استنجد سكان بلدية الرغاية بالسلطات العمومية، من أجل التدخل لوضع حد لما أسموه ب "التجاوزات" التي تحدث في "الشاليهات" الشاغرة، التي يقدر عددها بأكثر من 600 "شاليه" والمتواجدة بمناطق قريشي، بورعدة وعميروش. وقد تحولت هذه "الشاليهات" الشاغرة الى أوكار للفساد والإجرام، في الوقت الذي أحصت فيه مصالح البلدية وجود 3157 بيت قصديري تعود الى اربعة عقود. من جهة أخرى، يشتكي سكان "الشاليهات" الوافدون من أحياء القصبة وحوش المخفي وتاماريس من هشاشة جدران هذه الشاليهات، واهتراء قنوات صرف المياه وتكاثر الجرذان بها. ويقول هؤلاء السكان أن بعض الاشخاص استغلوا حاجة الناس إلى السكن، فقاموا بإيجار "الشاليهات" بأسعار تفوق 2000 دج ل"الشاليه" الواحد.. أما سعر بيعه فقد تعدى 60 مليون سنتيم، حسب شهادات بعض السكان. كما تساءل البعض منهم عن وضعية المنكوبين السابقين الذين لا يزالون يقيمون في "شاليهاتهم"، في حين يوجد أناس بحاجة إليها، خاصة وأنهم استفادوا من مبالغ مالية لإعادة ترميم بناياتهم المتضررة جراء الزلزال والبعض الآخر منهم تكفلت مصالح البلدية بترميمها واعادة تهيئتها. وصرح بعض القاطنين ل "المساء"، أن عددا من "الشاليهات" قد تعرض للنهب والاستيلاء بالقوة، وحسب شهادات هؤلاء فقد اصبحت وكرا للمخدرات والدعارة وشرب الكحول، وهي تصرفات مست بشرف وسمعة العائلات المحافظة، حيث يتحول الموقع الى معقل للدعارة - حسبهم - تلتقي خلاله بائعات الهوى واشخاص غرباء عن المنطقة
عائلات البيوت القصديرية تطالب بترحيلها إلى "الشاليهات" من جهته، أكد لنا عضو الحرس البلدي بأن الأمن منتشر ب"الشاليهات" ولا توجد تجاوزات من شأنها المساس بشرف وممتلكات السكان، خاصة مع وجود مكتب ديوان الترقية والتسيير العقاري لحسين داي بأحد "الشاليهات"، وفي هذا السياق، صرح لنا مسؤول من بلدية الرغاية، أنه كثيرا ما تتعرض "شاليهات" عميروش لعمليات النهب والتخريب والسرقة للنوافذ والابواب ودور المياه وغيرها، إلا أن مصالح الامن لم تتدخل لإيقاف هؤلاء أو الحد من هذه التجاوزات.. أما بعض سكان بلدية الرغاية وهي الفئة التي تعاني من أزمة السكن، فقد ألحوا علينا لإيصال مطالبهم إلى السلطات المعنية للاستفادة من "الشاليهات"، وفي هذا السياق، أحصى رئيس المجلس الشعبي لبلدية الرغاية لزعر البشير، 1200 "شاليه" ببلدية الرغاية، منها 606 بمنطقة عميروش، 277 بمنطقة قريشي و332 بمنطقة بورعدة.. مؤكدا أن البعض من الذين يقيمون بها من منكوبي زلزال 2003 والبعض الآخر حالات اجتماعية، كما كشف نفس المسؤول ل "المساء"، عن عودة كل العائلات الى منازلها المرممة بعدما انهارت نسبيا جراء الزلزال، وقد أعدت مصالحه قائمة هذه العائلات، وبالتالي سيتم اخلاء بعض "الشاليهات" لتستفيد منها عائلات تعاني من أزمة السكن. مضيفا أن عمليات النهب الذي تعرضت لها "الشاليهات" من طرف غرباء يعد خسارة للدولة وهدرا للأموال العمومية، خاصة وأن مواطنين من الرغاية في أمس الحاجة إليها، علما أن أكثر من 600 "شاليه" بمنطقة عميروش وبورعدة شاغرة.