كشفت الأخصائية في علم النفس العيادي، نبيلة قاسم بوهران أن القنوات الفضائية تعد واحدة من العوامل التي أصبحت تسبب المشاكل النفسية التي تعيشها المرأة حاليا حيث ترى أن مشاهدة المرأة لها بكثرة يجعلها تفكر دائما في الوصول إلى أناقة وجمال ورشاقة المذيعات والفنانات، مما يجعلها تعيش في هوس وتفكير دائمين ولوم لنفسها لأنهن أفضل منها". وأكدت في ذات السياق أن انتشار الأمراض النفسية لدى المرأة أكثر من الرجل بوهران، وهو ما عكسته الدراسة التي قامت بها مؤخرا، والتي مست نساء تتراوح أعمارهن بين 22 و55 سنة، التي يتصدرها الاكتئاب ثم الوسواس القهري والإرهاب الاجتماعي والخوف والتوتر، وأرجعت ذلك إلى معاناة المرأة في مجتمعنا من ضغوط نفسية مختلفة، تبدأ من العمل والبيئة المحيطة بها مرورا بالرجل أو الزوج، ثم مغريات الحياة وأخيرا الحيرة أمام الفضائيات التي تقدم صورة مغايرة للواقع تحاول المرأة مسايرتها..وأرجعت الدكتورة نبيلة الأسباب التي تدفع بالمرأة في مجتمعنا الجزائري عموما إلى الضغوط النفسية وعدم الاستقرار العاطفي داخل الأسرة والملل والإهمال سواء من قبل الزوج أوالوالدين والإخوة والخيانة الزوجية وعدم الاعتراف بحقوقها وكثرة المشاكل الأسرية. إلى جانب افتقار المرأة للشعور العاطفي في بعض الحالات ممن عانوا خلال الصغر من فقدان أحد الوالدين أو الاثنين معا، أرجعتها إما إلى الوفاة أوالطلاق، فتظل الطفلة بحاجة للحب والحنان طيلة حياتها، مؤكدة أنها تختلف عن الذكر من حيث الاحتياج العاطفي الذي يستمر معها في مرحلة البلوغ أيضا، مما ينبغي على الأم أن تكون قريبة من ابنتها في هذه الفترة الحرجة من العمر، وأن يصبح دورها رقابياً أكثر منه توعوياً وعاطفياً، فالبنت إن وجدت الإشباع العاطفي والحنان والاحتواء في هذه المرحلة فلن تتعرض لأي ضغوط نفسية مستقبلية.وأضافت أن المرأة بعد الزواج تعاني أكثر في بحثها عن الحب والعاطفة، ولا تريده إلا من الزوج، فهو الأساس الذي تستمد منه الزوجة العطاء. وتعرض الزوجة للضرب أو التحقير من قبله يزيد من معاناتها النفسية، مشيرة إلى أن نسبة الاكتئاب عند المرأة المتزوجة أكثر منه عند غيرها، ونسبة اللاتي يترددن على العيادات النفسية نتيجة تعرضهن لمختلف المشاكل التي تحدث بعد الزواج، تصل إلى 70 بالمائة. فيما أشارت إلى أن أخطار الأمراض النفسية على المرأة قد تنعكس على صحتها الجسدية منها تأخر الدورة الشهرية والتي تصاحبها آلام شديدة لا تستطيع تحملها، وأيضاً على المرأة الحامل التى قد تسبب لها الإجهاض وعسر الولادة، مما يخضعها لولادة قيصرية، إضافة إلى مشكلات أخرى قد تؤثر على حالة الجنين الذي قد يصاب بتخلف عقلي أو مرض التوحد أثناء الولادة"، مضيفة أن الحزن الدائم يؤثر على الجنين لأنه يحس بمعاناة أمه. كما تقترح الطبيبة النفسية، نبيلة قاسم بعض أساليب العلاج، منها الاعتماد على توعية الطالبات داخل المؤسسات التربوية والجامعية، إلى جانب تفعيل دور مكاتب الإصغاء المتواجدة على مستوى دور الشباب والعيادات الجوارية المتواجدة عبر تراب الولاية قصد التكفل الأمثل بالحالات التي تستقبلها، وكذا إنشاء مركز اجتماعي ونفسي يعمل أفراده على تثقيف العائلات وكذا الأزواج و الزوجات وحتى الأبناء، للتخفيف من المشاكل الأسرية، والعمل على ظهور أجيال نافعة ومنتجة وواعية، وكذلك خلق جمعيات فاعلة تهتم بشؤون المرأة العاملة التي تعتبر أكبر شريحة معرضة للضغط النفسي، إلى جانب العمل على تنظيم لقاءات مع خبيرات في شؤون المرأة ممن يحملن مؤهلات في علم النفس والاجتماع والتربية لعلاج حالات اللواتي يقصدن الجمعية.