رغم صغر سنه، نجح الشاعر يوسف مقدود في ترك بصمته في عالم الشعر الشعبي وسط كبار الفنانين في هذا الطبع، له قصائد رائعة أحبها سكان ولاية تيسمسيلت، بدأ الكتابة منذ نعومة أظافره وأعطى صورة مشرفة للشعر الشعبي باحتلاله المرتبة الثانية في المهرجان الوطني للشعر الشعبي والأغنية البدوية. "المساء" حاورته ونقلت لكم هذه الأسطر. ❊ عرف لنا الشاعر يوسف مقدود؟ ❊❊ يوسف مقدود من مواليد 17 أوت 1991 ببرج بونعامة ولاية تيسمسيلت، طالب جامعي في السنة ثانية ماستر تخصص أدب عربي بجامعة ابن خلدون بتيارت. ❊ حدثنا عن بدايتك في الشعر؟ ❊❊ بدايتي الشعرية كانت بمحاولات فصيحة، لكن سرعان ما تحولت للقصيدة الشعبية وكنت ألقي ما أكتب على زملائي في مرحلة الإكمالي وكانوا معجبين بما أكتب، مما زادني ثقة ودفعني للإبداع أكثر، كما كان والدي رحمه الله دائما يسألني عن أية كتابات جديدة لألقيها على مسامعه ويزيدني تشجيعا بعد كل نص جديد، ثم فتحت لي بعد ذلك فرصة النشر في مجلتين مدرسيتين والمشاركة في المسابقات الفكرية التي تقام بين الثانويات وهذا الأمر بالنسبة لي مشجعا ويدفعني إلى بلوغ ما أسعى إليه، وهو أخذ التجربة ومنافسة الكبار في هذا الفن. ❊ لماذا اخترت القصيدة الشعبية بالضبط؟ ❊❊ في البداية، لا يكون المبدع مبدعا في مجاله إلا أذا أحبه، وأنا بدوري أحببت الشعر بفصيحه وملحونه، وسبب ميولي للقصيدة الشعبية هو نشأتي ببلدية أولاد بسام التي كانت تحتضن مهرجانا وطنيا للشعر الشعبي وكنت آنذاك من الجمهور المتابع والذواق للقصيدة الشعبية وأعجبت بالعديد من شعراء الملحون، وعلى رأس هؤلاء الشاعر قاسم شيخاوي، فكان المهرجان الوطني للشعر الشعبي هو من قرب القصيدة الشعبية إليّ كثيرا. ❊ حول ماذا تتمحور كتاباتك الشعرية؟ ❊❊ أغلب قصائدي تتمحور حول الوطن والغزل، وكتبت أيضا في أغراض أخرى كالرثاء والسياسة وغيرها.. لكن يبقى الغزل هو الغرض الذي تشيع فيه حرارة العاطفة التي تصور خلجات النفس وفرحة اللقاء وآلام الفراق وهذا ما يفجر الإبداع عند كل شاعر. ❊ يقال بأن القصيدة الشعبية هي أقل شعبية وذات طابع محلي، ماذا تقول في ذلك؟ ❊❊ نعم لا يزال يُنظر إلى الشعر الشعبي على أنه أقل مستوى من الفصيح، وفي هذا السياق يحضرني قول أحد الباحثين؛ علي الوردي في كتابه "أسطورة الأدب الرفيع" يقول: يسمونه أدبا رفيعا لأنه أرفع من مستوى الشعب وهذا ما ورثناه منذ العهود السلطانية عندما كان الشعب محتقرا لا يحسب له حساب، لذلك أعتبر أن الشاعر الشعبي هو سفير المجتمع وخير معبر عن همومه وآلامه، أما كون القصيدة الشعبية ذات طابع محلي، فعند العديد من الشعراء ما يسمى بلغة ثالثة أو ما تعرف بلغة المسلسلات الجزائرية التي يفهمها أهل الشرق والغرب وسائر مناطق الوطن. ❊ كيف ترى مستقبل القصيدة الشعبية في تيسمسيلت والجزائر ككل؟ ❊❊ أظن أن التنبؤ بمستقبل القصيدة الشعبية في الجزائر هو من اختصاص كبار الشعراء الذين لهم صولات وجولات في مختلف مناطق الوطن، والباحثين الذين هم على دراية أكثر بما هو موجود في الساحة الجزائرية، لكن حسب رأيي المتواضع، تشهد القصيدة الشعبية تطورا في المستقبل نظرا لكثافة الملتقيات واهتمام الجامعة بالشعر الشعبي من خلال البحوث الأكاديمية التي ينجزها الطلاب وتواجد شعراء شباب برزوا في الساحة الشعرية الجزائرية. ❊ هل يحتاج الشاعر لقارئ؟ ❊❊ يقال؛ تستطيع أن تكون قارئا وبمزيد من التعب قد تصبح كاتبا ولكن أن يُقرأ لك فذلك أمر شاق جدا. فحاجة الشاعر إلى قارىء أمر ضروري جدا، فالنص الذي لا قارىء له نص ميت، والقصيدة تحيا عندما تلقى صدى عند الناس ويتم تناقلها وحفظها. ❊ هل أعطى لك المهرجان الوطني للشعر الشعبي والأغنية البدوية جديدا في مسارك الشعري؟ ❊❊ أكيد، فمن خلال مهرجان الشعر الشعبي تعرفت على العديد من الشعراء من مختلف ولايات الوطن، مما سمح لي بالاحتكاك بهم بفضل القائمين على الثقافة في ولاية تيسمسيلت، فمنحوني فرصة للظهور والإبداع في مجال الشعر الشعبي ومنهم الشاعر هني عبد القادر الذي كان أول شاعر تعرفت عليه بجامعة تيسمسيلت، إضافة إلى حصولي على ثلاث جوائز في هذا المهرجان؛ الأولى تشجيعية، تلتها جائزة المرتبة الثانية، وفي العام الذي يليه تحصلت على المرتبة الثانية أيضا. ❊ كيف تقيم هذا المهرجان؟ ❊❊ المهرجان في رأيي هو احتفال وملتقى ومدرسة، احتفال لأنه احتفل هذا العام بعيد ميلاده 12، وملتقى لأن فيه يتجدد لقاء الشعراء بعاصمة الونشريس كل سنة، ومدرسة لأن العديد من الشعراء تعلموا الكثير في هذا المهرجان وأنا واحد منهم. ❊ هل سبق وشاركت في مهرجانات خارج الولاية؟ ❊❊ لم أشارك خارج الولاية وأتيحت لي مرة فرصة المشاركة في ملتقى بولاية البيض، لكن الظروف آنذاك لم تسمح لي بالمشاركة. ❊ هل من كلمة أخيرة؟ ❊❊ في الأخير أشكر جريدة "المساء" على هذه الالتفاتة الطيبة والاهتمام بالمبدعين مع خالص تحياتي إلى كل قراء الجريدة وشعراء الشعر الشعبي في الوطن الجزائري.