سيصبح بإمكان الشباب الراغب في الحصول على شهادة في مجال الميكانيك والميكاترونيك من مراكز ومعاهد التكوين المهني، الاستفادة من خبرة مركز التكوين المعتمد لمجمّع "رونو"، أو ما يسمى ب"أكاديمية رونو الجزائر"، وفي هذا الصدد تم التوقيع على اتفاق شراكة بين المجمع ووزارة التكوين والتعليم المهنيين، تسمح للمتربصين باكتساب معارف متطورة في مجال صيانة وتصليح السيارات وفقا للمعايير الدولية المعمول بها في هذا المجال. علما أن الشريك الفرنسي المحترف سبق وأن كوّن 10 آلاف شخص وفقا لبرامج التكوين المعمول بها في أوروبا منذ سنة 2008، تاريخ فتح الأكاديمية بالجزائر. وأكد السيد نور الدين بدوي، وزير التكوين والتعليم المهنيين، أن هذا التكوين سيشمل أيضا المكونين لتجديد معارفهم وتمكينهم من تزويد المتربصين بمعارف حديثة تستجيب للتحولات التي يعرفها عالم السيارات، على أن يشمل في البداية ولايات الجزائر العاصمة، قسنطينة، وهران، عنابة، وورقلة، قبل أن يوسع لتستفيد منه كل ولايات الوطن مستقبلا. مشيرا إلى أنه سيسمح للشباب بالحصول على شهادة معترف بها وفقا للمعايير الدولية الحديثة في مجال مهن السيارات، وذلك بالاستفادة من خبرة العلامة الفرنسية الرائدة في هذا المجال. وأضاف السيد بدوي، في تصريح للصحافة على هامش تدشينه لمركز التكوين التابع للأكاديمية أمس، بتسالة المرجة بالجزائر، أن التوقيع على اتفاقية شراكة مع المركز تهدف إلى تحسين التكوين من خلال نقل المعارف لجعل التخصصات والفروع التي تخص قطاع التكوين المهني تستجيب للمقاييس الدولية، مع تقوية القدرات التي وضعتها الدولة على أساس علاقة الرعاية والشراكة لفائدة الشباب والاقتصاد الوطني. مذكّرا بأهمية الاستثمار في المورد البشري الذي يعد الرأسمال الحقيقي في وقتنا الحالي المتميز بتطور التكنولوجيات في كل مجالات العمل. وأوضح الوزير أن الهدف أيضا من هذه الشراكة مع مركز التكوين التابع لأكاديمية "رونو" يكمن في تشجيع المستثمرين الخواص في مجال التكوين لتطوير تدريبات وتربصات مهنية وتقنية، وترقية وتطوير التكوين في مهن صيانة السيارات والميكاترونيك، بالإضافة إلى تجسيد علاقة بين القطاع العام والخاص للوصول إلى تحقيق النوعية في التكوين المهني من خلال إشرافه أمس، أيضا على التوقيع على اتفاق بين شركة "رونو" وبين معهدي التكوين المهني لولايتي المديةوعنابة من أجل تجسيد برنامج لتطوير المدربين والمكونين في مجال تكنولوجيات الميكاترونيك، وكذا تطوير مهن طلاء وتصليح السيارات. كما ذكر الوزير بأن قطاعه يولي أهمية كبيرة للتكوين في هذا المجال لمرافقة مشاريع الصناعات الميكانيكية التي بدأت ترى النور بالجزائر، مؤكدا أن قطاع التكوين المهني عازم على تطوير شبكة التكوين من خلال معهد التكوين بالسانيا بوهران، الذي سيدشن في القريب العاجل والذي يعد "معهد تكوين عصري بامتياز" موجها للصناعات الميكانيكية. كما قال السيد بدوي، إن قطاعه مستعد لمرافقة كل الخواص الراغبين في الاستثمار في مجال التكوين وفقا لما يحدده المرسوم التنفيذي الخاص بفتح مراكز ومعاهد خاصة الصادر في 1991، والذي عدّل في سنة 2001، والذي يحدد شروط فتح ومراقبة المؤسسات المعتمدة للتكوين المهني. مضيفا أن تعديل هذا المرسوم جاء لمرافقة التحولات التي تعرفها السوق في مجال التكوين، وضرورة ضبط هذه المؤسسات الخاصة التي قدر عددها في نهاية سنة 2014 ب665 مؤسسة توفر 54.500 مقعد بيداغوجي مصرحا به، يستغل منه ما نسبته 56 بالمائة فقط بتعداد سنوي يقدر ب30.500 متربص و4527 متخرجا ومتحصلا على شهادة و4078 مستفيدا من تكوين في عدة مهارات حسب الطلب والاختيار. وفي هذا الصدد أضاف السيد بدوي، أن دفتر الشروط صارم في هذا المجال، حيث نصّبت وزارة التكوين المهني لجنة تفتيش كلفت بمراقبة مدى استجابة هذه المؤسسات له، مشيرا إلى أن هذه اللجنة قامت بغلق أربع مؤسسات تكوين خاصة بسبب مخالفتها لهذا الدفتر في سنة 2014. من جهته أكد السيد جون سلان، المدير العام ل"رونو" الجزائر استعداد شركته لترقية التكوين في مهن السيارات بالجزائر، مضيفا أن التكوين يندرج في صميم استراتيجية الشركة التي كوّنت 10 آلاف شخص في هذه المهن منذ فتح أكاديميتها بالجزائر سنة 2008، تلقوا تكوينا لمدة 6 أشهر وتحصلوا على شهادات معترف بها من طرف الدولة. مشيرا إلى أن مركز التكوين التابع للأكاديمية الذي تحصل على الاعتماد مؤخرا والذي دشن أمس، سيكون لبنة إضافية لتطوير هذا التكوين في زمن تطمح فيه الجزائر إلى التفتّح على عالم الصناعات الميكانيكية.