تدرك اليوم بطولة القسم الوطنى الأول لكرة القدم، جولتها الخامسة، غير ان هذه الجولة ستكون مبتورة من مباراة شبيبة القبائل اتحاد عنابة بسبب ارتباط "الكناري" القبائلي بالمنافسة القارية برسم تصفيات مجموعات رابطة ابطال افريقيا للاندية. كما تتميز هذه الجولة بإجراء ثلاث مباريات تحت الاضواء الكاشفة، وذلك ابتداء من الساعة الثامنة ونصف، أي مباشرة بعد الافطار، على غرار قمة وفاق سطيف اتحاد العاصمة التي ستقام بسطيف واتحاد البليدة اهلى برج بوعريريج المقررة بملعب مصطفى تشاكر، فضلا عن مباراة باتنة بين المولودية المحلية وشباب بلوزداد. ويتضح من خلال الرزنامة المقترحة، ان هذه الجولة ستكون مثيرة، ومما سيزيد من اثارتها طابعها المميز، حيث سيكون بعض اقوياء الجولات الفارطة وجها لوجه، كأن يواجه اولمبي الشلف نظيره نصر حسين داي الذي قد يحسب له الف حساب في بطولة هذا الموسم، اذا عرفت عناصره كيف تحافظ على الوجه المشرف الذي ظهرت به حتى الآن، خاصة وان الانتصار المدوي الذي حققته امام مو لودية الجزائر ما يزال يسيل الكثير من الحبر... وستشكل انتصارات النصرية انذارا جديا لاولمبي الشلف، المطالب بتوخي الحذر اذا اراد هو الآخر تفادي كل ما من شأنه ان يحد من طموحاته.. و المباراة مفتوحة على كل الاحتمالات، وهي في كل الحالات تشكل امتحانا حقيقيا لرفقاء خديس. كما سيخوض الرائد شبيبة بجاية رحلة شاقة الى سعيدة، التي نادرا ما تسامحت مولوديتها مع الوافدين عليها، بالرغم من بدايتها المتواضعة هذا الموسم. لكن ومهما كانت بداية رفاق تقيدي متواضعة، نتيجة ما تخللها من غيابات كانت مؤثرة او نتيجة تغيرات فرضتها حركة التنقلات التي عرفها الفريق مع بداية الموسم، فإن هناك ثمة معطيات توحي بأن المولودية بإمكانها احداث مفاجأة مدوية امام الرائد، الذي يبدو ان بعض مشاكله الداخلية قد افسدت نشوته خاصة بعد فوزه في الجولة الفارطة على فريق اتحاد الحراش. الوفاق الاتحاد قمة بكل المواصفات وبالمقابل، ستتجه الانظار كل الانظار الى مدينة سطيف اين تقام قمة وفاق سطيف اتحاد الجزائر، وهي القمة التي تتميز بكل المواصفات، خاصة وانها تجمع بين كبيرين يعرفان بعضهما حق المعرفة، و يأملان في لعب موسم كبير وتحقيق نتائج كبيرة ايضا تكون في مستوى سمعتهما. ولاشك ان الوفاق الذي سقط في الجولة الفارطة امام جاره اهلى برج بوعريريج، سيسعى بكل ما يملك من اوراق لتفادي التعثر مرة اخرى، وبالتالى تجنب أي سقوط حر قد يخلط كل حسابات رئيسه عبد الحكيم سرار، الذي يبدو انه اخطأ الحسابات باعتماده على سياسة النجوم والاسماء الكبيرة، فيما سيسعى اتحاد العاصمة الى تأكيد نتائجه الاخيرة التي قد تمكنه من بلوع اهدافه اذا حافظ على وتيرتها الحالية، وهو في كل الحالات سيكون على المحك الحقيقي هذا المساء، حيث يطالبه انصاره بالعودة بنتيجة ايجابية. بلوزداد في باتنة من أجل الفوز وسيخوض شباب بلوزداد رحلة شاقة الى باتنة لمواجهة المولودية المحلية، في لقاء مثير للغاية هو الاول بين الفريقين منذ زمن بعيد، باعتبار ان الفريقين لم يلتقيا منذ اكثر من ثلاث عشريات كاملة، بسبب سقوط المولودية التي كانت من اشد المنافسين لابناء العقيبة يوم كانت تنشط في القسم الاول. وقد يسترجع البعض ذكريات ايام ملاخسو والإخوة زندر وغيرهم، ممن شكلوا يومها النخبة الباتنية التي كانت تزعج الفرق الكبيرة، وقد تعود الذاكرة بأنصار شباب بلكور الى الوراء لمراجعه دفتر المواجهات بين الفريقين، وكيف كان رفاق لالماس يدكون مرمى المولودية وكيف كانت ردود افعال هذه الاخيرة تأتي قوية ومدوية في آن واحد ليدرك الجميع ان مباراة من هذا النوع تستحق المتابعة، وذلك بصرف النظر عن انطلاقة هذا الموسم التي تبدو مشجعة لرفاق فنير حسين، الذين سيبحثون عن الفوز في باتنة . "الكواسر".. التعثر غير مسموح به أمام العلمة وبالمقابل، سيكون اتحاد الحراش في وضع مريح مقارنة بالجولة الفارطة حيث انهزم امام شبيبة بجاية، وترك انطباعات سيئة في نفوس انصاره الذين تمردوا على مدربه شارف وأعابوا عليه خططه الدفاعية. الاتحاد سيواجه في هذه الجولة مولودية العلمة في مباراة قد تبدو سهلة على الورق وربما سيكون رفاق قسوم في حاجة الى نقاطها، وهم الذين وعدوا انصارهم بأن نقاط مباريات "العميد" أمام فرصة التدارك وأمام مولودية الجزائر، فرصة للتدارك عند استقبالها ظهر اليوم لفريق جمعية الخروب، حيث ينتظر ان يكون عامل الملعب حاسما ومؤثرا وربما ايضا عامل الجمهور، ولو أن هذا العامل الأخير كثيرا ما تكون تأثيراته سلبية عندما تكون آلة "العميد" معطلة، حيث كثيرا ما تأتي مطالب "الشناوة" تعجيزية على غرار ما حدث أمام النصرية في الجولة الفارطة، حيث مني تلاميذ العراقي عامر جميل بهزيمة مذلة، قد تكون الفرصة مواتية لمحوها، طالما ان الخصم لا يعد من العيار الثقيل، ولو ان المفاجأة تبقى واردة وربما مدوية وقد تعصف بالعلاقة بين الفريق وجمهوره وادارته وطاقمه الفني، فهل يفعلها الخروبية ويخلطون ما تبقى من اوراق "العميد"؟ قد يحدث ذلك، لكن وفي كل الحالات يمكن القول ان المولودية امام فرصة للتدارك وإحداث القفزة النوعية التي ينتظرها الأنصار.