عاشت ولايات الوطن، أول أمس، احتفالات مخلدة لذكرى يوم المجاهد، التي تؤرخ لهجومات الشمال القسنطيني سنة 1955 ومؤتمر الصومام سنة 1956. وتميزت هذه الاحتفالات بالترحم على أرواح الشهداء الأبرار وتسمية عدد من الشوارع والهياكل الجديدة على شهداء ومجاهدين، كما تم استحضار أهمية هذه المحطة في تاريخ الجزائر من اجل استلهام العبر. فبولاية خنشلة، أشرفت السلطات المحلية المدنية والعسكرية بمعية الأسرة الثورية وممثلي المجتمع المدني على مراسم الترحم على أرواح الشهداء، وتم بالمناسبة إلقاء كلمة حول الحدث التاريخي الذي يعد منعرجا هاما في تاريخ ثورة التحرير المجيدة، وبرمجت زيارة معرض للصور والوثائق التاريخية التي تبرز جوانب من هذا الحدث التاريخي، وعرض شريط وثائقي بعنوان "طريق الحرية" أنجزته مديرية الشباب والرياضة بالتنسيق مع المتحف الجهوي ومديرية المجاهدين يجسد ملامح متعددة من ثورة التحرير الوطني . كما تم بالمناسبة تدشين مجمع مدرسي بستة أقسام تعليمية متوقع فتحه في الدخول المدرسي المقبل 2015/2016 وذلك قبل زيارة مشروع مرتقب لتهيئة حديقة 20 أوت 1955 التي ستعرف عملية إعادة اعتبار وهي من أعرق الحدائق العمومية بوسط مدينة خنشلة، كما تضم بعض الآثار الرومانية مما يستدعي حمايتها وإعطائها وجها يليق بها. وأشرفت السلطات المحلية بولاية سيدي بلعباس من جانبها على تسمية شارع بحي الإخوة عدنان بوسط المدينة باسم الشهيد "خلخال الحبيب" الذي كان ينشط ضمن صفوف مجاهدي حرب التحرير الوطنية، قبل أن يلقى عليه القبض ويتعرض للتعذيب، ومن تم يحكم عليه بالإعدام بالمقصلة في سجن عين الكيحل، علما أن الشهيد من مواليد 17 افريل 1923 بوادي الصبار بولاية عين تموشنت. وموازاة مع هذا، قامت السلطات الولائية بزيارة المجاهدين "مسعودي مخفي" و"كبير عمار"، حيث تم تكريمهما والاطلاع على وضعهما الصحي ودعمهما معنويا، كما نظمت مصالح الأمن الولائي على هامش هذه الذكرى التاريخية محاضرة حول مؤتمر الصومام نشّطها الدكتور شقرون الجيلالي، وعرفت حضور إطارات ومتربصي هذا السلك، إلى جانب تنظيم معارض لصور المجاهدين والشهداء أثناء الثورة التحريرية. وبالمناسبة كذلك، احتضنت، أول أمس، بلدية بوتليليس بوهران الاحتفالات الرسمية بالذكرى المزدوجة، حيث تنقّل وفد مكوّن من الأسرة الثورية ومواطنين وبحضور السلطات المحلية والعسكرية للولاية، إلى مقبرة الشهداء بغابة مسيلة، حيث رفع أشبال الكشافة الراية الوطنية تحت أنغام النشيد الوطني، وتمت قراءة الفاتحة على أرواح الشهداء ووضع إكليل من الزهور، فيما تم بالمناسبة تدشين عدد من المنشآت الجديدة بدائرة بوتليليس، على غرار المسبح البلدي الذي حمل اسم الشهيد ساردي محمد ولد الطاهر، إلى جانب إطلاق تسمية الشهيد حمدون عبد القادر على دار الشباب الواقعة بقرية عين تاسة التابعة لبلدية عين الكرمة، ثم العيادة متعدد الخدمات بذات البلدية، حيث أعطي لها اسم الشهيد عشير عبد القادر. وببلدية مسرغين تمت إعادة تسمية حي 160 مسكنا عموميا إيجاريا باسم المجاهد دربال سليمان المدعو بوكروشة، وشارعين بحي زبانة بذات البلدية، الأول أُطلق عليه اسم الشهيد عبد القادر بوري، والثاني باسم الشهيد مشري الحاج. بعدها توجّه الوفد إلى المكتبة البلدية عبد الحميد بن باديس التابعة لدائرة بوتليليس؛ حيث تم تكريم التلاميذ النجباء في امتحان شهادة البكالوريا إلى جانب عدد من أرامل الشهداء والمجاهدين. وإحياء لذات المناسبة، نظمت المنظمة الوطنية لأبناء المجاهدين مكتب وهران، حملة للتبرع بالدم على مستوى الساحة المركزية لبلدية بوتليليس لفائدة أطفال مرضى السرطان بمستشفى الأمير عبد القادر بمسرغين، حسبما أكد المكلف بالإعلام على مستوى المكتب الولائي السيد بوخاري سي علي. وبتسمسيلت نظمت السلطات الولائية حفلا بالمناسبة، حيث توجّه الوفد المتكون من السلطات المحلية والأسرة الثورية وكذا رجال الدرك الوطني والحماية المدنية صباحا، إلى مقبرة الشهداء بعين الصفا. واستُهل الحفل بدقيقة صمت ترحما على شهداء الواجب ووضع باقة من الزهور، ثم عزف النشيد الوطني. وفي كلمة ألقاها أمام مسجد أبوبكر الصديق، تم التذكير بفضل وخصال الشهيد، ثم تدخَّل الأمين العام لمنظمة المجاهدين بتيسمسيلت، مشيدا بالمجهودات التي بذلها المجاهدون من أجل أن تحيا الجزائر حرة مستقلة. وتحدّث عن مؤتمر الصومام من حيث الأسباب التي أدت إلى تنظيمه وكذا النتائج التي ترتبت عنه. وعلى غرار ولايات الوطن، أحيت ولاية سعيدة ذكرى يوم المجاهد، حيث أشرف الأمين العام للولاية نيابة عن الوالي مرفقا بالسلطات المحلية المدنية والعسكرية وبحضور الأسرة الثورية، على النشاطات الرسمية التي احتضنت فعالياتها بلدية تيرسين التابعة لدائرة أولاد إبراهيم، والتي باشرها بتدشين مقبرة الشهداء الجديدة؛ حيث تم إعادة دفن رفات ستة شهداء من المنطقة، كما تم الاستماع للنشيد الوطني، ووضع إكليل من الزهور وقراءة الفاتحة؛ ترحما على أرواح الشهداء. وبُرمجت عدة نشاطات، أهمها تنظيم عملية واسعة لغرس الأشجار داخل المقبرة. وبالمناسبة، حث الأمين العام الحضور وخاصة ممثلي الهيئة الانتخابية لبلدية تيرسين على ضرورة الاهتمام بهذه الأماكن المقدسة، وخاصة ما تعلّق بمجال التنظيف الدوري لها وبمشاركة الجميع. كما تم، بالمناسبة، تسمية الشارع الرئيس للبلدية باسم أول نوفمبر 1954، في حين تم تدشين وتسمية القاعة المتخصصة في الرياضة باسم الشهيد ضالع بغداد، والتي احتضنت جانبا من العروض الرياضية والتربوية. وتم أيضا تكريم عائلة الشهيد. وبذات المنشأة زار الوفد المعرض الخاص بالصور التاريخية التي نقلت أهم تضحيات السكان والشعب الجزائري عموما خلال الفترة الاستعمارية، لتُختتم الاحتفالات بتكريم مجاهدي المنطقة.