أكد والي غرداية، السيد عبد الحكيم شاطر، أن الولاية استرجعت عافيتها والوضعية الأمنية بها أصبحت أكثر من عادية. مشيرا إلى أن الحياة الطبيعية عادت إلى الولاية التي استقطبت نهاية السنة المنقضية، عددا هائلا من السياح فاق عدد السنوات الماضية. وأضاف الوالي أن ما شهدته الولاية من أحداث ومناوشات خلال 2014، هو بمثابة سحابة صيف مرت لتعود الحركية الاقتصادية وحياة الناس بالمدينة وبسهل ميزاب إلى مجراها الطبيعي، مؤكدا أن الدولة سخرت إمكانيات ضخمة لاستتباب الأمن والطمأنينة بالولاية. واعتبر الوالي في حديث خص به "المساء" أن حدوث بعض المناوشات لا يعني أن الولاية ليست آمنة، مؤكدا أن الدولة تتصدى لكل ما يخل بالنظام العام وبالطمأنينة والسكينة العموميتين، وبكل ما يمس بالأملاك العمومية والأملاك الخاصة وحرمة وسيادة وحرية المواطن، وهي مبادئ مكرّسة دستوريا لا بد من الحرص على ضمانها بقوة القانون. وأكد أن غرداية طوت صفحة المأساة بعد المرحلة الأولى التي كانت لإعادة الأمور إلى نصابها، وقد رجعت بفضل الله تعالى وبفضل مصالح الدولة القائمة وخيرين من أبناء هذا الوطن، بالإضافة إلى الإمكانيات الضخمة التي سخرتها الدولة لاستتباب الأمن والطمأنينة ودخلت سنة 2015 لتواصل مسيرة التنمية. واستدل الوالي في هذا الصدد، بعودة الحياة والنشاط إلى سوق المدينة الذي أصبح مكتظا بالزوار، مشيرا إلى أن غرداية ولاية ككل الولايات يحدث فيها ما يحدث بكل الولايات كبعض التصرفات لبعض المنحرفين. ولأن وجود السياح وزيارة مدن الولاية مرهونان بمدى توفر الأمن فإن السلطات الولائية تسعى إلى استقطاب أكبر عدد ممكن من السياح لما تزخر به الولاية من مؤهلات سياحية فريدة من نوعها، إلا أن المسؤولين على الولاية يراهنون على استقطاب أولا السياح الجزائريين عملا بمبدأ الأفضلية للسياحة الداخلية. ويرى السيد عبد الحكيم شاطر، أن من أهم هذه المؤهلات السياحة الحموية وبالخصوص منطقة زلفانة التي استقبلت وحدها مع نهاية 2014، أكثر من 6 آلاف سائح كما استقبلت طلابا من 6 جامعات في إطار السياحة الطلابية. "ما يهمنا حاليا هي السياحة الداخلية، سياحة المواطنة وما نصبو إليه هو أن يزور الجزائري بلاده قبل أن يزور بلدانا أخرى " يقول الوالي الذي أكد أن قطاع السياحة بغرداية سيعرف خلال السنة الجارية، دخول 50 مستثمرا جديدا لإنجاز مرافق وهياكل كبرى ومخيمات لتوفير جميع أنماط السياحة هناك في إطار المرحلة الثانية لمنطقة النشاط السياحي بزلفانة. 20 بالمائة من الصفقات العمومية للمقاولين الشباب وفيما يخص الشغل كشف والي غرداية، السيد شاطر، أن 30 ألف قطعة أرض المزمع توزيعها عبر الولاية في إطار برنامج دعم إنجاز السكنات ستوفر قرابة 60 ألف منصب عمل لفائدة سكان المنطقة، بالإضافة إلى ما توفره صيغ البناء والأنماط الأخرى من مناصب ناهيك عن المصادقة على عدة ملفات في إطار الاستثمار الفلاحي والمتضمنة منح كل شاب هكتارين في إطار ما يعرف بالتجزئة. أما بالنسبة للشباب المقاولاتي وعلى الخصوص، آلية "أنساج" أو "كناك" أو "أنجام" فهناك-حسب والي غرداية- التعليمة المتضمنة لتفعيل مواد قانون الصفقات العمومية خاصة تعليمة الحكومة، التي تنص على إجبارية إسناد 20 بالمائة من الطلب العمومي للصفقات العمومية إلى الشباب، وهي التعليمة التي شرع في تطبيقها ميدانيا بالولاية. وعن الإجراءات الفورية التي اتخذتها وزارة الداخلية والجماعات المحلية، للقضاء على البيروقراطية أوضح الوالي، أن البلديات ال13 وكل ملحقاتها أصبحت موصولة بشبكة الانترنت، حيث تسلم فيها وثائق الهوية الأربع في 13 ثانية مهما كان مكان الميلاد، ناهيك عن تقليص عدد الوثائق في بعض الملفات إلى أقل عدد ممكن. وتحدث والي غرداية، في هذا السياق عن توفير رقم أخضر على مستوى الولاية للمتابعة والإصغاء للانشغالات. "إننا نحاصر البيروقراطية إلى غاية القضاء عليها آجلا أم عاجلا ويبقى على المواطن أن يشارك بالتنديد بالمتقاعسين. أكثر من 730 مليارا لقطاع الصحة للمخطط الخماسي 2015/2019 ويضيف المسؤول الأول عن ولاية غرداية، أنه "وفي إطار البرنامج الخماسي الجاري(2015 /2019)، رصدت الدولة أكثر من 730 مليار سنتيم لقطاع الصحة لتجسيد 34 مشروعا ضخما نحن بصدد طرح المناقصات على مستوى الصحافة ليتسنى للمتعاملين والمقاولات المساهمة فيها "وذكر على سبيل المثال لا الحصر مشروع إنجاز مستشفى بسعة 240 سريرا في القرارة بمواصفات عالية لتعويض المستشفيات بالبناء الجاهز الواقعة بسهل ميزاب. وقد تم انتقاء القائمة المصغرة لكبريات مجمعات الإنتاج منها جزائرية وأخرى مختلطة في إطار الشراكة مع الأجانب. كما وضعت مؤخرا في الخدمة عددا لا يستهان به من الهياكل والمشاريع من مصالح جوارية للأمومة والطفولة والطب العام، بالإضافة إلى اتخاذ قرار استثنائي من وزير الصحة لتأثيث 13 مسكنا موجها للأطباء الأخصائيين ستوضع لاحقا تحت تصرف القطاع خدمة للطبيب الممارس وخدمة أيضا للمريض. ويذكر الوالي أن غرداية لم تعد تشكو من الأمراض المتنقلة عن طريق البعوض بعد الإجراءات التي اتخذتها وزارة الصحة، فور ظهور حالات الملاريا بها وإيفادها بفريق من الخبراء والمختصين إلى سهل ميزاب عملوا طيلة أسابيع للقضاء على اللشمانيوز وما يسمى بشوكة بسكرة وغيرها، مشيرا إلى أن هذه التجربة وضعت الجزائر في موقع متقدم جدا في مكافحة هذا النوع من الأمراض. كما تحرص المصالح الطبية والصحية بالولاية وطبقا للإجراءات التي اتخذت على غرار جهاز الإنذار المسبق على مستوى الحدود البرية والمطارات على مراقبة كل زائر من الأفارقة والوضع متحكم فيه، مشددا على أن الجزائر البلد المضياف ترحب بمن يلجأ إليها لا سيما أولئك الفارين من الظروف الصعبة في بلدانهم من الأفارقة إلا أنها تحرص كل الحرص على ضمان تفادي انتقال أي فيروس أو داء إلى ترابها. توزيع 30 ألف قطعة أرض للسكن وإعانة ب100 مليون غير مسددة وتنفيذا للسياسة المعتمدة من طرف الدولة والقرارات التي اتخذها الوزير الأول، خلال زياراته للولاية، يفيد والي غرداية أن هذه الأخيرة استفادت من 30 ألف قطعة أرض في إطار ما يسمى بالتخصيصات الاجتماعية المدعمة من طرف الدولة، مساحة القطعة الواحدة تتراوح ما بين 200 و220 مترا مربعا وسعر القطعة في أغلى بلدية لا يتجاوز مليوني سنتيم وأخفضها لا يتجاوز 1.4 سنتيم. ويلاحظ الوالي أنه إضافة إلى كون أن هذا مبلغ زهيد جدا وهو رمزي فإن المستفيد من قطعة الأرض سيمنح إعانة من الدولة غير مسترجعة تقدر ب100 مليون سنتيم. وجدد السيد شاطر، في هذا الصدد أن رئيس الجمهورية والحكومة ملتزمان بأن التغطية الاجتماعية لشرائح المجتمع باقية مهما كان، مشيرا إلى أن مكاتب الدراسات عيّنت وأكثر من 16 ألفا منها انتهت دراساتها كما تمت عملية القرعة وجل البلديات ستستفيد بشفافية تامة من هذه الأراضي. وأكد في هذا الصدد أن الدولة ملتزمة بمنح المزيد إذا كانت هناك طلبات تتوفر فيها الشروط وذلك من أجل القضاء على ما يسمى بأزمة السكن في غرداية التي لا توجد أصلا–على حد قول الوالي - وإن وجدت فهي أزمة سوء توزيع أو مضاعفة توزيع. وفي هذا الخصوص أشار الوالي، إلى آلية البطاقية الوطنية للسكن التي سنّتها وزارة السكن والعمران والمدينة، والتي تم تفعيلها بالولاية لرصد كل من استفاد من سكن أو إعانة من الدولة، مؤكدا أنه تم وضع هذه البطاقية كمرحلة أولى على المستوى البلدي ثم على مستوى الدائرة والولاية للكف من عملية التحايل والاستفادة المتكررة وهذا إحقاقا للحق والمساواة بين جميع المواطنين. المنيعة مرشحة لتغطية 10 بالمائة من الاحتياجات الوطنية من الحليب وفيما يتعلق بمدينة المنيعة، وبصفتها قطبا حضريا جديدا تضم أكثر 1300 سكن، قال والي غرداية، إنها تعرف نقصا فادحا في التهيئة، الأمر الذي أدى إلى اتخاذ قرار لتخصيص أكثر من 20 مليار سنتيم للتهيئة الحضرية تخص شبكات التطهير، شبكة الماء الشروب والطرق والإنارة والأرصفة لإضفاء طابع جمالي وعمراني جيد على المدينة التي تعتبر من الدوائر القديمة عبر الوطن. ومن المقرر أن تستفيد المدينة بأكثر من 35 مليار سنتيم إضافية، ناهيك عن 15 مليار لبلدية حاسي القارة التابعة لدائرة المنعية وهذا بطلب من والي الولاية. ويعتبر المتحدث مدينة المنيعة ،ستقبل المنطقة وحتى الجنوب الكبير في مجال الفلاحة، حيث مزارع كبيرة تنتج الذرة والبقول والحبوب أقيمت بها مشاريع مشتركة بين الجزائر والأجانب لتربية البقرة الحلوب التي ينتظر أن تغطي حتى 10 بالمائة من الاحتياجات الوطنية من مادة الحليب وهذا على المدى المتوسط في غضون 5 سنوات. كما أن هناك آفاقا واسعة علما أن الفلاحة تعد خزانا كبيرا لليد العاملة وهي اقتصاد صديق للبيئة ودائم، كما أنها تسمح بتقليص فاتورة الاستيراد.