شهدت قاعة الحفلات بدار الثقافة "علي سوايحي" بخنشلة حضورا غفيرا للجمهور المتعطش لكل ما هو مسرح، وهكذا تمكّن الخنشليون من متابعة مونولوج "غلب النساء" لحميد وري من مسرح عنابة. جسد الفنان وري في هذه السهرة الرمضانية أحداثا مختلفة ومتشابكة تحكي قصة جزائري عادي ترعرع في عائلة طيبة، قوامها الأخوة والترابط، ثم تتلمذ في مدرسة جزائرية أصلية هي قطعة من هذا الوطن لينتقل بعدها إلى الجامعة حاملا معه أحلامه وعزمه في أن يجعل من هذه الجزائر بلدا قويا، تسود فيه مشاعر الحب والتكاثف واحترام المرأة والأسرة. لكن المسكين يصطدم بواقع مر مما يدخله في دوامة لا تعرف الاستقرار، فيهرب بطل المسرحية إلى الماضي لأنه ملاذه الوحيد ورفضه القاطع لهذا الحاضر المظلم. لكن هذا الهروب لم يحجبه عن واقع مجتمعه ويحاول التنديد ومحاربة كل مظاهر الظلم والانهيار وما يعنيه من مظاهر اجتماعية سلبية كالحراة، والتفكك الأسري، والعنف، وتسريح العمال، داعيا إلى تثمين عزيمة الجزائري الذي رفض ويرفض هذا الواقع وأنه كفيل بتغييره وتجاوز أية محن. كل هذه الرسائل المجسدة على الخشبة جعلت القاعة تهتز بالتصفيق والهتاف للفنان وري وتكريمه بوقفة شكر وعرفان بفنه الراقي والمحترف. فور انتهاء العرض صرح وري ل "المساء" أنه يتمنى أن تكون رسائل العرض وصلت للجمهور وإلى كل من يريد الخير للجزائر، وأعطى وعدا لأهل خنشلة الأشاوس بأنه سيزورهم في مناسبات أخرى. من جهة أخرى، صرح حميد وري أنه نشط العديد من ليالي رمضان عبر العديد من الولايات منها جيجل، باتنة، سطيف وغيرها.