نظمت قسمة المجاهدين، بالتنسيق مع بلدية بئر مراد رايس، ندوة تاريخية احتفالا بالذكرى 61 لاندلاع الثورة المظفرة، أول أمس، بقاعة المحاضرات التابعة للبلدية، والتي احتضنت العديد من الوجوه التي أوقدت فتيل الحرية، ووقفت في وجه المستعمر والتي تم تكريمها، حيث نشط الندوة المجاهد محمد غفير، المعروف باسمه الثوري محمد كليشي، موضحا أن الثورة الجزائرية نتاج المقاومات الشعبية مرورا بالكفاح السياسي والمفاوضات، وصولا إلى موعد انطلاق أوّل رصاصة، وهو التاريخ الذي يجهله الشباب ويستوجب أن يعرفه في المدارس والجامعات. حرص المجاهد غفير في مداخلته التي قال أنها تميل للشهادة الحية لكتابة التاريخ الذي يعتبره أمانة للأجيال على القول بأن معرفة الشباب بتاريخ بلاده ومكافحة شعبه مند سنين طوال وما قدمه من أرواح في حقب مختلفة هو امتداد للثورة المباركة التي كانت نتاج الاتحاد الذي عرفه الجزائريون في كل مكان، مستشهدا بالثورات الشعبية التي قادها الكبار على غرار الأمير عبد القادر، لالا فاطمة نسومر، مقاومة سيدي الشيخ وبوعمامة ومقاومة 8ماي 1945 التي راح ضحيتها 45 ألف شهيد في كل من سطيف وخراطة وقالمة. وتطرق المجاهد محمد غفير إلى الدور الذي لعبه جزائريو المهجر وخاصة في فرنسا سواء من حيث المشاركة في المظاهرات السلمية التي راح ضحيتها المئات ممن ألقت بهم فرنسا في نهر السين بتاريخ 17 أكتوبر آو بالمساعدات المادية التي كان يقدمها الجزائريون من هناك على شكل اشتراكات آو تبرعات، مشيرا إلى أن 400 ألف جزائري كانوا بفرنسا أنداك وأن 29 بالمائة من المدخول المادي كان يصل من هناك. وأشار إلى أنه تم مؤخرا الاحتفال بأحداث 17 أكتوبر بباريس من خلال إطلاق اسم الشهيدة فطيمة بدار على حديقة، وهو اعتراف من المستعمر بجرائمه، حيث أشار والد الشهيدة في حديث للمجاهد إلى أنه تعرف على ابنته التي رميت في النهر بعدما خرجت من المدرسة في مسيرة سلمية، وهو يجهل دلك، فلم يتعرف عليها بعدما تعفن جسدها، وإنما عرفها من ضفائر شعرها، وهذا الأمر يعود بنا الى وقوف الجزائري في وجه فرنسا حتى في عقر بيتها بباريس وضواحيها التي فرض بها حظر التجول على الجزائريين الذين تواصلوا مع القيادة الجزائرية التي كانت متواجدة بألمانيا وقتها، بتاريخ 6 اكتوبر 1958 والتي أرسلت انشغالنا للحكومة المؤقتة التي طلبت منا الخروج في مسيرة سلمية بتاريخ 17 أكتوبر وكنت حينها في 21 من العمر. خرج الجميع وقتلت فرنسا يومها المئات وألقت بهم في نهر السين. مؤكدا أن كل هذه الجهود أثمرت إطلاق رصاصة أول نوفمبر التي شهدت فيها الجزائر بطولات امتدت لسبع سنوات، وقف فيها الجزائريون في وجه 800 ألف جندي ساقهم دوغول فقط للجزائر. وأوضح المجاهد غفير، في معرض حديثه، أن التماسك والوحدة الوطنية كانا زاد الرجال المفاوضين بعدما عرف الرأي العام القضية الجزائرية بعد أحدات باريس، فرغم محاولات المستعمر فصل الشمال عن الجنوب لمرات عديدة إلا أن حرارة المفاوضين ورفضهم التفريط في أي شبر من الوطن من خلال إخلائهم لطاولة المفاوضات أرغمت فرنسا على إعطاء الجزائر استقلالها. من جهته، الوالي المنتدب لبئر مراد رايس قال في كلمته لدى افتتاح الندوة إن نوفمبر الفخر والكرامة يعجز اللسان أمام وصف بطولاته، ويكفي فخرا استماتة أبناء الجزائر. أما رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية بئر مراد رايس فقد أكد في كلمته أن جزائر أمانة الأجداد، وأن ما يقوم به جيل الاستقلال من أعمال لصالح الوطن يؤكد حرصه على صون الأمانة. من جهته، حرص السيد خالد قاسم الأمين العام لقسمة المجاهدين على توزيع الهدايا على المجاهدين اعترافا بنضالهم، ونقل جملة من انشغالات المجاهدين لوالي العاصمة عبر رسالة مفادها المزيد من الاهتمام بالمجاهدين خاصة في المناسبات الوطنية، طلب المزيد من الاحترام على مستوى المستشفيات، وترميم مقبرة المجاهدين بالبلدية.