السهرة السابعة من سهرات ليالي الموار لم تكن عادية، حيث استقبلت القاعة أعدادا هائلة من العائلات وعرفت البوابة ازدحاما شديدا لمتابعة الحفل الذي نشطه، أول أمس، المطرب والشاعر القبائلي الكبير صاحب الصوت الرخيم لونيس آيت منلات. سهرة تضاهي الحلم هكذا أرادها الشاعر الفيلسوف لونيس آيت منلات وجمهوره الغفير الذي لم يفوت فرصة إعادة الأغاني مع نجمه المحبوب الذي وقف على المنصة كالعادة وبحكمته المعهودة وابتسامته المميزة حيّ الحضور متمنيا لهم قضاء سهرة سعيدة. وعلى أنغام يتاره الوفي ونوتات الناي التي أحكم ابنه المغني جعفر في إطلاقها تزاوجت الموسيقى لتعبّق الأجواء بأريج العطور والزهور البرية القابعة في الجبال القبائلية، حيث حمل الديو الموسيقي للأب وابنه الحضور الى عوالم خيالية كلها حب وود وصفاء. من الجديد والقديم أيضا جادت حنجرة الفنان الفيلسوف كما يصفه النقاد بأجمل الأشعار والأغاني فأمتع بكوكتال غنائي رومانسي، عاطفي واجتماعي، حيث قدم لهم الكثير من روائعه على مدار ساعتين ونصف من الزمن فغنى "قلبي يحكي لكم"، "كم تحدثت عنك"، "النجمة"، "كتبت اسمك ع الحيطان"، "المرض الذي أورثته بقلبي"، "يا طريقا مشوه الناس" و"حفارالقبور". من جهتهم، عشاق لونيس لم يفوتوا فرصة إعادة معظم الأغاني رفقته مع تصفيقات حارة كلها حماس تنبئ عن الحب والاحترام الكبيرين له. أغنية "يا أولادنا الجزائر بلادنا" هي الأغنية التي نالت حصة الأسد من الزغاريد والتصفيقات، حيث تزاوجت الزغرودة القبائلية والعاصمية لتصنع عرسا رائعا، فكلما كرر المطرب مقطع جزائر بلادنا اشتدت الزغاريد والتصفيقات. وكان للأغنية الرياضية أيضا نصيبها من الحفل، حيث غنى لفريق "JSK" وقد تجاوب الجمهور معها بالرقص طويلا. إشراق وابتسامة هي التعابير التي كانت تطبع وجوه الجمهور الذي بدا مشجعا وفيا لمطربه المخلص الذي يمر بظروف اجتماعية صعبة جدا. وقد أعربت الكثير من العائلات عن سعادتها واستمتاعها بالحفل الذي قدمه آيت منلات وتمنى البعض تكرار الحفل في الأيام القليلة القادمة وعلقت إحدى السيدات قائلة "لونيس إنه لسان الحكمة وفيلسوف تشبّع من تجارب الحياة...إنه ينقل تجاربه ونظرته للحياة بصدق وهذا هو سر حبنا الكبير له".الحفل من تنظيم الديوان الوطني للثقافة والإعلام وتشهد قاعة الموار برنامجا رمضانيا ثريا جدا يضم سهرات فنية، عروض سينمائية ومشاركة لمطربين جزائريين وعرب على غرار زياد غرسة، وملحم بركات.