كشف وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد المالك بوضياف، أن الدولة تنفق أزيد من 2 مليار دينار سنويا للتكفل بالمصابين بمرضى فقر الدم المزمن "الهيموفيليا"، مشيرا إلى أن 60 بالمائة من ميزانية الأدوية التي توفرها الدولة، موجهة لعلاج هذا المرض (فقر الدم المزمن)والسرطان، وهما من الأمراض التي تتكفل بها الدولة بالمجان. وأكد، في هذا السياق، أن الجزائر تُعتبر البلد الوحيد في العالم الذي يتكفل بمرضى الهيموفيليا بدون أي تمييز وبالمجان. وأكد الوزير، خلال إشرافه أمس بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية ببني مسوس على تدشين أول مركز مرجعي للتكفل بالهيموفيليا على المستوى الوطني، أن المشروع الذي يُعتبر مكسبا جديدا للصحة وعلى الخصوص بالمصابين بالمرض والمقدَّر عددهم بألفين (2000)، هو ثمرة شراكة بين الجزائر والمخبر الألماني "باير"، علما أن المركز سيتكفل بعلاج المصابين وتحسين المتابعة لأزيد من 300 مصاب بالهيموفيليا كما سيضمن التكوين والتكوين المتواصل. وأشرف الوزير أيضا على فتح مصلحة جديدة للطب الداخلي بنفس المؤسسة؛ حيث شدد على ضرورة التقليص من مدة الاستشفاء، وتعزيز الاستشفاء اليومي، على غرار ما هو معمول به في الدول المتطورة. وعلى هامش تدشينه المركز الجديد، أكد بوضياف أن نص مشروع قانون الصحة أخذ مساره الطبيعي، ويوجد حاليا على مستوى رئاسة الجمهورية في انتظار عرضه على اجتماع مجلس الوزراء المقبل، لينزل لمناقشته وعرضه على البرلمان بغرفتيه. وتوقع الوزير أن يكون دخول هذا القانون حيز التنفيذ، في شهر جوان المقبل.من جهة أخرى، طمأن وزير الصحة بأن دائرته تتكفل بكل الحالات التي يكتشفها الإعلام أو شبكات التواصل الاجتماعي، كما هي الحال بالنسبة للشاب سعيد المصاب بعجز كلوي ومرض في الكبد، والذي بادر أنصار مولودية الجزائر بجمع تكلفة علاجه في الخارج، والمقدَّرة ب 4 ملايير سنتيم. وقال بوضياف إنه لا يرى مبررا لجمع الأموال للتكفل بحالة مرضية؛ كون الدولة تتكفل بكل المرضى والحالات. مرافقة كل برامج الزرع لتفادي نقل المرضى إلى الخارج وأعلن وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد المالك بوضياف، أن وزارته تسعى لفتح مركزين لزراعة الأعضاء بكل من باتنة وتلمسان، سيعزّزان نشاطات مركز بيار وماري كيري، وسيوسّعان عمليات زرع الأعضاء بشرق وغرب الوطن.وربط الوزير آجال تجسيد هذا المشروع بتحقيق المراكز الأخرى المتواجدة عبر الوطن، النتائج المرجوة، مؤكدا خلال لقاء جمعه أمس بالطاقم الطبي المشرف على عملية زرع الكبد بمركز مكافحة السرطان بيار وماري كوري بالعاصمة، أهمية زرع الأعضاء بالنسبة للمرضى المحتاجين لمثل هذه العمليات، على غرار عملية زرع الكبد، الذي أنقذ عددا كبيرا من المرضى بعد أن استسلموا للموت الأكيد. وحث في هذا الشأن الفرق الطبية المشرفة على مثل هذه العمليات، على العمل من أجل تطوير نزع الأعضاء من الجثث، خاصة في غياب متبرعين أحياء لعدد من المرضى ينتظرون من ينقذ حياتهم. وجدّد بوضياف، بالمناسبة، التزام الحكومة بمرافقة نظام الصحة لجعله يضمن خدمات أحسن لجميع المرضى، مشيرا إلى أن الدولة تتكفل بعلاج كل الجزائريين وبالمجان، لا سيما في مجال التكفل بالأمراض المزمنة. كما التزم أمام الفرقة الطبية المشرفة على عملية زرع الكبد بذات المركز، بمرافقة كل برامج الزرع وتوفير الإمكانيات الضرورية لتفادي نقل المرضى إلى الخارج في الوقت الذي تتمتع الجزائر بإمكانيات بشرية هائلة في هذا المجال، علما، حسب وزير الصحة، أن تكلفة عملية واحدة لزرع الكبد في الخارج تفوق 150 ألف أورو. وألحّ الوزير، بالمناسبة، على ضرورة ترقية التكوين ونقل المعارف للأجيال؛ قصد تحقيق الاستقلالية والتخلص من المرافقة الأجنبية تدريجيا، وبالتالي تغطية الحاجيات من الكفاءات في المراكز التي تعتزم الوزارة فتحها عبر الوطن. وأكد بوضياف في ختام زيارته لمختلف أقسام مركز مكافحة السرطان بيار وماري كوري بالعاصمة؛ حيث اطلع على سير العمل وتفقّد مريضين استفادا من عملية زرع الكبد تبرع بها أقاربهما، أكد قائلا: "الإرادة موجودة وأنا مستعد لكسر كل الطابوهات".