شكلت الدبلوماسية الجزائرية في عهد الرئيس هواري بومدين، الموضوع الأبرز في أشغال الملتقى الوطني ال25 حول الرئيس الراحل التي افتتحت أمس بميلة، إحياء للذكرى 37 لوفاة هذه الشخصية التاريخية الهامة. وأبرز المتدخلون في الملتقى الذي يستمر إلى غاية 29 ديسمبر الجاري بدار الثقافة، مبارك الميلي، بمبادرة من الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية وبمساهمة ولاية ميلة، أهمية "الدور الإنساني والثوري الذي لعبه الرئيس هواري بومدين في دعم مختلف حركات التحرر وتصفية الاستعمار عبر العالم"، كما أشار إلى ذلك سفير دولة فلسطينبالجزائر لؤي عيسى. وأكد المتحدث أن "الجزائر وبومدين يستحقان أن تقام لهما التماثيل عبر العالم لمساهمة الدبلوماسية الجزائرية في نصرة الكثير من القضايا العادلة وبالأخص مساندة كفاح الشعب الفلسطيني وثورته".وأشاد في كلمته أمام الحضور بما لعبته الجزائر من دور في تبوء فلسطين مكانتها في محفل الأممالمتحدة والإعلان عن قيام دولة فلسطينبالجزائر. من جهته، تطرق رئيس وفد الجمهورية العربية الديمقراطية الصحراوية، محمد لمين أحمد، رئيس الحكومة الصحراوية السابق لما لاقته القضية الصحراوية من دعم ومساعدة من الرئيس بومدين والجزائر حكومة وشعبا "من أجل تمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره واستعادة حريته المسلوبة"، مضيفا أن الرجل "محل تقدير وتنويه دائمين من الشعب الصحراوي برمته". ويحضر هذا الملتقى عدد غفير من الشباب من مختلف ولايات وفاء الشباب الجزائري للمثل وقيم الشهداء وأبطال الوطن الخالدين ومن بينهم الرئيس الراحل هواري بومدين الذي جسد كما يقول الأمين العام للاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية، الطاهر قيس "تاريخا بارزا للأمة سواء خلال مرحلة التحرير أو في ثورة البناء والتشييد". وقد افتتح أشغال الملتقى الذي حضره العديد من الشخصيات الوطنية، والي الولاية عبد الرحمان مدني فواتيح، الذي عبر بالمناسبة عن افتخار الجزائر برصيد مثل هذه الشخصيات على غرار الراحل الرئيس بومدين الذي كان شعاره المتواصل هو "العمل على بناء دولة لا تزول بزوال الرجال". كما تخلل الأشغال عرض شريط وثائقي تضمن مختلف مواقف الرئيس بومدين على الصعيد الدولي والدبلوماسي، بالإضافة إلى تكريم ضيوف صحراويين وفلسطينيين وشخصيات وطنية. وعاش الحضور في أشغال الفترة الصباحية لحظات مؤثرة حينما تم تكريم السيدة ناريمان بولمرقة المولودة لعرابة، والتي سلمت للرئيس بومدين باقة زهور وعمرها 6 سنوات عندما زار ميلة في 1974، حيث لم تستطع السيدة بولمرقة التعبير عن ذكريات ومشاعر ذلك اليوم الذي طبع صباها وذلك تحت تصفيقات الجمهور الغفير الذي امتلأت به قاعة دار الثقافة. وتم بالمناسبة تسمية مستشفى 120 سريرا بشلغوم العيد باسم الرئيس الراحل هواري بومدين تكريما له، فيما تواصل الملتقى مساء بالاستماع للمداخلات والمحاضرات المبرمجة.