عبر الحرفي عبد الحكيم حسيد من تيزي وزو، عن أمله في تعليم حرفة النحت على الخشب للأجيال الناشئة، كونها حرفة قديمة وجميلة، مؤكدا أنه ورثها عن والده الذي تعلمها هو الأخر عن أبيه، لتتحول الحرفة إلى مورث يتقاسمه أهل منطقة جمعة صهاريج التي أصبحت اليوم تضم ورشات للنحت على الخشب ومحلات لعرض الأغراض التي تستقطب العائلات من مختلف بلديات الولاية وخارجها. ويقول الحرفي عبد الحكيم أنه بدأ بممارسة هذه الحرفة منذ الصغر، في قلب ورشة العائلة التي كان يداعب فيها القطع الخشبية ليحولها إلى تحف فنية رائعة ويمضي على معانقته لها 16 سنة كاملة، حيث علمه والده السيد الهاشمي تقنيات النحت ليتحول بفضله إلى حرفي مبدع، خاصة أن هذه الحرفة تعتبر مصدر رزق للعائلة بالمنطقة. ويضيف الحرفي حسيد، أن كل قطعة خشبية يحولها بأنامله إلى تحفة فنية في غاية الجمال وبأشكال هندسية رائعة، حيث يقوم بنحت صناديق خشبية، أبواب، طاولات، علب المجوهرات وأطباق. وما يميز عمل هذا الحرفي الشاب؛ أن لكل قطعة خشبية شكلها المميز، يقول: "لقد قمت بنحت باب منزل التضامن المنجز بساحة دار الثقافة "مولود معمري"، فكل من يراه يؤكد على مدى إتقان الحرفي للحرفة من خلال تحويل قطعة خشب إلى لوحة مليئة بأشكال هندسية، هي نفسها الموجودة في الزرابي، وتحمل دلالات ومعاني، علما أنني أعتمد على الأشكال القديمة الموروثة، لكنني أحرص على الإبداع من خلال نحت أشكال جديدة تجعل القطعة متجددة، مما يضمن استمرار الحرفة. ويضيف محدثتنا قائلا: "أحتاج إلى ثلاث أيام من العمل لنحت باب بشكل جيد، بينما تستغرق الأغراض الصغيرة مني أسبوعا لأتمكن من نحت بين 20 إلى 30 قطعة خشبية يتم عرضها في محل العائلة". شارك الحرفي عبد الحكيم في العديد من الصالونات والمعارض وأعجب المواطنون بإبداعاته، كما أشار إلى أنه لا يعاني من مشكلة التسويق لأنه يحرص دوما على تغطية طلبات الزبائن على غرار نحت الطاولات، الخزانات، صناديق العروس وغيرها. ويشير الحرفي إلى أنه يقتني القطع الخشبية الجاهزة ذات النوعية الجيدة من محلات النجارة، ليباشر عملية النحت عليها، ويستفيد مشتروها. وأكد الحرفي أنه لم يستفد من دعم كبير من غرفة الصناعات التقليدية بتيزي وزو، ما عدا حصوله على بعض الأدوات التي قام بتسديد قيمتها فيما بعد، ومنذ ذلك الحين، اعتمد على نفسه حتى أوجد مكانة وسط ممارسي النحت، باعتماده على أدوات بسيطة كالمقص، المسطرة، قلم الرصاص، مطرقة صغيرة وشمع العسل الذي يقوم بتمريره فوق القطع الخشبية لتكتسب بريقا وتحافظ على لونها الطبيعي، مما يضمن دوامها طويلا، كما يستعين بنبتة لتحويل لون القطع إلى الأسود. لم يخف الحرفي عبد الحكيم أمله في الحفاظ على هذه الحرفة من خلال رغبته في تعليمها للأجيال الصاعدة وتنقلها بدورها إلى من بعدها.