شرعت المصالح المعنية في عملية تجهيز مسمكة زموري (شرق بومرداس) النموذجية بعد انتظار لأزيد من 4 سنوات من إنجازها، حسبما أفاد به مدير الصيد البحري وتربية المائيات. وأوضح السيد قادري الشريف بأن عملية التجهيز، انطلقت منذ حوالي أسبوعين على أن يتم افتتاح وبداية استغلال هذه المسمكة الهامة التي ينتظرها صيادو المنطقة بشغف كبير شهر جوان القادم على أقصى تقدير. وأرجع المدير هذا التأخر في عملية تجهيز المرفق البحري إلى أسباب تتعلق أساسا بعدم جدوى المناقصات المتعلقة بصفقة التجهيز وعدم توفر ممول وطني يستجيب لمتطلبات دفتر الشروط.. وكلف إنجاز هذا المشروع "النموذجي" وطنيا وفق المقاييس المعمول بها دوليا من حيث احترام معايير التخزين والتسويق الصحي لمختلف منتجات الصيد البحري، زهاء 100 مليون دج ضمن مشروع قطاعي ممركز يتضمن إنجاز عدد من المسمكات المماثلة عبر الولايات الساحلية للوطن. ويجري تزويد وتجهيز هذه المسمكة المنجزة بداخل ميناء زموري البحري بأحدث تقنيات الاتصال والبيع بالمزاد العلني للمنتجات وتزويدها ببوابة على شبكة الإنترنت لتسويق وعرض المنتجات وحجزها عن بُعد. كما تتوفر هذه المسمكة على مساحات لعرض وبيع المنتج يجري تجهيزها بلوحات إلكترونية للإعلان عن مختلف أنواع الأسماك المتوفرة وعرض أثمانها وعلى وحدات تجهز بعتاد للتبريد والتخزين وصناعة الثلج. ويرتقب أن تحقق هذه المسمكة عدة أهداف تتمثل أهمها في تنظيم السوق من حيث العرض والطلب والقضاء على المضاربة في الأسعار وجمع الإحصائيات الدقيقة حول مختلف منتجات الصيد البحري من حيث الإنتاج والتسويق والكميات المخزنة، استنادا إلى نفس المدير. ومن جهة أخرى، عبّر عدد من الصيادين بميناء زموري البحري، من بينهم "ع.لحسن" أحد أقدم الصيادين بالمنطقة وعضو جمعية الصيادين عن أملهم الكبير في بداية استغلال هذا المبنى في أقرب الآجال نظرا لدوره الكبير المرتقب في تنظيم وضبط عمليات تسويق المنتجات البحرية خاصة، منها السردين الذي تشتهر المنطقة بإنتاجه وطنيا. كما أعرب صيادون آخرون عن نفس الانشغال المهني، آملين في تدارك التأخر الكبير والإسراع في استكمال عملية التجهيز والشروع في الاستغلال لتفادي تدهور وضعية المسمكة. يذكر أن ساحل الولاية، الممتد على طول 90 كلم، يضم 9 شواطئ رسو و3 موانئ رئيسية، ينشط بها أسطول بحري يتجاوز عدده ال400 وحدة ويشغل أزيد من 4000 صياد وحرفي.