون إلى نضج كبير، وبعد عامين سيلعب الخضر كأس إفريقيا للأمم 2017، وهذا ما سيبحث عنه غوركوف في ورشة أخرى، سيفتحها لكي تصل تشكيلته إلى هذا النضج واكتساب التجربة والخبرة، فرغم الخروج من الدور ربع النهائي وعدم بولوغ الهدف المسطر، إلا أن مغامرة غينيا الاستوائية، كانت تجربة مفيدة للاعبين لم يسبق لهم اللعب من قبل في القارة السمراء، وفي تلك الظروف الصعبة التي اشتكوا منها كثيرا. حماية فيغولي وبراهيمي وقد دافع غوركوف، على لاعبيه رغم انتقاده لطريقة لعب كل من فيغولي وبراهيمي، فقد اعتبر بأن هذين اللاعبين يملكان موهبة كبيرة، ويجب حمايتهما كثيرا، معتبرا أنهما المحرك للفريق الوطني الجزائري، حيث أكد بأنه لو لعبا بمستواهما لفازت الجزائر بكأس إفريقيا، ومن الأكيد أنه سيكون هناك برنامج خاص من أجل الحفاظ على هذين العنصرين ليكونا في كامل مستواهما وفي كامل معنوياتهما عندما يلعبان مع المنتخب الوطني، فغوركوف في إحدى تصريحاته قال: "لو كان لديّ 11 براهيمي لن يكون هناك أي مشكل"، في إشادة منه بالإمكانيات الكبيرة التي يتمتع بها هذا اللاعب. لعب مباريات ودية مع منتخبات قوية غوركوف أكد بأن اللقاءين اللذين سيلعبهما الخضر في الدورة الكروية بقطر، سيكونان مفيدان بالنسبة لفريقه من خلال معاينته للاعبين وتجريبهم في مختلف المناطق، غير أنه من بين اهتمامات الناخب الوطني، هو لعب مباريات ودية مع منتخبات كبيرة وقوية، من أوربا وأمريكا الجنوبية، هذا ما سيمكن الخضر من اكتساب الكثير من وقت اللعب، ويسمح للمدرب الوطني من تحديد المستوى الحقيقي للاعبيه قبل المواجهات الرسمية.