إحياءً للمولد النبوي الشريف، احتضن المتحف الوطني العمومي للفن والتاريخ لمدينة تلمسان، ندوة ومعرضا تحت عنوان "الاحتفال بمولد خير الأنام في عاصمة الزيانيّين"، من تنظيم السيدة معقل فضيلة، تحكي كيفية احتفال الأسر التلمسانية بالليلة من خلال إعداد المأكولات التقليدية والحلويات في إطار مظاهر احتفالية بهيجة وعادات أصيلة حافظ عليها التلمسانيون خاصة، والجزائريون عامة منذ عقود من الزمن، إلى جانب العديد من الطقوس. الندوة حملت عنوان "ما بين التاريخ القمري والتاريخ الهجري" من تنشيط الأستاذ محمد بن أحمد باغلي، الذي أكّد أنّ عيد المولد النبوي فرصة لصلة الرحم بين الناس وبين العائلات، ومناسبة للفرح في قلب كلّ أسرة جزائرية، مشيرا إلى انتهاز بعض العائلات الفرصة لختان أولادها؛ إذ يرتدي الأطفال اللباس التقليدي الذي تشتهر به كلّ منطقة، وتقوم الأمهات في ليلة المولد، بتخضيب أيادي أطفالهن بالحناء وإشعال الشموع والمفرقعات، إلى جانب تزيين المساجد وإقامة حفلة "حلقات الذكر" التي يكثر فيها ذكر الله والصلاة على الرسول الكريم، وتوزيع الهبات والجوائز على الأطفال من حفظة القرآن، وهي من المظاهر المترسخة في أذهان الجزائريين. من جهته، اعتبر الأستاذ حمي بن عصمان أنّ المدائح الدينية تُعدّ من مظاهر الاحتفالات الدينية في الجزائر. كما تطرّق، بالمناسبة، لأهم المقامات؛ مقام الحجاز ومقام السيكا والراست وغيرها، وهي متواصلة من جيل إلى جيل، موضّحا أنّ إحياء ذكرى مولد الرسول محمد عليه الصلاة والسلام في 12 ربيع الأول من كلّ سنة هجرية في الجزائر، كان بفضل الزوايا "المدارس الدينية" التي حافظت على الدين الإسلامي والأعياد الدينية، وهي مظهر من مظاهر تمسّكهم بهويتهم، مضيفا أنّ عيد المولد النبوي الشريف يُعدّ إحدى المناسبات للتعريف بقصة ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم وأمه آمنة بنت وهب ومرضعته حليمة السعدية وشخصيات التاريخ الإسلامي العظام، للأطفال.