كالعادة لم يتفق العرب، حتى من أجل دخول تاريخ كرة القدم العالمية، بفوز أول عربي برئاسة الفيفا، حيث كان لجياني إنفانتينو الكلمة الأخيرة في الانقسام الذي عرفه العرب، الذين رشحوا شخصين في صورة الأمير الأردني علي بن الحسين والشيخ سلمان بن ابراهيم البحريني، فضاعت الفرصة التاريخية التي لن تكرر مرة أخرى.فالخلافات التي تضرب العرب سياسيا وامتدت إلى المجال الرياضي، تجعلهم دائما في نهاية الركب، وهذا ما حدث يوم الجمعة الماضي، حين واصل كل من المرشحين من المنطقة العربية، انقسامهما وفسحوا المجال واسعا أمام السويسري إنفانتينو لينفرد برئاسة الفيفا.فقد كانت الآمال كبيرة في المنطقة العربية، لرؤية عربي يقود الفيفا، إلا أن مقولة ابن خلدون، تبقى صالحة في الوقت الحالي وفي كل المجالات، فقد اتفق العرب على ألّا يتفقوا، وهذا ما حدث في مبنى زيوريخ يوم الجمعة الماضي، حيث كانت فرص الشيخ سلمان تبدو أفضل لو اتحد مع الأمير بن الحسين علي، إذ حصل انفانتينو على 105 أصوت من 207 أصوات في الجولة الثانية، وهو ما يزيد عن الأغلبية المطلوبة وهي 104 أصوات، في حين حصل الشيخ سلمان على 88 صوتا والأمير علي على أربعة أصوات. أما في الجولة الأولى، فقد تفوق إنفانتينو ب 88 صوتا، وبفارق ثلاثة أصوات فقط عن الشيخ سلمان، رئيس الاتحاد الآسيوي، في حين حصل الأمير الأردني على 27 صوتا. وكانت الفرصة مواتية للمنطقة العربية للفوز برئاسة الفيفا، بعد أن خسر الأمير علي أمام سيب بلاتر، في انتخابات ماي الماضي، عندما أعلن الشيخ سلمان مساندته للمسؤول السويسري، فلو حدث التنسيق بين الرجلين اللذين حصل على 85 و27 صوتا، وتم الاتحاد بينهما كان من الممكن أن يفوز أحدهما برئاسة الفيفا، إلا أنه مثلما اعتاد عليه العرب في كل القضايا، فإنه إن لم أنجح أنا فلن أسمح لأي أحد آخر أن ينجح، وكان يمكن أن يؤدي التعاون بين الشيخ سلمان والأمير علي إلى فوز أحدهما، لو تجاوزا خلافاتهما في الماضي، فعندما وصل الشيخ سلمان لرئاسة الاتحاد الآسيوي في 2013، قرر إجراء بعض التغييرات، أدت إلى خسارة الأمير علي عضويته، كأحد ممثلي آسيا في اللجنة التنفيذية للفيفا، وبعد ذلك أيضا، أعلن الشيخ سلمان أن الاتحاد الآسيوي سيساند بلاتر، ضد أي مرشح في الانتخابات في ماي الماضي.