استعرضت هناء شريفي أخصائية في علم النفس العيادي، أهم النتائج التي استخلصتها من دراستها، التي انصبت حول العمليات المعرفية، وعلاقتها بالمادة المخدرة لدى الشباب بمناسبة مشاركتها في فعاليات اليوم الدراسي الذي انعقد مؤخرا بجامعة الجزائر "2"، حيث قالت: "انصبت دراستي على بعض الطلبة بجامعة تيزي وزو. وتم حصر العمل في نوعين من العيّنات؛ فئة تتعاطى مخدر الحشيش، وفئة ثانية لا تتناول أي نوع من المخدرات وليست مدخنة ولا تستهلك أي نوع من المنشطات. وتمحورت الإشكالية في معرفة مدى تأثير المادة المخدّرة أي الحشيش على سلوك الفرد. المعروف تقول الأخصائية النفسانية أن بداية استهلاك المخدرات تأتي في مجموعة، حيث يبدأ الشخص بتعاطي المخدرات في شكل سلوك اجتماعي، وتتم عملية التعرف على المادة المخدرة وتجريبها. وبعد التعود عليها ينتقل هذا السلوك من الجماعة إلى الفرد؛ أي يبحث الفرد عن النشوة، فيقرر الانسحاب والعزلة. وتضيف: "للإجابة على تساؤلنا، رغبنا في معرفة ما يمكن للعمليات المعرفية النفسية التي نعتمد عليها في الجانب النفسي، تشريح تأثير المادة المخدّرة المتمثلة في الحشيش. ومن خلال تجربتنا المعرفية المنقولة طبعا من تجارب بعض الدول التي تفيد بأن من يتعاطى المخدرات هي الفئات التي تملك في أغلب الأحيان ميولات انتحارية، غير أن دراستنا للعيّنات أثبتت لنا العكس، فالنتائج الميدانية أوضحت أن المدمنين على المخدرات من العيّنات الذين شملتهم الدراسة، لا يملكون أي ميولات انتحارية، وهذا عامل إيجابي يساعد في العلاج. وتَبين أيضا أن تناول الحشيش كان بغرض بلوغ مرحلة النشوة فقط؛ ما يعني من الناحية العلمية أن الغرض من الإدمان على المخدرات بالنسبة لهذه الشريحة، هي الرغبة في الهروب من الواقع الذي ينبغي لنا البحث فيه، وأن السبب الذي يؤدي بالبعض إلى الوفاة هو السعي لبلوغ أسمى درجات النشوة، وهذا طبعا لا يتحقق في اعتقادهم إلا بزيادة الجرعة؛ الأمر الذي يعرّضهم للتسمم، ومن ثمة الموت الحتمي". ومن بين النتائج التي أظهرتها الدراسة، حسب محدثتنا، أن "الفئة التي تدمن المخدرات تعاني من غموض في الأفكار؛ إذ تعتمد على الخيال بشكل كبير؛ ما يعني أن الحشيش الذي تستهلكه يغيّر من طريقة تفكيرها. ومن بين ما تم استخلاصه من نتائج الدراسة أن الذاكرة قصيرة المدى للمدمنين على الحشيش، لا تتأثر بهذا النوع من المخدرات على خلاف الذاكرة بعيدة المدى، حيث تم مقارنة النتائج مع الأشخاص الأصحاء. وتقول الأخصائية النفسانية إن الهدف من الدراسة هو الوصول إلى إقرار سبل تكفل تتجه مباشرة إلى المدن، بالاعتماد على ما يسمى بالتربية الصحية، أو تفعيل الإجراءات التي تحول دون وقوع الشباب في الإدمان، "ومن ثمة لا ينبغي تطبيق البرامج العلاجية إلا بعد دراسة العيّنات المدمنة؛ لأن الفروق الفردية الموجودة عند بعض المدمنين قد لا تتوفر عند البعض؛ ما يعني عدم تطابق البرنامج مع بعض المدمنين، ومن هنا تظهر أهمية مثل هذه الدراسات. وخير دليل على ذلك أن دراستي أثبتت بأنه من الخطأ دائما الربط بين الإدمان والانتحار؛ لذا أؤكد على أن معرفة البرامج الأقدر على إيجاد علاجات، مهمةٌ لمساعدة ضحايا المخدرات.