صرح وزير الموارد المائية حسين نسيب يوم الأحد بقسنطينة بأنه يتعين الآن على الجزائر التي رفعت تحدي تأمين البلاد فيما يتعلق بالتموين بمياه الشرب "كسب المعركة" ضد تلوث و تبذير هذا السائل الثمين. و في مداخلته خلال افتتاح لقاء خصص ل"الذهب الأزرق" نظم بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمياه و بعد أن أكد بأن أزمة المياه التي عانت منها البلاد "أضحت من الماضي" أضاف الوزير بأنه تم بذل "جهود هائلة" من أجل الحفاظ على هذا المورد الحيوي و ذلك من خلال نظام تسيير موثوق فيه يسمح بالمكافحة الفعالة ضد جميع أشكال التبذير و التلوث. و بعد أن تطرق خلال ندوة صحفية إلى أهم محاور رسالة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بهذه المناسبة أوضح السيد نسيب بأن "أغلبية المواطنين يستفيدون حاليا بشكل منتظم من مياه الشرب و ذلك بفضل الإستراتيجية المنتهجة من طرف الحكومة". و يعد اختيار الجزائر لاحتضان أول اجتماع لوزراء المياه لبلدان دول غرب البحر الأبيض المتوسط نهاية مارس الجاري في إطار الحوار 5 + 5 "أمرا إيجابيا" بالنظر ل"لمشوار المشرف للجزائر في مجال المياه" حسب ما أشار إليه الوزير مذكرا بإستراتيجية البلاد التي تتضمن تزويد أجيال المستقبل بوسائل موثوق فيها بحلول 2030 ستمكنهم من ضمان استمرار التأمين في مجال المياه. و بعد أن وصف تجربة الجزائر في مجال تنويع هذه الموارد المائية ب"الناجحة" و التأكيد على ضرورة "سد العجز في مجال تسيير المياه" ذكر الوزير ب"الجهود المبذولة من طرف الدولة من أجل جعل الخدمة العمومية للمياه احترافية من خلال عدم ترك أي مجال للارتجال". و تطرق السيد نسيب إلى التسيير المندمج للموارد المائية الذي سيمكن البلاد من بلوغ أهدافها في مجال التنمية المستدامة ليؤكد فيما بعد على الجهود المبذولة من أجل تحسيس المواطنين بضرورة مكافحة تلوث و تبذير المياه. كما سلط الوزير الضوء على ضرورة مرافقة النشاط الفلاحي كمحور هام ضمن إستراتيجية قطاع الموارد المائية موضحا بأن قطاعه الوزاري يعمل على بلوغ أهداف الاكتفاء الذاتي الغذائي و تنويع الاقتصاد الوطني و ذلك من أجل وضع حد للتبعية للمحروقات. و أشار الوزير إلى أنه علاوة على المخطط الوطني المقرر من طرف رئيس الجمهورية الذي يستهدف إنشاء 1 مليون هكتار إضافي من المساحات المسقية يسمح نظام بني هارون الذي يمون 6 ملايين ساكن بمياه الشرب بسقي 41 ألف هكتار و سيسمح التحويل الكبير للهضاب العليا (سطيف) بسقي 36 ألف هكتار و تحويل كدية مدور (باتنة) بسقي 19 ألف هكتار. و أضاف السيد نسيب بأن جميع العمليات التي قامت بها الحكومة في مجال المياه لاسيما في مجال تسييره المندمج تستهدف تنمية مستدامة موضحا بأن الجزائر تطبق بروتوكول كيوتو "بشكل دقيق". و ردا عن سؤال حول استغلال الغاز الصخري بجنوب البلاد أوضح السيد نسيب بأن سوناطراك تقوم ب"عمل تمهيدي" قبل أن يذكر بعزم رئيس الدولة على حماية البيئة و المياه التي تعد عنصرا أساسيا. و سيتوجه السيد نسيب خلال اظهيرة إلى ولاية ميلة للقيام بزيارة عمل و تفقد قبل أن يستأنف يوم غد الاثنين جولته بقسنطينة.