يعرف الصالون الوطني للكتاب الذي انطلقت فعالياته أوّل أمس على مستوى المكتبة البلدية أو كما تُعرف بالكاتدرائية في وهران، إقبالا كبيرا للعائلات والمتمدرسين من مختلف الأطوار، خاصة طلبة الجامعة والإكماليات، بما أنّ الموعد تزامن مع العطلة المدرسية الشتوية. عرف معرض الكتاب مشاركة 34 دار نشر وأزيد من 2500 عنوان تشمل مختلف المجالات؛ من الدراسات الأكاديمية والروايات والمجلات العلمية المتنوعة، وكتب اللغات الأجنبية والقواميس والمناجد مختلفة الأحجام والأنواع، إضافة إلى كتب في الطبخ والأعمال اليدوية، وتربية الأطفال وغيرها من الإصدارات. وذكرت مديرة الثقافة بوهران السيدة موساوي ربيعة خلال زيارتها أجنحة الناشرين، أنّ المعرض سوف ينظَّم سنويا في مثل هذا الموعد بقرار من وزارة الثقافة، وبالتنسيق مع بلدية وهران، حيث تمّ الاتّفاق على رفع نسبة المقروئية والعودة بالقارئ والمثقف الوهراني للكتاب الورقي بعد التراجع الكبير الذي عرفه، مقابل الكتاب الإلكتروني ومختلف الوسائط الإلكترونية الأخرى، التي عرفت اهتماما واسعا لدى المواطن الجزائري عموما، والأطفال والشباب بشكل خاص. من جهته، أشار مندوب مؤسسة التظاهرات الاقتصادية والثقافية بالعاصمة، إلى أنّ انطلاق المعرض بوهران جاء بعد تنظيمه سابقا بولاية باتنة، موضّحا أنّ المؤسسة أخذت جميع التسهيلات من مديرية الثقافة بوهران، ليتم تحديد تاريخ إقامة المعرض بوهران من 20 ديسمبر إلى 5 جانفي الداخل، لتكون الوجهة بعد ذلك نحو مدينة تلمسان.وذكر أنّ التظاهرة ترمي إلى ترقية الكتاب الجزائري ومعرفة تطوّر صناعة النشر بالجزائر، وإفساح المجال أمام المؤلفين للتعريف بإبداعاتهم في شتى التخصصات عن طريق فتح أجنحة للبيع بالتوقيع؛ تشجيعاً للمطالعة، والتعريف بكلّ العروض والمؤلّفات الجديدة في مجال النشر. كما يمثّل المعرض فرصة للقارئ والناشر الجزائري، الذي يسعى لتقديم آخر إصداراته، وهو مناسبة لالتقاء الناشرين وفتح مجالات النقاش بينهم فيما يتعلّق بواقع ومستقبل حركة النشر الجزائرية. وفي نفس السياق، قال السيد خليفة ربيعي مدير المكتبة البلدية، بتخصيص فضاء لاحتضان هذه التظاهرة الفكرية؛ من أجل تقريب القارئ من الكتاب، وتقديم مجموعة من الندوات الثقافية والأمسيات الأدبية على هامش المعرض، من أجل خلق حركة ثقافية بالمدينة، خاصة أنّ الموعد يصادف العطلة الشتوية؛ مما سيمكّن المواطن الوهراني خاصة التلاميذ والطلبة، من زيارة المعرض، واقتناء ما يلزمهم من كتب مدرسية يستعينون بها في مشوارهم الدراسي. وخُصّص ركن بالمعرض للأطفال أُطلق عليه "ركن الرسام الصغير"، ستنظَّم خلاله على هامش صالون الكتاب الذي ستختَتم فعالياته في 5 من شهر جانفي المقبل، مسابقة أفضل رسام، لتشجيع الطفل على الإبداع خلال هذه المناسبة الثقافية.