كشف والي ولاية العاصمة، السيد عبد القادر زوخ أول أمس، أن عملية إعادة تهيئة وترميم العمارات القديمة بالعاصمة خصص لها مبلغ مالي تجاوز ألف مليار سنتيم، مشيرا إلى أن مشكل الأموال الخاصة بتجسيد هذا المشروع غير مطروح، خاصة بالنسبة للبلديات التي لديها مداخيل ووفرة مالية، فضلا عن مساهمة الولاية التي قررت إعادة الاعتبار لهذه البنايات وإعطائها الوجه اللائق بها، في إطار إعادة الاعتبار لعاصمة البلاد التي فقدت الكثير من خصوصيتها. وفي هذا الصدد، أكد زوخ خلال زيارة تفقد ومتابعة ورشات إعادة تأهيل العمارات القديمة بعدة بلديات العاصمة، على دور المواطن ومشاركته في إنجاح هذا المشروع ومرافقته ومحافظته على ما يتم تجسيده بفضل هذه العملية التي أعادت الاعتبار للعديد من العمارات بوسط العاصمة وبلديات أخرى، مشيرا إلى أن كل العمارات التي تحتاج إلى إعادة تأهيل سيتم التكفل بها تدريجيا، حيث تتواصل الأشغال بعدة بلديات خاصة تلك التي تضم نسيجا عمرانيا قديما. وقد اعتبر المسؤول الأول عن ولاية الجزائر أن إعادة تأهيل العمارات القديمة، عملية شاقة وتتطلب تقنيات حديثة، استدعت التعامل مع الجامعات وتكوين شباب وطلبة من أجل خلق يد عاملة مؤهلة ومتخصصة في ميدان الترميم، مؤكدا أن المؤسسات المكلفة بالأشغال ستكون مجبرة على تشغيل المتربصين في قطاع التكوين المهني في تخصصات إعادة تأهيل العمارات، وإدماجهم في مختلف الورشات بعد تكوينهم. وبخصوص بعض العمارات التي تضررت بفعل الأشغال، على غرار تلك المتواجدة بشارع العربي بن مهيدي، اعترف الوالي بما أحدثته بعض المؤسسات من تصدعات وتسرب المياه القذرة، مطمئنا السكان بالتكفل بهذا المشكل وأن القضية قضية وقت، كما أنه لم يحدد تاريخ انتهاء أشغال إعادة التأهيل التي تجري حاليا على مستوى أكثر من 700 عمارة بالعاصمة، وذلك لصعوبة العملية وتعقدها، حيث يعتبر بناء عمارة جديدة أسهل من إعادة ترميم أخرى قديمة. وفي سياق متصل، أوضح المتحدث أن كل هذه العمارات ستزود بهوائيات جماعية، والقضاء نهائيا على الهوائيات الفردية، كما يتم نشر الغسيل في الأسطح والتخلي عن الفوضى التي كانت تميز هذه الأخيرة التي سيعود لها دورها السابق، بعد أن تم ترحيل عدد كبير من العائلات التي كانت تقطن بها إلى سكنات جديدة، مشيرا إلى أنه على المواطنين أن يستغلوا هذه الفضاءات لغسل ونشر الملابس ويحافظوا على جمال العمارات والعاصمة بصفة عامة، كما أعطى تعليمات بعدم استعمال الهوائيات الفردية في العمارات التي خضعت لإعادة التهيئة، وإشراك الجميع في الحفاظ على جمال هذه العمارات ونظافتها، حيث مستها إعادة تهيئة الداخل بتعزيز سلالم العمارات التي عادة ما تكون خشبية وتصليح المصاعد وإعادة تشغيلها وترميم الشرفات وطلاء الجدران والأبواب وإعطائها وجها آخر مغاير لما سبق. وقد تفقد الوالي العديد منها على غرار تلك المتواجدة بالجزائر الوسطى التي قام بها أيضا بإعادة فتح نادي طالب عبد الرحمن بعد غلقه لمدة 20 سنة، فضلا عن عمارات ببلدية المرادية والتي ستمس 16 عمارة بها 308 مسكن، كما تفقد الأشغال التي تجري بحي برادو بحيدرة وحي سيدي مرزوق ببن عكنون وعمارات بحي علي مدوش بحسين داي وأخرى بعين طاية التي برمجت بها 14عمارة لإعادة تأهيلها.