أكد وزير الموارد المائية، السيد حسين نسيب، أمس، أن الجزائر ربحت معركة تأمين الموراد المائية، مشيرا في كلمة بمناسبة الاحتفال باليوم العامي للمياه بجامعة الأمير عبد القادر بولاية قسنطينة، إلى إطلاق الحكومة للعديد من المشاريع الكبرى منذ عشر سنوات وهو ما سمح بتخطي أزمة الجفاف.وفي قراءته لرسالة رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، التي أرسلها أول أمس بهذه المناسبة، والتي دعا فيها إلى ضرورة الحفاظ على الموارد المائية من التبذير والتلوث، قال نسيب إن ”رئيس الجمهورية يحثنا على الحفاظ على هذا المورد الثمين والهش، مع تمكين كل السكان من الاستفادة من مياه الشرب”، وعليه راهن نسيب على المخطط الخماسي الجديد للرفع من نسبة التغطية وتموين المناطق المعزولة. وأشار وزير الموارد المائية في مداخلته خلال يوم علمي نظم بقاعة ابن باديس بجامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة، التي احتضنت هذه السنة الاحتفالات الرسمية لليوم العالمي للمياه، إلى التحدي الذي رفعته الحكومة منذ سنة 2000، من خلال تسجيل عدة مشاريع كبرى للرفع من طاقات التخزين مع تنويع مصادر إنتاج المياه بعد اللجوء إلى تقنية تحلية مياه البحر، الأمر الذي جعل التجربة الجزائرية تحتل الريادة بشهادة أكبر الهيئات العالمية في هذا المجال. كما تعهد نسيب أمام الطلبة وإطارات الوزارة بمواصلة تنفيذ المشاريع الكبرى الخاصة بالقطاع، والسهر على توفير مياه الشرب والسقي مع الأخذ بعين الاعتبار حق الأجيال القادمة فيها، وذلك تطبيقا لتوجيهات رئيس الجمهورية الذي يحرص في كل مرة على التصدي لكل أشكال التلوث، وهو ما دفع بالوزارة إلى التفكير في نقل تسيير مياه الشرب والصرف الصحي إلى كل من الجزائرية للمياه والديوان الوطني للتطهير عبر 700 بلدية نائية قبل نهاية السنة، على أن يحول التسيير عبر 14 ألف دوار وقصر قبل نهاية المخطط الخماسي الجاري.وفيما يخص تحسيس المواطنين والصناعيين بأهمية الاستغلال العقلاني للموارد المائية، تطرق الوزير إلى المجهودات المبذولة من طرف المؤسسات التي تعني بعملية تسيير عملية توزيع المياه، مؤكدا عزم الدولة على مواصلة دعم التسعيرة لتكون في متناول كل فئات المجتمع. وردا على أسئلة الصحافة بخصوص العمل الذي تقوم به المؤسسات التي أوكل لها تسيير المياه، أكد نسيب أن البند المتعلق بنقل الخبرة والتجربة للإطارات الجزائرية تم احترامه، وهو ما ساهم بنقل المسؤوليات في المناصب الحساسة لهؤلاء الإطارات الذين أثبتوا كفاءتهم في الميدان، ولم نسجل لغاية اللحظة أية مشاكل في التسيير. وعلى صعيد آخر، تحدث الوزير عن تقدم أشغال أكبر نظام تحويل المياه بالجزائر والذي سيكون من سد بني هارون بميلة نحو 6 ولايات، قائلا ”إن الأشغال الحالية تمس قناة (بي كا 9 )، ومحطة الضخ بمنطقة عين كرشة، وفور الانتهاء منها سيتم تشغيل السد بكل طاقته”. أما عن فحوى اللقاء الذي سيجمع وزراء الموارد المائية لمجموعة الحوار 5+5 نهاية الشهر الجاري بالجزائر العاصمة بمبادرة من أسبانيا، فأشار نسيب إلى أن اللقاء الذي سيجمع خمسة وزارء من الضفة الشمالية لمنطقة غرب المتوسط وخمسة من الضفة الجنوبية سيكون فرصة للمصادقة على مشروع استراتيجية المنطقة حول المياه، مع وضع معالم مخطط عمل لتنفيذ هذه الاستراتيجية، مع العلم - يقول نسيب- أن لقاء الجزائر سيشارك فيه ممثلون عن هيئات ومنظمات دولية تهتم بالمياه والبيئة. أما فيما يخص محاربة ظاهرة سرقة المياه وصب مياه الصرف في الأودية والأحواض المائية فذكر الوزير بمشروع مرسوم جديد لقانون شرطة المياه تم تسليمه للأمانة العامة للحكومة لدراسته والمصادقة عليه والذي سيعطي صلاحيات أكثر لأعوان شرطة المياه. وعن التجارب التي تقوم بها مؤسسة سونطراك لاستخراج الغاز الصخري بعين صالح، أشار نسيب إلى أن التجارب التي تقوم بها سونطراك ما هي إلا تجارب والعملية لا تؤثر على المياه الجوفية بالمنطقة. وقد تنقل وزير الموارد المائية بمناسبة الاحتفالات باليوم العالمي للمياه إلى سد بني هارون بولاية ميلة الذي احتضن العديد من النشاطات الترفيهية والسياحية المفتوحة للجمهور العريض، ليقوم بتدشين وتفقد معرض مصغر لمختلف المصالح الإدارية والمؤسسات التابعة لوزارة الموارد المائية، بالإضافة إلى تسليط الضوء على نشاط الصيد القاري بالسد، وهو ما استقطب اهتمام المواطنين.