أشرف جمع من المشايخ والأساتذة ومعلمي القرآن الكريم بغرداية، على تدشين دار القرآن الكريم التابعة لمؤسسة الشيخ عمي سعيد، تزامنا مع حلول شهر رمضان الفضيل، وفي كلمته الافتتاحية بهذه المناسبة، اوضح حمو بوكرموش مدير دار القرآن الكريم، أن هذه الدار مولود جديد بعد ثلاث سنوات من البناء. وأضاف أن هذه الدار تعد معلما حضاريا تفتخر به الجزائر والعالم الإسلامي برمته، كما اثنى على الذين سخروا أموالهم من اجل اقامة هذا المشروع في سبيل العلم وخدمة القرآن. ويهدف المشرفون على هذا الإنجاز الهام إلى تكوين حملة للقرآن الكريم حفظا وإتقانا وتجويدا، وذلك بعقد تربصات داخلية تكوينية على مدار السنة، وخصوصا في الفترة الصيفية، باعتبار الدار امتدادا لمشروع التربص الصيفي الداخلي في تحفيظ القرآن الكريم التابع لمؤسسة الشيخ عمي سعيد، والذي انطلق في شهر جوان سنة 1993، ونظرا للإقبال الكبير على المشروع وعدم اتساع المرافق الضرورية له، فكر القائمون على المشروع في توسيعه بتأسيس دار للقرآن الكريم تستجيب لحاجة ابناء المنطقة والوافدين إليها عامة. للإشارة، ان دار القرآن تتربع على مساحة إجمالية تقدر ب1600 متر مربع، وهي مجهزة وفق معايير تتناسب مع إقامة تربصات داخلية في تحفيظ القرآن وحلقات العلم، بتوفير كل اللوازم والمرافق الضرورية، بما يضمن جوا مناسبا يريح الطلبة للتفرغ التام للتكوين والاستيعاب حفظا وفهما وتطبيقا، وتصل طاقة استيعاب المركز الى 500 طالب، وتحتوي على مصلى وثلاث قاعات كبيرة للدراسة وقاعة للمحاضرات والندوات الفكرية والملتقيات العلمية وقاعة للإعلام الآلي والانترنت وعيادة مدرسية ومسبح ومطعم وإقامة داخلية خاصة بالمقيمين والوافدين من خارج الولاية وخارج الوطن من الدول العربية والإسلامية والافريقية كذلك. وسيكون من بين المشرفين على دارالقرآن صاحب الإجازة في القراءات العشر المقرئ أحمد باعلي واسعيد الحاصل على عدة مهارات في تعليم القرآن وفهمه، حيث سبق لهذا الشاب ان مثل الجزائر في عدة مسابقات دولية واقليمية في حفظ القرآن وترتيله، وينوى مساعدته نجل الشيخ بابزيز الحاصل بدوره على اجازة في قراءة ورش، بعد رحلتهما العلمية الى سوريا العام الماضي. وجدير بالذكر ان منطقة غرداية شهدت مؤخرا عناية متزايدة بمشاريع تحفيظ القرآن، من حلقات وتربصات في حفظ القرآن وتصحيح التلاوة وفهمه، حيث استقطبت العديد من الشباب من كل الاقطار ومختلف الأعمار لحفظ القرآن وفهمه والتدبر في معانيه.