تظلّ القدسالمدينة القضية، قضية العرب والمسلمين والإنسانية جمعاء، التي تعيش في وجدان كل نصير للعدالة، فهي قلب فلسطين النابض، وقد كانت ولا زالت محطّ أنظار العالم عبر التاريخ ومجمع الأفئدة، وملتقى الأرض مع السماء بأنبيائها ومقدّساتها ..قلعة الثوار تستقبل موطن أولى القبلتين وثاني الحرمين الشريفين في أسبوع ثقافي يمتد إلى غاية الثامن عشر فيفري الجاري، وتمتدّ أشعته لتضيء مناطق بلد المليون والنصف المليون شهيد. قصر الثقافة "مفدي زكريا" سيكون بداية من اليوم فضاء تلتقي فيه الأفئدة والإبداعات من شتى المشارب والانتماءات، سيكون فسحة لعرض صور تعبّر عن العلاقة المميّزة بين الشعبين الجزائريوالفلسطيني، وأخرى تترجم الحياة اليومية في فلسطين، إلى جانب لوحات فنية للخط العربي ومجسمات ومنحوتات للفنان السالمي، كما سيتم بالمناسبة عرض مجموعة من إصدارات وزارة الثقافة والمؤسسات الثقافية الفلسطينية. وفيما تستقبل المكتبة الوطنية بالحامة ندوات شعرية وأدبية بمشاركة مبدعي فلسطين، على غرار الروائي والقاص عاطف طلال إبراهيم أبو سيف، الكاتب والشاعر فارس عزام محمد حمدان والشعراء خالد محمود سليم جمعة، أمان اللّه إبراهيم عايش وباسل محمد عيسى أبو بكر، يكون المسرح الوطني الجزائري "محي الدين بشطارزي" مكانا للفرجة من خلال عروض تحاكي القضية، كمسرحية "قضيتكم قضيتنا" لتعاونية "الابتسامة" من البويرة، "الصرخة" لتعاونية "البديل" من باتنة، المونودراما الفلسطينية "طه" التي تروي سيرة الكاتب والشاعر طه محمد علي. الفن السابع سيكون أيضا حاضرا طوال هذه التظاهرة، عبر دورة السينما الفلسطينية بقاعات العروض التابعة للمركز الجزائري للسينما، المتواجدة بكل من الجزائر، بجاية، وهران، البليدة، سيدي بلعباس، بشار، تيارت، تيزي وزو، تلمسان، سوق أهراس، حيث ستعرض عدد من الأفلام الفلسطينية من بينها "الجنة الآن"، "طريق العودة إلى البيت"، "الصبار"، "نقطة تفتيش"، "أطفال أرنا"، "زرد السلاسل"، وكذا "ريتشل"، "وجه القمر"، "باب الشمس"، "غزة تروف"، إلى جانب "الميراث"، "تدل رباني"، "الأرض تتكلم عربي"، "عيون الحرامية"، "لما شفتك"، إلى جانب "المطلوبات الثمانية عشر" و"الأخوين لاما" و"حكاية الجواهر الثلاثة". للإشارة، استقبل الأمين العام لوزارة الثقافة، إسماعيل أولبصير أوّل أمس الخميس، الوفد الثقافي الرياضي الفلسطيني الذي ضمّ لاعبي المنتخب الأولمبي الفلسطيني، والوفد الثقافي الذي يترأسه الشاعر عبد الناصر صالح وكيل وزارة الثقافة، وضم كلاً من خالد جمعة وفارس سباعنة وأمان الله عايش ومعاذ الجعبة وعامر حليحل ورئيس جمعية الأخوة والصداقة الفلسطينيةالجزائرية، أسعد قادري. ووصل على رأس الوفد الفلسطيني، اللواء جبريل الرجوب، رئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية، رئيس اتحاد كرة القدم. وقال الرجوب فور وصوله قاعة التشريفات بمطار الجزائر، إنّ كلّ فلسطيني يشعر بالفخر والعزة والسعادة، عند دخوله أرض الجزائر، لما تشكّله من أهمية عند الشعب الفلسطيني قيادة وحكومة وشعباً، بالنظر إلى العلاقات التاريخية الراسخة بين البلدين في كل النواحي، منذ احتضان الجزائر للثورة الفلسطينية وصولا إلى دعم كل مطالب فلسطين في كل المحافل الدولية. ووجه الرجوب كل الشكر والتقدير باسم الأسرة الرياضية الفلسطينية إلى الجزائر قيادة وحكومة وشعباً، وجماهير رياضية، على وقوفها الدائم والداعم للقضية الفلسطينية بشكل عام، ودعم الجماهير الجزائرية للرياضة والمنتخبات الوطنية الفلسطينية بشكل خاص، وأشار إلى أن اللقاء بين المنتخبين الشقيقين سيكون عرسا كرويا وطنيا عربيا يحمل الكثير من معاني الأخوة والمحبة، والعديد من الرسائل السياسية التي تجسد دعم الجزائر منقطع النظير لكل مطالب الشعب الفلسطيني. وبالمناسبة، أحيا "محبوب العرب" الفنان محمد عساف بقاعة "الأطلس" حفلا رائعا قدّم خلاله مجموعة مميّزة من أغانيه للجمهور الجزائري والعربي الذي حضر الحفل، بوجود وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، العميد جبريل الرجوب، رئيس اتحاد كرة القدم الفلسطيني، بالإضافة إلى الوفود المشاركة في ظل حضور كثيف للجمهور الجزائري والجالية الفلسطينية في الجزائر، وقد استمر الحفل إلى ساعة متأخرة من الليل نتيجة تفاعل الجمهور مع الفنان عساف.