دعا وزير الثقافة، السيد عز الدين ميهوبي، عند إشرافه على افتتاح المهرجان الثقافي الوطني العاشر لأغنية الشعبي، في نهاية الأسبوع، بفضاء "أغورا" في ديوان رياض الفتح، إلى ضرورة الاهتمام بالتراث غير المادي والعمل على حماية أغنية الشعبي، مثمّنا نظام المنافسة الذي يكرّسه المهرجان، بهدف اكتشاف مواهب جديدة تمثّل مختلف ولايات الوطن. أكد وزير الثقافة بالمناسبة، أنّ المهرجان الوطني لأغنية الشعبي يكتسي أهمية بالغة، ذلك أنّه يساهم أيّما إسهام في حماية التراث غير المادي، وتداول الشباب على إعادة القصائد الشعبية من شأنه تعزيز هذا المسعى، وقال عن الطبعة العاشرة؛ "أتوقع أنّ التحضير كان جيدا وأنّ المنظمّين قاموا منذ فترة بعمل انتقائي لمن تتوفّر فيهم الشروط ممن يحسنون العزف والأداء ويحترمون معايير الأغنية والقواعد الموسيقية". وأبان ميهوبي عن حرص الوصاية للمضي جديا في مجال أرشفة وتوثيق التراث غير المادي، قائلا؛ "تبذل مؤسّسات الدولة جهودا كبيرة لأرشفة أعمال عدد من الفنانين الجزائريين، على غرار ما يفعله الديوان الوطني للحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، والمركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ، التاريخ وعلم الإنسان وستوزّع هذه الأعمال على دور الثقافة والجامعات بهدف تعميم الفائدة". وعن تكريم الراحلين كمال مسعودي ورشيد نوني، أفاد الوزير أنّ الدورة ستكون مرفوعة لروحي فنانين كبيرين، نظير ما قدّماه لهذا الفن الأصيل، وقام محافظ المهرجان معمر قنة بتسليم درعي التكريم لعائلتي الراحلين كمال مسعودي ورشيد نوني، وهي السنة الحميدة التي دأب المهرجان على تكريسها كلّ عام، عرفانا بما قدّماه لأغنية الشعبي، هما رحلا لكن تركا بصماتها بارزة في مسار هذا النوع من الفن. وعبّرت عائلة الفنان الراحل كمال مسعودي عن سعادتها للتكريم المحترم والمشرف الذي يليق بتاريخ ابنها ومساره الفني الذي لا يزال يسكن ذاكرة الجزائريين، كما أشادت عائلة الفنان القدير رشيد نوني بالتكريم وبالوثائقي الذي عرض حفلات ووصلات موسيقية قدّمها الراحل ولا تزال محفوظة في الأرشيف الفني. وبعد الافتتاح الرسمي، شرع أربعة مترشحين في المنافسة، وشهد اليوم الثاني من منافسة المهرجان الوطني لأغنية الشعبي دخول المشاركين سحواج جمال وهشام مزيان، وسط توافد ملفت للعائلات التي استمتعت بأجواء السهرة. ودخل المتنافس سحواج جمال من ولاية الشلف، اليوم الثاني من المهرجان العاشر لأغنية الشعبي، وهي المشاركة الثالثة للمترشح في دورات 2009 و2010 التي نال فيها جائزة "بوجمعة العنقيس" الخاصة، وفي هذه الطبعة، طعّم المشارك حضوره بقصيد نبوي للشيخ عبد العزيز المغراوي، وشدا بصوته الرخيم "يا الساهي شمر للجد لا يغير برق النو"، ومعه تعالت الزغاريد منتشية في الأجواء الرمضانية، فوفّق في اختيار أغنيته التي تتنافس على جوائز مسابقة المهرجان، وبخصوص ولعه بأغنية الشعبي، قال سحواج بأنّه جزء من التراث وهي بمثابة فاكهة الثقافة الجزائرية التي نتلذّذ بها كمؤدين ومستمعين. وختم المترشح هشام مزيان منافسة اليوم الثاني بأداء قصيد للكاردينال الحاج محمد العنقى عنوانها "وين سعدي"، وتعدّ هذه المشاركة الأولى من نوعها في المهرجان وهو ذو ال19 ربيعا ويمثل مدينة الجزائر العاصمة. ونهل أصيل مدينة أزفون المعروفة بأعمدة أغنية الشعبي من عزف والده الذي اتبع المدرسة العنقاوية، وهو في مرحلة تقليد الشيخ العنقى، ثم مع مرور الوقت، يجد الفنان نفسه في أسلوب خاص به، وذكر أنه يؤدي كذلك لكمال مسعودي وعمر الزاهي، وذوّاق لأعمالهما الفنية.