يعتزم عدد من الفنانين من مدينة مستغانم، تنظيم وقفة احتجاجية يوم 27 مارس المقبل أمام مديرية الثقافة للولاية، وذلك تصعيدا لاحتجاجهم، ورفعا لمطالبهم التي وردت في رسالة وُجّهت لوزيرة الثقافة، من أجل تحسين الأوضاع في القطاع الثقافي المحلي. اشتكى عدد من الفنانين في رسالة موجّهة لوزيرة الثقافة نادية لعبيدي، مما أسموه عليه التهميش الذي يطال الفنان والمثقف بولاية مستغانم. وحسب الناطق الرسمي للوقفة الاحتجاجية جيلالي بوجمعة، فإنّ المطلب الرئيس لهؤلاء الفنانين هو ضرورة إرساء قواعد للتسيير الجيد بعد أن عرفت مديرية الثقافة تغييرا في مديري الثقافة ثلاث مرات في أربعة عشر شهرا المنصرمة. وكشف جيلالي بوجمعة في اتصال هاتفي مع "المساء"، أنّ الوصاية سلّمت له مشروعا لإنجاز مسرحية "ديوان القراقوز" لتقديمه في حفل افتتاح المسرح الجهوي لمستغانم، وذلك منذ أن كانت حليمة حنكور على رأس هذه الهيئة، ثم تعاقب عليها رشيد جرورو، وأخيرا فاطمة داود بالنيابة، وكلّهم لم يتمكّنوا من وضع النقاط على الحروف بخصوص مصير هذا المشروع، الذي استهلك ميزانية قدرها 1.250 مليار سنتيم، وهي خسارة كبيرة، على حدّ قول المتحدّث. وقال جيلالي بوجمعة وهو رئيس جمعية مسرح "الموجة" ومخرج مسرحي، إنّه تمّ اختيار يوم 27 مارس لتزامنه مع اليوم العالمي للمسرح، وإنّه تمّ مراسلة وزارة الثقافة للنظر فيما يحدث بمستغانم وحتمية تغيير المسيّرين في الشأن المسرحي بالخصوص. واشتكى المتحدّث من التسيير العشوائي الذي تمارسه مديرية الثقافة في حقّ المسرحيين، وأنّ العديد من المشاريع تمّ إيقافها بسبب سوء التسيير. وتضمّنت الرسالة التي تحصّلت "المساء" على نسخة منها، عددا من الملاحظات بخصوص راهن الوضع الثقافي بالمدينة، على غرار التعيين العشوائي؛ من خلال تبذير أموال المسرح الجهوي بدون استثمار المشاريع المنجزة، وكذا تعيين أشخاص لا علاقة لهم بالبعد الثقافي، وآخرين يفتقدون للحس الفني. وتضمنت المراسلة كذلك انعدام الشفافية والمعايير في انتقاء الفرق التي تمثل الولاية في المحافل الثقافية الوطنية، وانعدام المشاركة الدولية رغم غزارة فنون ومواهب الولاية، فضلا عن عدم إشراك أهل التخصص في البرمجة، واختيار المشاريع العشوائية التي لا علاقة لها بالفنون. ورفع الفنانون عددا من المقترحات، تتمثّل في إنشاء مجلس ولائي للثقافة يسيّره أهل التخصص، وتعيين الكفاءات المحلية المهمّشة لتسيير المنشآت الثقافية، وبعث روح جديدة للجمعيات الثقافية عن طريق الدعم المعنوي وإشراكها في البرامج الثقافية الولائية، وبرمجتها في المناسبات الوطنية والتبادلات الثقافية، وعدم حصرها على وجوه وفرق معيّنة، فضلا عن المطالبة بإعادة إحياء كل المهرجانات الولائية التي تم إقصاؤها وشطبها من البرنامج الولائي، وإعادة الاعتبار للمهرجان الوطني لمسرح الهواة من خلال تسيير مسيّرين أكفاء.