لطالما حظيت الورود باهتمام الجنس اللطيف لجمالها وطيب عطرها، حيث تقتنيها بعضهن للتزيين، كما تعبر بها أخريات عن الحب والرومانسية، إلا أن السيدة فتيحة المختصة في الحلويات كان لها اهتمام مخالف بهذا الجمال، إذ حاولت إعادة تركيب روعتها باستعمال العجينة السكرية في تزيين كعكات حفلات الزفاف بها. تعد حرفة صناعة الورود بالعجينة السكرية جديدة، وقد اهتدت إليها السيدة فتيحة ومكنتها من ولوج عالم الشغل، بعد أن تلقت الحرفية عدة دورات تكوينية في دول أجنبية، منها إسبانيا، إنجلترا والولايات المتحدةالأمريكية. حملت الحرفية تلك الدورات التكوينية إلى الجزائر، وأنشأت مدرسة تعلّم فيها الفتيات تلك الحرفة التي تزيد كعكات حفلات الزفاف جمالا وتعطيها لمسة عاطفية ورومانسية. يتميز عمل فتيحة بالبساطة والتعقيد في آن واحد؛ بساطتها في أشكالها وكيفية تركيبها فوق الحلوى، وتعقيدها في دقة تفاصيلها وتدرج ألوانها التي يظن الناظر إليها للوهلة الأولى أنها حقيقية، ليكتشف بعدها أنها عجينة قابلة للاستهلاك. تعتمد حرفة صناعة الزهور الاستهلاكية على استعمال مادة أساسية بسيطة تتمثل في السكر، لتطلق الحرفية العنان واسعا لمخيلتها لابتكار أشكال وألوان من هذه الزهور والورود بتفاصيل متفانية، وإتقان جدير بتحويل الكعك من بسيط إلى رائع الجمال. وفي حديثها ل"المساء"، قالت محدثتنا بأن صناعة الأزهار من أجمل الحرف وأبسطها، غير أن ممارستها تتطلب من محترفها أن يكون صاحب اطلاع واسع بعالم الزهور والورود ومختلف النباتات التزيينية، للنجاح في تجسيدها بشكلها الأصلي، فضلا على أنه لابد أن يكون صاحب روح فنية تتماشى وروعة الأزهار، أضف إلى ذلك أنها حرفة يدوية لا تعتمد مطلقا على الآلة، الأمر الذي يتطلب بذل الكثير من الجهد والتحلي بالصبر لإتقانها. تعتبر الحرفية نفسها متفتحة على عالم الحلويات، لأن بدايتها في الحقيقة لم تكن مع حرفة صناعة الزهور، وإنما كانت تعمل على إعداد الحلويات كمساعدة، غير أنها اهتدت بفضل حسها الفني إلى التفكير في التخصص في مجال التزيين فقط، للانفراد في حرفتها التي قليلا ما يمارسها مختصون عندنا، خاصة أن أغلبيتهم يستعملون عجينة اللوز التي تتطلب ميزانية كبيرة، فضلا عن أنها مميزة في الورود فقط، حيث نلاحظ الفرق الكبير بين الأزهار والورود المعدة بعجينة اللوز والأخرى المعدة بعجينة السكر. وتميز جناح السيدة فتيحة، خلال أول مشاركة لها في الصالون الوطني للمرأة الذي نظم مؤخرا، بحضور جمهور غفير من الجنس اللطيف الذي توافد عليها ووقف مطولا أمام كعكتها المزينة للتأمل فيها والاستفسار عن طريقة تحضيرها. وتقول الحرفية بهذا الخصوص، بأن المرأة الجزائرية تواقة لتبني الجديد في مختلف المجالات، سواء في اللباس أو الديكور أو حتى الطبخ، لذا تجدها تتسارع في اكتشاف كل ما في السوق من أفكار وحيل جديدة تساعدها في حياتها اليومية وتضفي عليها بريقا من الجمال والعصرنة.