كشفت الأمطار الأخيرة المتساقطة على العاصمة وما جاورها عيوب السلطات المحلية بعد تسجيل أكثر من عشر نقاط سوداء بالعاصمة ناتجة عن انسداد بالوعات ومجاري الصرف خاصة على ضفاف الطرقات الأمر الذي سبب اختناقا كبيرا في حركة المرور منذ يوم الأحد الفارط، في الوقت الذي تم فيه أمس، غلق ست طرق أمام حركة المرور الأمر الذي عزل العاصمة عن باقي الولايات المجاورة· ومن جهتها جندت مصالح الحماية المدنية أكثر من 800 عون لتدعيم فرق العاصمة، في حين إرتفعت حصيلة الخسائر البشرية إلى أربعة بعد تسجيل حالتي وفاة بكل من وهران وبومرداس وعدة خسائر مادية إثر إنهيار عدد من الجسور··· وأعلن والي ولاية الجزائر صباح أمس، عن قطع الطرق المارة عبر ست بلديات وهي على التوالي الطريق السريع الجنوبي الرابط بين زرالدة وتيبازة، نفق نادي الصنوبر الرابط بين اسطاوالى ومنطقة الكثبان ببلدية الشراقة، الطريق الوطني رقم واحد في جزئه الرابط بين بابا علي نحو العاصمة، بالإضافة إلى الطريق الوطني رقم 11 في نقطة العبور بين عين البنيان والحمامات، وطريق واد أوشايح عبر النفق، إلى جانب الطريق رقم 38 عند وادي الكرمة، في حين تم تحويل حركة المرور من طرف أعوان الحماية المدنية عبر الطريق السريع الرابط بين ولاية الجزائر وتيبازة نحو الطرق الفرعية المارة ببلدية القليعة وسيدي راشد وذلك للسماح لمختلف مؤسسات التطهير والصيانة للشروع في أشغال رفع الأتربة وضخ المياه التي ارتفع منسوبها بسبب تسجيل فيضانات بعدة أودية، وهي الأوضاع التي خلفت استياء كبيرا وسط السكان الذين لاموا عهدة المنتخبين ورؤساء البلديات السابقين لعدم سهرهم على صيانة وتطهير شبكات الصرف والطرقات خاصة إذا علمنا أن الاضطراب الجوي صعّب من عملية وصول العديد من العمال إلى مناصب عملهم في الوقت الذي سجلت فيه نسبة غيابات كبيرة في الوسط المدرسي والجامعي بعد تزامن تساقط الأمطار وازدحام السير مع إضراب عمال السكك الحديدية · ومن جهتها تواصل خلية الأزمة المنصبة منذ يوم الأحد الفارط على مستوى ولاية الجزائر برئاسة والي العاصمة وتضم ممثلين عن كل المؤسسات والهيئات المعنية بالتطهير والإنقاذ، متابعة الأوضاع بعد إعلان مصالح الأرصاد الجوية استمرار الاضطراب الجوي الى غاية نهاية الأسبوع الجاري مع توقع سقوط كميات هائلة من الأمطار تزيد عن 100 ميليمتر في ظرف قياسي، حيث يتم إرسال تقارير واتخاذ جملة من القرارات لتسهيل عمليات التدخل والتكفل بالعائلات المنكوبة التي زاد عددها عن 100 معظمهم من سكان البنايات القديمة منهم 30 عائلة بحي "جايس" ببلدية بولوغين و40 عائلة بحي "لاقلاسيار" وأخرى ببلدية الحمامات· وتشير تصريحات مصالح الحماية المدنية خلال الأربعة والعشرين ساعة الأخيرة إلى إرتفاع التدخلات بالعاصمة وحدها إلى 367 تدخلا أغلبها لإنقاذ أشخاص حاصرتهم المياه منهم 200 عائلة بدوار جغالي وحوش النواري ببلدية تسالة المرجة و40 عائلة بدوار أحمد بن جيلاي ببلدية الدويرة، في حين جندت مصالح الحماية المدنية 800 عون إضافي بقرار من المدير العام للحماية المدنية السيد مصطفي لهبيري، الذي يتابع عن كثب تدخلات أعوانه عبر كامل التراب الوطني وبالخصوص العاصمة، مع تخصيص فرقة من غواصين المحترفين المجهزين بقوارب مطاطية للتدخل السريع إذا اقتضت الضرورة، كما وضعت فرق دائمة عند كل من أودية الحراش ومزافران وحي تريويلي وهي نقاط مصنفة سوداء بالنسبة للمصالح· وقد نفى رئيس المشاريع الكبرى للتطهير على مستوى مؤسسة "سيال" السيد رضا بوداب، أن يكون إشكال تجمع المياه راجعا إلى انسداد قنوات الصرف، مشيرا في تصريحه ل "المساء"، الى أن الأمر يتعلق أساسا بعدم قدرة قنوات الصرف على استيعاب ذلك القدر الهائل من المياه التي تساقطت على العاصمة في وقت قياسي، الأمر الذي أدى إلى حدوث فيضانات عبر عدة شوارع وطرقات العاصمة، مؤكدا على صعيد آخر أن المشروع الكبير لمصالح الري لولاية الجزائر والخاص بإنجاز المجمع الكبير للمياه بموقع ميناء الجزائر سيسمح في المستقبل بالرفع من حجم استيعاب مياه الأمطار وهو المشروع الذي سينتهي مع انتهاء مشروع إعادة تهيئة شبكات الصرف حيث ستقوم "سيال" بإنجاز 90 كيلومترا من القنوات لربطها مع المجمع الرئيسي الذي بلغت أشغال الشطر الأول منه 80 بالمائة· إرتفاع حصيلة الخسائر البشرية إلى أربعة قتلى وفي حصيلة نهائية لتدخل مصالح الحماية المدنية عبر التراب الوطني فقد عثر صباح أمس على جثة مراهق يبلغ من العمر 15 سنة بالمكان المسمي "شاتوفور" ببلدية سيدي داود بولاية بومرداس بعد أن جرفته سيول وادي تيزة، في حين قررت مصالح سونلغاز قطع التزود بالغاز الطبيعي على سكان مدينة دلس بعد حدوث أعطاب بالقناة الرئيسية إثر انهيار جسر تيزي الرابط بين بلديتي "أغفر" و"دلس"، كما سجل انهيار كل من جسر سيدي المجني بوسط مدينة دلس والجسر الرابط بين بلديتي " بغلية " و" سيدي داود" الذي جرفته المياه بعد فيضان وادي سيباو· كما تسببت الأمطار التي تساقطت على ولاية بومرداس في قطع الطريق الوطني رقم 24 الرابط بين بومرداس وتيزي وزو عند منطقة "ساحل بوبراك" ببلدية دلس، والطريق الولائي رقم 02 ببلدية سيدي داود المؤدي إلى بلدية بغلية، كما سجل جرف المياه لثلاثة شاحنات كان على متنها 05 أشخاص وسيارتين بقرب الميناء · وأفادت مصالح الحماية المدنية أن البحث جار عن ثلاثة مفقودين جرفتهم المياه بدلس· وبولاية وهران سجلت مصالح الحماية المدنية وفاة إمرأة تبلغ من العمر 65 سنة، إثر إنهيار بيتها القصديري بحي الصنوبر "بلانتير سابقا" ليلة أول أمس، في حين سجل تسرب للمياه بعدة بنايات قديمة وقطع الطرقات أمام حركة المرور بكل من وهران ومستغانم · ومن جهته نفى الرئيس المدير العام لمؤسسة ميناء تنس بولاية الشلف السيد خالدى الحمري، حدوث أي خسائر بهيكل الميناء الذي جرفت نحوه السيول مختلف أنواع النفايات الأمر الذي أدى إلى تراكم الأوحال والأتربة عند مدخل الميناء وفي حوضه، في حين تسببت الأمطار في غلق الطريق الولائي رقم 44 الرابط بين منطقة تلاسة وسيدي عبد الرحمان ·