يتحول زقاق السوافة بوسط مدينة خنشلة خلال رمضان الفضيل، إلى ساحة تجارية تعج بالمتسوقين الوافدين من مختلف الأحياء السكنية والبلديات الأخرى، لاقتناء حاجياتهم المتنوعة بأسعار معقولة، لاسيما بالنسبة لمحدودي الدخل. يتم في هذه الساحة التي تعرف ممارسة أنشطة تجارية وحرفية مرتبطة بالمناسبات الدينية الأخرى، على غرار عيدي الفطر والأضحى والمولد النبوي الشريف، وحتى في العطل الرسمية والأسبوعية، عرض سلع وأدوات وخردوات قديمة وألبسة مستعملة وأدوات كهرومنزلية وأخرى إلكترونية وقطع غيار وأثاث قديم وكل ما هو قديم وبقي صالحا للاستعمال. كما توجد في هذا الزقاق محلات تجارية متنوعة الخدمة، كالخياطة والألبسة الجاهزة ومحلات الأحذية، إضافة إلى محلات بيع الحلويات التقليدية واللحوم البيضاء والحمراء.. أي كل ما قد يحتاجه المستهلك في حياته اليومية، في أجواء ممزوجة بالروائح التي تميزها رائحة العطور وأعواد البخور والمسك. كما يباع في هذا الفضاء التجاري الشعبي كل شيء أو يتم العثور على المفقود منه من السلع والمواد الغذائية، وحتى بيع الدواجن الحية والأرانب والديك الرومي، وفي بعض الأحيان الطيور والحيوانات البرية، في أجواء تطبعها روح المنافسة والكسب والربح من هذه الأنشطة التجارية والحرفية التي تتميز بها هذه السوق حسب كل مناسبة. والملفت للانتباه في رمضان لكل زائر أو متسوق؛ طاولات بيع اللحوم الحمراء من الغنم والماعز والأحشاء والرؤوس والألبان ومشتقاتها التقليدية كالكليلة والزبدة، وكذا الأواني المنزلية والحلويات والعجائن والحشائش المعطرة وسط الخضر والفواكه والفواكه الجافة، وغيرها من السلع التي يقبل عليها المستهلكون باستثناء المرأة التي يبقى دخولها السوق محتشما بسبب عادات وتقاليد المنطقة. من جهة أخرى، تعد هذه السوق مصدر دخل للحرفيين وبعض الباعة الموسميين، حيث تنتشر فيها العديد من المحلات التجارية المروجة للصناعات التقليدية والمنتوج الحرفي اليدوي، مثل بعض الأدوات المنزلية كالغربال والقصعة وكذا بعض أعمال الحدادة كالمناجل والمحارث وغيرها من الوسائل التي أصبحت مفقودة في ظل انتشار المكننة والصناعة الحديثة.