كشف الدكتور محمد شكالي، المدير الفرعي المكلف بترقية الصحة العقلية بوزارة الصحة، أن التكفل بالمرضى العقليين في الجزائر يشهد عجزا من ناحية الهياكل الصحية من جهة، ومن ناحية الأطباء المختصين من جهة أخرى. وأكد أن المستشفيات المتخصصة تعرف حالة اكتظاظ فاقت ال100 %. أوضح الدكتور في مقابلة سابقة مع "المساء" أن عدد الأسّرة المخصصة للمرضى العقليين تقلصت في السنوات القليلة الأخيرة إلى 4000 سرير بعدما كانت من قبل في حدود 6000 سرير، تصل في العاصمة فقط إلى 400 سرير مقابل أكثر من 3 ملايين ساكن. كما أن الهياكل المتخصصة تصل إلى 15 بين مستشفى للأمراض العقلية ومراكز عمومية للصحة العقلية و25 مركزا في طور الإنجاز، قال عنها الدكتور بأنها ستغطي العجز المسجل في استشفاء المرضى العقليين الذي قدره ب2000 سرير. وأضاف الدكتور شكالي أنه لا بد أيضا من فتح مراكز علاجية غير استشفائية (مستشفى النهار) في المدن الكبرى من أجل الاستشارة والعلاج والمتابعة، مع تزويدها بالأطباء المختصين في الصحة العقلية والنفسانيين، "وهذه النقطة تعد الحلقة الأضعف الثانية في التكفل بالمرض العقلي في الوطن، حيث نسجل عجزا في المختصين العقليين الذين يصل عددهم إلى 600 عبر الوطن، ثلثا العدد يعملون في الولايات الكبرى دون بقية الوطن، وهذا غير كاف، علما أنه يتخرج حوالي 30 مختصا في الطب العقلي سنويا، ثلثهم يفضلون العمل في القطاع الخاص، أي لحسابهم الشخصي"، يوضح الدكتور، مشيرا إلى أن تغطية العجز مع دعم تكوين المختصين يتطلب وقتا كبيرا، وهذا يدخل ضمن المخطط الوطني للصحة العقلية الذي يندرج ضمن المخطط العالمي للصحة العقلية 2013-2020 التابع للمنظمة العالمية للصحة والذي أقرته الجزائر سنة 2014. نشير إلى أنه واستنادا للمعدل الذي وضعته المنظمة العالمية للصحة فإن 1% من مجموع السكان يعانون من مرض الفصام، مما يعني حوالي 400 ألف جزائري. في حين ترتفع النسبة إلى 2% بالنسبة للاكتئاب، أي 800 ألف جزائري. والجدير بالذكر أن المديرية الفرعية لترقية الصحة العقلية حديثة، أنشئت سنة 2012 وأسند لها ملف التكفل بالصحة العقلية التي يؤكد الدكتور شكالي بشأنها أنها ملف ثقيل يتطلب التنسيق بين عدة هياكل وقطاعات.