كشف وزير السكن والعمران، السيد عبد المجيد تبون، أمس، عن مشروع لإنجاز 30 ألف وحدة سكنية أخرى ضمن صيغة البيع بالإيجار، حيث سيعرض هذا المشروع على الحكومة في الأيام القليلة القادمة، للموافقة عليه والشروع في تجسيده ميدانيا للاستجابة للطلبات الكثيرة على هذه الصيغة. وأوضح السيد تبون، على هامش اليوم الدراسي حول "التطور العمراني والحضري للعاصمة، من خلال المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير، الواقع والآفاق"، الذي نظمه المجلس الشعبي لولاية الجزائر بفندق الهيلتون، أن مشروع 30 ألف وحدة سكنية للبيع بالإيجار المزمع إنجازها، تضاف إلى أكثر من 35 ألف وحدة توجد قيد الإنجاز عبر كامل التراب الوطني. وفي هذا الصدد جدّد المسؤول الأول عن قطاع السكن، أن المشاريع السكنية التي يجري إنجازها من بينها صيغتا البيع بالإيجار والترقوي العمومي، تشهد تقدما في الإنجاز وبنسب متفاوتة، مشيرا إلى أن ممثلي وسائل الإعلام سيتأكدون من تقدم الأشغال في الزيارة التفقدية التي سيدعون إليها هذا السبت، بالعديد من المواقع، والتي ستمس سكنات "ال-بي-بي" و"عدل" التي بلغت نسبة الأشغال ببعضها 80 إلى85 بالمئة، بينما شرع في عملية الطلاء بالنسبة لعدد آخر من البنايات التي توجد في صيغتها النهائية بعدد من المواقع، مضيفا أن الشقق التي ستتم زيارتها هي الشقق النموذجية الحقيقية.وفي سياق متصل أكد الوزير، على أهمية مشروع القانون التوجيهي للتهيئة والتعمير الذي ينتظر المصادقة عليه من قبل المجلس الشعبي الولائي للعاصمة، وصدوره في مرسوم تنفيذي، مشيرا إلى أن مصالحه وجميع السلطات المعنية ستتكفل بملف التهيئة والتعمير في العاصمة، ومعالجة جميع المشاكل الحقيقية ذات الصلة بهذا الموضوع لجعل العاصمة الجزائرية أجمل عاصمة في البحر الأبيض المتوسط، كما لم يخف المتحدث تفاؤله بالقضاء نهائيا على البناء القصديري والهش الذي شوه وجه العاصمة، مؤكدا أن الجزائر ستكون أول عاصمة مغاربية وإفريقية لا تتوفر على بيوت قصديرية في نهاية السنة الجارية، وذلك بالنظر إلى برامج إعادة الإسكان التي تتم على مستوى مختلف الولايات. من جهة أخرى اعتبر السيد تبون، أن القضاء على كل ما يشوّه المدن الجزائرية كان عبارة عن أمر مستعجل، فيما سيتم العودة إلى الانضباط في التعمير في المرحلة القادمة، من خلال المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير للولايات الكبرى منها العاصمة، التي ستشهد-حسبه- مراجعة نسيجها العمراني من خلال التكفل بالبناء الهش ومحاولة تجديده تدريجيا بتحويله من بنايات صغيرة هشة إلى بنايات تعطي للعاصمة وجها لائقا.من جهته أكد والي ولاية العاصمة السيد عبد القادر زوخ، في اليوم الدراسي، أن تطبيق المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير سيكون صارما ضد كل من يتجاوز المعايير المعتمدة في البناء، بعد صدور المرسوم الخاص به، مشيرا إلى أن العاصمة ستشهد وجها مغايرا تكتسبه تدريجيا بعد القضاء على كل البيوت القصديرية التي شوهتها، حيث تم لحد الآن القضاء على 150 نقطة سوداء وترحيل حوالي 20 ألف عائلة إلى سكنات جديدة، في انتظار القضاء على أكبر حي قصديري وهو حي الرملي بجسر قسنطينة. بدوره أكد رئيس لجنة التعمير والسكن بالمجلس الشعبي الولائي، السيد صافي عبد القادر، أن المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير،سيكون خارطة طريق لكل القطاعات الأخرى، ويحدد مصير التوسع العمراني بالعاصمة، مشيرا إلى أن 26 بلدية بالعاصمة لا تملك أوعية عقارية حتى لإنجاز المشاريع الضرورية، إلا أن المخطط التوجيهي الذي ستتم المصادقة عليه سيسمح بالتخفيف من حدّة أزمة العقار، التي تبقى من بين أكبر المشاكل التي تعيق إنجاز المشاريع. يذكر أن اللقاء شهد أيضا مداخلات حول المحاور الكبرى للمخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير لولاية الجزائر، بناء نظام لترقية التنمية المحلية من خلال تقييم استدامة التعمير، صعوبة بناء الرابط الاجتماعي الحضري العاصمي، هل هو ظاهرة طبيعية للتعمير أم ظاهرة للسياسات غير المتزنة له، كما تطرق البعض لأضرار وعيوب البناء القديم في العاصمة وإعادة ترميمه.