يبدو أن فرحة لاعبي المنتخب الوطني الأولمبي، الذين حققوا إنجازا كبيرا بتأهلهم إلى الألعاب الأولمبية لسنة 2016 بريو دي جانيرو، بعد 36 سنة من غياب الجزائر عنها، وتنشيطهم نهائي كأس إفريقيا لأقل من 23 سنة، التي لعبت في السنغال، وتألقهم المميز في هذه الدورة، ستتحول إلى ترقب وحالة من التخوف والقلق، حول مصير مشاركتهم في دورة الأولمبياد القادمة بالبرازيل، خاصة وأنهم مهندسو الإنجاز وأصحاب الفضل في تأهل الجزائر إلى هذه الألعاب. قلق بعض الأولمبيين، نابع من الحديث عن تدعيم هذه التشكيلة الشابة بلاعبين آخرين من المنتخب الأول، مما سيحرم البعض منهم من المشاركة في الأولمبياد، التي تعد حلم كل اللاعبين والرياضيين عموما، فكثرة الحديث عن ضرورة تدعيم هذا المنتخب الصغير بالأسماء التي ذكرت، من براهيمي، ومحرز وبن طالب وسليماني ومجاني إلى آخره، خاصة وأن القانون يسمح بأن يضم المنتخب الأولمبي في الألعاب الأولمبية ثلاثة لاعبين من الذين يتعدى سنهم 23 سنة، كما أن المنتخب الأول يضم أيضا لاعبين آخرين لا يتعدون هذا السن يمكنهم المشاركة في الأولمبياد، زاد من قلق لاعبي المنتخب الأولمبي المكون من المحليين كلهم، لاسيما وأن كلا من بن سبعيني وآيت عثمان سيكونان في القائمة، إضافة إلى إصرار رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، محمد روراوة على أن يقوم الطاقم الفني بتدعيم المنتخب الأولمبي بأفضل العناصر، مستهدفا الدور نصف النهائي من الدورة الأولمبية، وهذا رفع من شدة الضغط على العائدين من السنغال بالتأهل إلى البرازيل، حيث يرون الآن بأن مناصبهم في التشكلية الأساسية أصبحت مهددة من لاعبي المنتخب الأول. وكما يحدث في كل بلدان العالم الأخرى، ستتدعم كل المنتخبات المشاركة في أولمبياد ريو دي جانيرو بلاعبين من فرقها الأولى، مما يعني أن أبرز النجوم في العالم ستشارك في هذه المنافسة، وهذا أمر منطقي. وحسب المتتبعين من اللاعبين القدامى الذين سبق أن تحدثنا إليهم في عدد الأمس من "المساء"، فإن الفريق الأولمبي يحتاج إلى تدعيم في بعض المناصب، نظرا لبعض النقص الذي ظهر فيه، خلال مشاركته الماضية في السنغال. ومن المقرر أن يجتمع مدرب الفريق الوطني الأول كريستيان غوركوف، بمدرب المنتخب الأولمبي أندري بيار شورمان، خلال شهر جانفي القادم، وهذا من أجل التشاور والحديث عن أسماء اللاعبين الذين سيتدعم بهم الأولمبيون في الألعاب الأولمبية القادمة بيرو دي جانيرو، وسيضع التقاء المدربين، حدا للقلق الذي ينتاب هؤلاء اللاعبين، والأكيد أن البعض منهم لن يعجبهم القرار الذي سيصدر عن الناخبين، في حين سينزل ذلك بردا وسلاما على الآخرين. وسيكون مدرب المنتخب الأولمبي مجبرا على إرسال قائمة اللاعبين الذين سيشارك بهم في ريو دي جانيرو، قبل الآجال المحددة، حيث يحق له أن تتكون قائمته من 35 لاعبا منهم أربعة حراس، ويملك شورمان الوقت الكافي للتفكير في من يمكنه أن يسافر إلى البرازيل، وسيكون مجبرا على تدعيم تشكيلته تحسبا للأولمبياد القادمة، خاصة بعدما طالبه رئيس الفاف، روراوة بالقيام بذلك، وهذا قبل إجراء القرعة النهائية للألعاب الأولمبية، التي ستحتضنها ريو دي جانيرو في شهر أفريل من السنة المقبلة، ومن المنتظر أن يدخل الفريق الوطني الأولمبي في معسكر تحضيري شهر جانفي من السنة الجديدة، في مركز التحضير بسيدي موسى، على أن يلعب مبارتين وديتين أمام منتخبين قويين شهر مارس من نفس السنة، تزامنا وتواريخ الفيفا، ما يسمح للاعبين المحترفين من المنتخب الأول، الذين سيختارهم شورمان، للمشاركة في المبارتين، قبل التوجه شهر ماي من سنة 2016 إلى البرازيل. ومهما يكن القرار، فإن على شورمان أن يقوم بعمل بسيكولوجي كبير مع لاعبيه الذين بذلوا مجهودات كبيرة في السنغال من أجل اقتطاع تأشيرة التأهل إلى الألعاب الأولمبية لسنة 2016 بالبرازيل بعد 36 سنة من الغياب، وهذا حتى يحافظ على المجموعة وكي لا يتأثر هؤلاء اللاعبون الشبان، الذين يأملون في اللعب للمنتخب الأول، والذين يحتاجون إلى التأطير في مثل هذه الحالات ليواصلوا بنفس التألق مع أنديتهم، حتى يكونوا دائما في الموعد، وإن لم يختاروا للألعاب الأولمبية، عليهم أن يعملوا بجد لينالوا ثقة كريستيان غوركوف، مدرب المنتخب الوطني للأكابر.