بدعوة من الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، تحيي المغربية زهرة هندي، يوم الاثنين القادم، حفلا فنيا بقاعة "ابن زيدون" برياض الفتح، لتؤكّد عدم حصر موهبتها في لون موسيقي محدّد، بل تفضّل المزج بين ألوان موسيقية مختلفة وتحاول أن تستلهم مواضيع ألبوماتها من تجاربها ولقاءاتها المختلفة، متكئة على ثقافة فنية وموسيقية متينة، حيث ستتحف معجبيها بباقة من أغانيها التي تعتمد على ألوان موسيقية متنوعة تتراوح ما بين موسيقى البوب، والسول، والجاز، والبلوز، والتراث الأمازيغي. تؤمن زهرة بالتنوّع، لهذا اختارت المزاوجة بين ألوان موسيقية تعبّر عن كلّ أحاسيسها وميولاتها الثقافية والفكرية، مشيرة إلى أنّ ذلك لا يتطلّب منها سوى الاجتهاد والتركيز في البحث الموسيقي وإعطاء نفس جديد مع حب اللون الموسيقي الذي اختارته.. وتتطرق أغاني زهرة هندي، التي تعتبر الفن أفضل وسيلة للتعبير عن أفكارها، للحب والعلاقات الإنسانية، وكلّ ما يمسّ الحياة اليومية ومشاكلها. وتحاول هذه الفنانة من خلال أغانيها، أن تذيب كلّ الحواجز اللغوية، إذ جعلت من الموسيقى جسر تواصل وحوار بامتياز بين ثقافتها المغربية بكلّ حمولتها وروافدها المتعدّدة والثقافة الغربية، فغنّت بالأمازيغية والانجليزية والفرنسية، مما جعل الجمهور يدرك المواضيع التي تهتم بها زهرة التي تخاطب الوجدان، وأتحفت جمهورها بمقطوعات بإيقاعات كناوية وإيقاعات ممزوجة بفنون أحواش. وورثت هندي ابنة مدينة خريبكة، حبّ الموسيقى من أسرتها فضلا عن توفّرها على صوت عذب يمكنها من الغناء لجميع الثقافات وبجميع اللغات سواء الإنجليزية أو الفرنسية أو الأمازيغية، حيث رعرعت وسط أسرة كبيرة انبثقت عنها مجموعة "أودادان"، كما تأثّرت بوالدتها وأفراد من أسرتها الذين أرشدوها إلى موسيقى القناوة، وحين بلغت السابعة عشرة من عمرها وقفت لأول مرة على خشبة المسرح.. فعشقها للفن والشعر دفعها إلى فكّ الأسرار الأولى في العزف على القيثارة والبيانو، وإلى بعض المحاولات في كتابة النصوص الشعرية باللغتين الإنجليزية والأمازيغية. الميزة الفنية لهندي زهرة هي أنها فنانة متكاملة، تكتب، ترتب وتنجز موسيقاها بمساعدة أصدقاء ومتعاونين فنيين، وتركّز في بحثها الموسيقي المتواصل عن الجديد الذي يمنح اختياراتها نفسا جديدا لأنّ الفن بالنسبة لها هي الوسيلة المثالية للتعبير عن كلّ ما يتعلّق بالحياة، من انتصارات وانكسارات وحب وقضايا إنسانية. وكانت هندي قد رشّحت للدورة 26 لحفل "انتصارات الموسيقى" الذي يكرّم كلّ سنة الفنانين الذين تألقوا بفرنسا خلال السنة الماضية، وتم ترشيحها في فئة "ألبوم السنة" تقديرا لألبومها الأول الذي يحمل عنوان "هاند ميد" (يناير 2010) والذي حقق نجاحا كبيرا عند نزوله إلى الأسواق الفرنسية.. وفي نوفمبر 2010 فازت بجائزة " كونستانتان 2010 " التي تمنح كلّ عام لأفضل مغن صاعد يحقّق نجاحا في الساحة الموسيقية الفرنسية.