قالت الفنانة العربية اللبنانية الكبيرة، ماجدة الرومي خلال الندوة الصحفية التي نشطتها قبيل انطلاق حفلها بقاعة "الزينيت" سهرة الأربعاء الماضي بأن صوتها يبقى مدافعا عن الكرامة العربية دون استثناء، وأن وموضوعوها الأساسي في حفلاتها الفنية المختلفة هو التنبيه للحالة التي آلت إليها شعوبنا العربية. وكشفت ماجدة الرومي التي اعتبرت سهرتها بقسنطينة بمثابة سهرة حفل زفافها، بأنها تغني رائعة من روائع الشاعر الأردني حيدر محمود المستمدة من الواقع العربي الذي نعيشه والهدف من ذلك هو الدعوة لوحدة الصف، إذ يزال عندنا تضيف الرومي مدافعون عن الشرف والكرامة، يقفون للدفاع عن الأراضي العربية وكرامتها. وأكدت الفنانة أن قلة ألبوماتها تعود إلى أنها لا تجد بسهولة أغنية، إلا أن هذا لا يمنع بأن لديها مشروعا غنائيا كبيرا - يتضمن قصائد لوزير الثقافة الشاعر عزالدين ميهوبي، وأنها الآن بصدد مناقشته في الموضوع، فهي تريد حسب تصريحها الحصول على مجموعة من قصائد الحب الهامة التي تتماشى ونوعية الأغاني التي تغنيها، وهي الخطوة التي يمكن أن تساعدها في تحقيق الحلم الكبير الذي تتمنى أن يتجسد، موضحة أن الهدف الأكبر يبقى دائما تحقيق سلم ووئام عربي للوطن الذي يعيش أزمات كبيرة وعلى أصعدة مختلفة. أما عن إمكانية أداء مجموعة من الأغاني الجزائرية، فذكرت بأدائها أمام الجزائري في آخر زيارة لها بالأغنية الشهيرة للراحل الهاشمي قروابي "وحداني غريب" وأنها تتطلع إلى اقتراحات بعض الملحنين الجزائريين لتجسيد أي فكرة تكون في المستوى، وتقدم إضافة للفن العربي. وعن رأيها في الأصوات الشابة الموجودة قالت: «هناك منها من يعد بمستقبل زاهر، لكن المهم في استمراريتها ومضمون أغانيها، فيجب عليها أن تختار اتجاها معينا، إما أن يكون تجاريا، وهذا من حقها، أوتكتفي بالقليل في سبيل أن تسمو بالرسالة الفنية، فالفن لم ولا ولن يكون عندي تجارة، فأنا لم أتعلم هذا الشيء في وسط أهلي، وهذا ما أتمناه للأصوات التي تعد بصوت كبير". كما كان للسيدة حديث مقتضب حول السينما وإمكانية أن يراها الجمهور العربي مرة أخرى، فأكدت بأنه لا توجد مشاريع حقيقة في هذا المجال حيث تقول: "إن ذلك حلم كبير لها منذ شبابها، إلا أنه لم يحدث بسبب الحرب الدامية التي كانت تعيشها لبنان، متمنية أن تكون هناك تجربة أخرى بعد فيلمها مع الراحل سيد علي كويرات "عودة الإبن الضال" للمخرج المصري الراحل يوسف شاهين، لكن إذا لم يكتب لها ذلك، فإنها ستكون قنوعة في كلتا الحالتين. كرمت جمهورها ب"أهلا وسهلا" و"أنا لولية" «جئت لأغني مع قسنطينة وليس لها"، بهذه العبارة استهلت النجمة العربية ماجدة الرومي حفلها بمدينة قسنطينة، وفي رحاب أحمد باي قاعة العروض الكبرى "الزينيت"، استحضرت مرورها الأول في ديسمبر 1997 بالجزائر لما كانت الأوضاع الأمنية غير مستقرة، وشدت بصوتها الذهبي مع القسنطينين أشهر أغانيها الداعية للحب والأمل وللوحدة الوطنية والعربية، أمام جمهور غفير تدفق سهرة الأربعاء الأخير بمناسبة فعاليات اختتام تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية. صعدت الأيقونة اللبنانية المنصة وكأنها عروس في ليلة زفافها، بل وكأنها ملكة تبارك لجمهورها المكاسب الأمنية التي تنعم بها البلاد. وبعد مدخل موسيقي لفرقتها بقيادة المايسترو لبنان بعلبكي، شرعت في نثر ورود الفرح في قلوب الحاضرين لقرابة الساعتين ميزها رقي فني كبير وبساطة ليس لها مثيل. وملأت الرومي القاعة طربا، حيث شنفت أسماع محبيها الذين رافقوها في الأداء وكأنهم كورال، ولم يتوقف التصفيق لها طيلة السهرة، فقد قدمت "عيناك ليال صيفية"، التي فجرت بركان شوق محبيها بهتافات جارفة و "عم يسألوني عليك الناس"، "خذني حبيبي ع لهنا"، ولم تبخل على جمهورها بأحدث أغانيها التي تحاكي الشأن العربي في أغنية "تتوحد الدنيا"، والتي كانت أهم رسالة أرادت سفيرة النوايا الحسنة إيصالها لكل عربي لا يزال غيورا على عرض وكرامة العروبة، لتفجر الحناجر الحاضرة تجاوبا مع "شوف شوف يا حبيبي شوف..أنا اعتزلت الغرام". واجتهدت النجمة ماجدة الرومي بأداء أغنيتين من التراث الجزائري وهما "أهلا وسهلا"، وأغنية "أنا لولية" كتكريم خاص أو رد جميل عما لقيته من ود ومحبة الشعب الجزائر وأهالي مدينة قسنطينة، وبعدها تسلمت درع مشاركتها من قبل وزير الثقافة والوالي ومحافظ التظاهرة.وحضر الحفل وزير الثقافة، عز الدين ميهوبي رفقة والي الولاية حسين واضح ومحافظ التظاهرة سامي بن الشيخ ومدير عام الديوان الوطني للثقافة والإعلام لخضر بن تركي.