ثمّن جان بيار شوفانمون المواقف الدبلوماسية الجزائرية حيال النزاعات والقضايا الداخلية التي تعرفها دول الساحل والعديد من الدول العربية، مشيرا في رده على سؤال "المساء" أنه كان الأجدر بالقوى الغربية اعتماد 1000 حل قبل الذهاب إلى الحلول العسكرية التي أدت إلى تدمير الدول وتوسيع رقعة التهديد وبروز ظواهر أخرى على غرار نزوح ملايين السكان المحليين بسبب سياسات التدخل التي فتحت أبوابا يصعب غلقها، مضيفا أن موقف الجزائر تجاه ليبيا يعد درسا سيذكره التاريخ مطوّلا.. المتحدث دافع عن بعض المواقف المتعلقة بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وكذا حماية سيادة الدول وحدودها الوزير الفرنسي الأسبق ورئيس جمعية الجزائر- فرنسا أكد في محاضرة قيمة حول موضوع التحديات الأمنية في حوض المتوسط والشرق الأوسط ألقاها مساء أمس بالمركز الثقافي الفرنسي أن الجزائر لعبت دورا إيجابيا في قضايا الصراع التي عرفتها بعض الدول العربية والإفريقية، مشيرا أن الكثير من الجزائريين والفرنسيين يجهلون الدور الذي لعبته لتفادي التدخلات العسكرية، وهي المواقف التي اعترف بحكمتها وسدادها الآن من قبل الدول التي كانت وراء الوضعية التي تمر بها حاليا.. شوفانمون أوضح أن موقف الجزائر تجاه ليبيا يعد درسا سيذكره التاريخ مطولا. مواقف الجزائر أكسبتها القوة لتكون القوة المحورية في منطقة الساحل، بل ويستعان بدبلوماسيتها لحل ما أفسده الغازون-يقول المتحدث- الذي ذكر بالوساطة الجزائرية في مالي وبمساعيها في ليبيا التي ندعمها بقوة حسب السيد بيار شوفانمون الذي لم يخف مخاوفه تجاه تصاعد العنف في المنطقة بقيادة الجهاديين الذي صنعوا صورة وأجواء مخيفة بمنطقة حوض المتوسط والشرق الأوسط الذي انهكته الصراعات والانقسامات التي لها جذور وامتدادات في التاريخ وهي التي تمخضت عن الصراع الأساس بين الشرق بقيادة روسيا والغرب الذي تزعمه الأمريكان. المحاضر وعلى امتداد ساعة من الزمن، تطرق إلى بعض التواريخ التي أدت إلى الأوضاع التي تعرفها منطقة الشرق الأوسط والساحل. والبداية كانت ب1979 وهي تاريخ انتهاء الحرب الباردة وصعود التيار الإسلامي الممول من قبل روسيا تليه حرب الخليج الأولى سنة 1991 والتي مهدت لبروز الجهاديين ومن ثم احتلال العراق سنة 2003 من قبل الولاياتالمتحدة والتي أحدثت شرخا بين السنيين والشيعة وأدت إلى بروز تيارات متشددة دفعت العديد من الدول العربية ثمنا لها مستدلا بما عاشته الجزائر خلال العشرية السوداء. سنة 2011 هي مفصلية لدى الدول العربية التي عرفت أحداث الربيع العربي التي أدت إلى بروز التيارات الإسلامية والجهادية على حد سواء وصراعها على الحكم، وفي السياق دعا الدبلوماسي الدول العربية والاسلامية إلى ضرورة الفصل بين السياسة والدين، وإتباع منهج لائكي لكن ليس بالضرورة النموذج الفرنسي الذي لا يهتم بالدين بتاتا ليبقى الحوار هو السبيل للنجاح..