شيعت، ظهر أمس، بمقبرة القبية بحي الإخوة ناموس بمدينة سكيكدة، جنازة المجاهد المغفور له بإذن الله، المرحوم إبراهيم شيبوط، الذي انتقل صبيحة أول أمس إلى جوار ربه عن عمر ناهز 89 سنة، في أجواء مهيبة وبحضور إطارات سامية في الدولة يتقدمهم محمد علي بوغازي، مستشار برئاسة الجمهورية. كما حضر الجنازة السيد خالدي بومدين، الأمين العام لوزارة المجاهدين، ممثلا شخصيا للوزير، وكذا حمودة وليد، مدير فرعي للإدارة والوسائل بذات الوزارة والسيد كشود محمد، وزير العلاقات مع البرلمان السابق، إضافة إلى الأمين العام لمنظمة أبناء الشهداء والأمين العام لتنسيقية أبناء الشهداء وكل إطارات الولاية يتقدمهم والي ولاية سكيكدة، إلى جانب رفقاء المرحوم من كبار مجاهدي الولاية التاريخية الثانية ومواطنين. وعرفت الجنازة قراءة لكلمة تأبينية من طرف الأمين العام لوزارة المجاهدين، بومدين خالدي، أشاد فيها بالمسيرة النضالية للراحل شيبوط، مشيرا إلى أن الجزائر فقدت المجاهد البطل شيبوط في أيام تستعد فيها لتخليد الذكرى ال60 لهجمات الشمال القسنطيني في 20 أوت 1955 والتي كان الراحل رفيقا وصديقا لمهندسها البطل زيغود يوسف. والمجاهد الراحل شيبوط، يضيف الأمين العام لوزارة المجاهدين، صاحب مواقف ثابتة أثرت في المسار التاريخي للجزائر سواء خلال فترة التحرير الوطني كمجاهد أو كقائد في ثورة البناء والتشييد بعد استرجاع السيادة الوطنية، مضيفا أنه كان قدوة وأعطي صورة حقيقية للوفاء والإخلاص لخدمة الوطن. وقال المتدخل "إن عمي إبراهيم المسمى بمؤسس هيكلة وزارة المجاهدين، هو الذي حول المفتشيات الولائية للمجاهدين إلى مديريات ولائية لتكون لها المكانة التي تتمتع بقية المديريات التنفيذية ويكون لمدير المجاهدين القوة القانونية في الهيئة التنفيذية ويستطيع أن يتكفل بقضايا المجاهدين وذوي الحقوق في إطار قانوني قوي وصحيح وثابت. وقبل تشييع جثمان المجاهد الراحل شيبوط، سجي جثمانه بقاعة مقر المجلس الشعبي لبلدية سكيكدة طوال الفترة الصباحية لإلقاء النظرة الأخيرة عليه، حيث توافدت على القاعة أعداد غفيرة من المواطنين من مختلف الأعمار، ليتحول المكان إلى فضاء لاستذكار المسيرة النضالية والجهادية لهذه الشخصية من طرف أصدقائه ورفقائه في السلاح وعدد من أفراد عائلته. للإشارة، فإن المرحوم إبراهيم شيبوط من مواليد 24 مارس 1927بالحروش ولاية سكيكدة، التحق بصفوف الثورة التحريرية وهو لم يتعد سن العشرين، بعد سنوات من الكفاح المسلح عين ضابطا في جيش التحرير الوطني ثم مسؤول الناحية بالولاية الثانية التاريخية. وبعد الاستقلال، تقلد مناصب عدّة منها واليا، كما مارس المحاماة لفترة وجيزة ثم عيّن نائبا بالمجلس الشعبي الوطني ليتم انتخابه رئيسا للجنة القانونية والإدارية ثم عضوا بعدة لجان بالمنظمة الوطنية للمجاهدين كما عيّن وزيرا للمجاهدين في جوان 1991 في حكومة سيد أحمد غزالي ثم على التوالي في حكومتي بلعيد عبد السلام ورضا مالك في سنوات 1992 و1993 1994. كما كان وراء اختيار يوم 18 فيفري يوما وطنيا للشهيد، تزامنا مع عيد ميلاد الشهيد زيغود يوسف، كما ساهم بقلمه في التعريف بشخصية البطل الرمز زيغود يوسف. وعلى إثر هذا المصاب الجلل، تقدم الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين، السعيد عبادو، بتعازيه الخالصة لعائلة الفقيد، مشيرا في بيان للمنظمة تلقت "المساء"، أمس، نسخة منه إلى أن وفاة المجاهد شيبوط تزامنت مع إقبال البلاد على إحياء الذكرى ال60 لانتفاضة الشمال القسنطيني التي غيرت مجرى الأحداث في تلك الظروف البالغة الأهمية في مسار ثورة التحرير. وقال إن الفقيد كان قد التحق بإخوانه المجاهدين مع انطلاق شرارة ثورة التحرير سنة 1954 وكان من الذين شرفهم التاريخ بالمساهمة في إعداد وتنفيذ انتفاضة 20 أوت 1955.