تشهد أسواقنا خلال شهر رمضان الكريم وككل سنة أنواعا مختلفة من المأكولات الشهية من حلويات شرقية وغيرها تجعل مقاومة الصائم لها أمرا صعبا مما يجعل تكثيف الرقابة والقمع للمخالفين أمرا لا مفر منه على مستوى المحلات التي يبقى عدد كبير منها لا تحترم الشروط المطلوبة في مجال النظافة وسلامة ما تعرضه للبيع من مواد. وقد سطرت مكاتب الصحة والنظافة للبلديات برنامجا خاصا شرع في تطبيقه إلى جانب التدابير التي اتخذتها وزارة التجارة بنفس المناسبة ولنفس الغرض. تعرف مصالح مكاتب النظافة وحفظ الصحة على مستوى البلديات هذه الأيام نشاطات مكثفة لدى محلات بيع المواد الغذائية قصد قمع كل نشاط لا يحترم شروط النظافة والحفظ والتطهير وكذلك العرض. علما أن النشاط التجاري يكثر في هذا الشهر الذي تسجل فيه كل سنة أعمال مشينة ولا قانونية يسعى من ورائها أصحابها إلى تحقيق ربح إضافي. وتمس خرجات المعاينة والمراقبة التي تجريها يوميا مكاتب النظافة وحفظ الصحة المتواجدة على مستوى البلديات خلال هذا الشهر الفضيل جميع محلات المواد الغذائية وعلى الخصوص محلات بيع البيض والدجاج والمرطبات والحلويات واللحوم بصفة عامة وحتى المخابز. وحسب المكلفة بالشؤون الوقائية بمكتب النظافة وحفظ الصحة ببلدية محمد بلوزداد، مهندسة الدولة السيدة ليلى عبد القادر فإن هذا المكتب المتوفر على مستوى كل بلديات الوطن يعتبر مصلحة وقائية تسهر بالدرجة الأولى على حماية صحة المستهلك وذلك بمراقبة ما يعرض عليه من مواد غذائية بمختلف المحلات وحتى المطاعم. وحسب المتحدثة فان خرجات هذه المكاتب أصبحت يومية خلال شهر رمضان تقوم خلالها الفرقة المكلفة بالعملية بأخذ عينات من مختلف المواد وإخضاعها للتحاليل للتأكد من مدى سلامتها وصلاحياتها للاستهلاك. علما أن هذه المكاتب تعمل بالتنسيق مع المؤسسات المكلفة بمسالة حفظ الصحة كما هو الحال بالنسبة لمؤسسة النظافة و حفظ الصحة والتطهير لولاية الجزائر" ايربال" التي تقوم هي الأخرى تتلقى عشرات الآلاف من العينات على مستوى مخابرها لإخضاعها لتحاليل دقيقة . بموازاة هذا العمل المكثف الذي تقوم به مكاتب النظافة وحفظ الصحة على مستوى البلديات والتي تصب جلها في نفس الهدف حماية المستهلك والحفاظ على سلامته وصحته تسعى الإجراءات ومختلف التدابير التي اتخذتها وزارة التجارة ومختلف مديرياتها الجهوية عبر الوطن إلى الحد من الانتشار الفوضوي وعدم احترام قوانين النظافة. وكانت وزارة التجارة ومختلف مديرياتها الجهوية عبر الوطن قد وضعت من جهتها برامج خاصة بشهر رمضان الكريم، لضمان أمن وسلامة المواطنين وعلى رأسها محاربة مختلف أشكال الغش تتقدمها إجراءات صارمة لمغيري النشاط وبيع الحلويات الرمضانية دون ترخيص من طرف الجهات المسؤولة. وجندت هذه الأخيرة وفي هذا السياق 2000 عون عبر كامل مديريات التجارة لمهمة الرقابة. كما تم تأسيس لجان خاصة لمراقبة مختلف الأسواق وتشديد الرقابة على الباعة الفوضويين ومغيري النشاط أوما يعرفون بتجار المواسم. ولنفس الغرض اتخذت وزارة التجارة جملة من الإجراءات لمراقبة مختلف المحلات الشهر الفضيل وعلى رأسها إرسال لجان بيطرية بشكل يومي ودوري عبر كامل المذابح والعمل بإجراءات المداهمات المفاجئة ومراقبة النظافة إضافة إلى تشديد الرقابة عبر مطاعم الإحسان التي يفتحها المواطنون في إطار عملية التضامن والتكافل التي تطبع الشهر الفضيل.