في سهرة رمضانية مميزة أعلن فيها وزير الثقافة عز الدين ميهوبي عن الإفتتاح الرسمي للطبعة العاشرة للمهرجان الثقافي الوطني لأغنية الشعبي إستمتعت العائلات العاصمية بحضور محافظ المهرجان معمر قنة ومدير الثقافة لولاية البليدة ونخبة من الأسماء الفنية أول أمس بفضاء آقورة برياض الفتح، بنخبة من الأصوات الشابة القادمة من مختلف مناطق الجزائر ويعكس ذلك أن الفن الشعبي هو تراث مشارك لكل الجزائر وله عشاقه في كل نقطة من ربوع الجزائر. وعبر وزير الثقافة عز الدين ميهوبي عن سعادته في مشاركة الجمهور بهذا الموعد الفني السنوي المميز الذي يحافظ على التراث الموسيقي التراثي الجزائري خاصة أن أغنية الشعبي تمثل جزءا من ذاكرة الجزائر بفضل شيوخها وروادها وأكد أن موسيقى الشعبية تمثل هوية الجزائر وأصالتها متمنيا أن يكون المهرجان فضاء لإكتشاف الأصوات الشابة والوقوف عند مستوى الأغنية الشعبية حاليا وكشف وزير الثقافة على هامش الإفتتاح جملة من الإجراءات التي سيتخذها من أجل تفعيل أداء المهرجانات وترشيد نفقاتها وأعلن عن إنشاء لجنة وزارية متخصصة من أجل تقييم أداء مختلف المهرجانات التي تم ترسميها وتحديد المعايير كما أوضح أنه سيتم إدماج بعض المهرجانات ذات التخصص الفني المشترك و إعادة النظر في تولي تسيير محافظ واحد فقط لأكثر من مهرجان إلى جانب جملة من الإجراءات لتقييم أداء المهرجانات ومردودها من حيث الميزانية وغيرها كما أكد إحياء مهرجان عنابة السينمائي المتوسطي. وتم خلال السهرة تكريم عائلتي فقيدي الأغنية الشعبية الراحلين رشيد نوني الذي توفي في 2 مارس 1999 وكمال مسعودي المتوفي يوم 10 ديسمبر 1998 وتم خلالها عرض شريط وثائقي يسطر مسيرة الراحلين فنيا. وكرمت عائلتي فقيدي الأغنية الشعبية من طرف وزير الثقافة ومحافظ المهرجان معمر قنة حيث منحا ذرع المهرجان وقالت حنيفة نوني أخت الفنان الراحل رشيد نوني التي ثمنت المبادرة أنه علينا التعريف بالجيل السابق للإغنية الشعبية لدى الجيل الجديد والتعريف بما قدموه للإرتقاء بالأغنية الشعبية وعلى الشباب رفع المشعل لإحياء تراث الموسيقى الشعبية للحفاظ على تراث الأغنية الشعبية لأنها موسيقى رائعة وحية وأضافت أنها جد سعيدة بالتكريم وتشكر المنظمين على المبادرة من جهته عبر حميد الشقيق الأكبر للفنان الراحل كمال مسعودي عن سعادته بالتكريم الذي حضي به شقيقه وأشار أنه يتمنى أن يتعمم ويشمل كل الفنانين من أجل نفظ الغبار على الفنانين الذين أبدعوا في مجال الأغنية الشعبية. وتميزت الجلسة الأولى من المهرجان بتنافس ثلاثة مترشحين ذكور و مترشحة واحدة من ولاية الشلف تنافسوا في اليوم الأول من الطبعة العاشرة للمهرجان الثقافي الوطني لأغنية الشعبي، وهدفهم يصب في إمتاع جمهور العائلات الحاضرة بقوة، حيث كانت البداية ب بغداد ضاوية القادمة من ولاية الشلف والتي تعتبر الصوت النسوي الوحيد في الطبعة العاشرة من المهرجان، واستطاعت أن تسجل حضورها بقوة من خلالها أدائها الراقي الذي يوحي بموهبتها الصوتية الفريدة التي تمتزج بين الرقة والأداء والأسلوب الذي يميل إلى الطابع الأندلسي حيث أدت المشاركة قصيدة » ألايم علاش تلوم » لبن تريكي، وأبدعت في طريقة تقديمها للجمهور الذي تفاعل وعن مشاركتها قالت بغداد ضاوية أنها كانت تحلم منذ الصغر بالمشاركة في المهرجانات، وأكبر فوز بالنسبة لها هو الغناء أمام جمهور ذواق للفن الراقي المترشح الثاني عاشوري مختار من بجاية والذي سبق له المشاركة في الدورات السابقة للمهرجان بداية من الطبعة الأولى سنة 2006 لتليها مشاركة أخرى في 2007 واحتل فيها المرتبة الخامسة، عاد في الطبعة العاشرة من أجل إثبات نفسه من جديد، خاصة مع إعادة نظام التصفيات المحلية وهو الأمر الذي استحسنه ، مضيفا بأنه يطمح هذه المرة للتميز أكثر ولما لا الفوز بإحدى الجوائز، رغم أن هدفه الأسمى هو إرضاء الجمهور في المقام الأول وقدم الشاب قصيدة من الشعر الملحون بعنوان » يا القاضي بيني وبين خناري » ونجح في البس القصيد ، ثالث الأصوات المشاركة في السهرة الأولى كان ابن الجزائر العاصمة سعيدي أمين الذي قدم قصيد » زورا يا عاشقين زورا » للشيخ محمد بن مسايب التلمساني، بمرافقة الجوق الموسيقي بقيادة عبد الكريم عميمور، الذي صنع جوا مميزا بين الجمهور وقال بأنه يشارك للمرة الثالثة في المهرجان واحتل المرتبة العاشرة والخامسة في الدورتين السابقتين، ويطمح للظفر بالجائزة الأولى في هذه الطبعة، مضيفا بأن هذا المهرجان فرصة للشباب من أجل إبراز مواهبهم وطاقاتهم ، كما أن الاحتكاك والمنافسة يجعل المترشح يصقل موهبته . مسك ختام السهرة كان بقصيدة الملحون للشاعر أحمد بوزيان والأداء المميز ل قرواني عدة من ولاية تيارت الذي راهن على بصمته الخاصة، وكشف أنه متمرس في هذا المجال ويملك خمسة ألبومات في رصيده الفني، وسبق له المشاركة في مهرجان الشعر الملحون سيدي لخضر بلخلوف بمستغانم وتفاعل الحضور مع باقة الأغاني التي أعادت للذاكرة زمن الفن الأصيل.