المطرب بوناح عبد الله أمين واحد من الأصوات الشبابية التي تشق طريقها في عالم أغنية المالوف الأصيل بخطوات ثابتة، بفضل شخصيته القوية وتواضعه وحسن أخلاقه، إلى جانب صوته الشجي. "المساء" التقت به وأجرت معه هذه الدردشة... ❊ من هو بوناح عبد الله أمين؟ — بوناح عبد الله أمين شاب من مدينة قسنطينة، من مواليد عام 1993، يعشق المالوف منذ نعومة أظافره. ❊ كيف كانت بدايتكم الفنية؟ — طبعا ككل البدايات، كنت أميل منذ صغري إلى هذا النوع من الغناء الذي كنت أسمعه بكثرة، بالخصوص في الوسط العائلي، ثم ربما سحر مدينة قسنطينة المتميزة باعتبارها عاصمة العلم والعلماء والفن الأصيل، والتي أنجبت عمالقة المالوف، كان لها وقع عليّ، مما جعلني أنضم دون تردد إلى المعهد البلدي للفنون "عبد المؤمن بن طبال" بمدينة قسنطينة. كما انخرطت خلال سنتي 2003-2004 في جمعية "البسطانجية"، ودرست الصولفاج لمدة سنة والكمان ل06 سنوات، ثمّ آلة العود طيلة سنوات تواجدي في المعهد. كما كان لي الشرف أن تتلمذت على يد عدد من الشيوخ، منهم الشيخ رشيد بن خوييط. ❊ بمن تأثرتم؟ تأثرت بشيوخ المالوف، كالشيخ عمر شقلب والمرحوم الشيخ التومي، إلى جانب عميد أغنية المالوف الشيخ الحاج محمد الطاهر الفرقاني. ❊ لماذا اخترتم المالوف بالذات؟ — اخترت المالوف الذي كما سبق وأن أخبرتكم به آنفا نظرا لحبي الشديد له من جهة، والمحيط العائلي الذي كان مولعا هو الآخر به من ناحية أخرى، مما أثر في نفسي كل التأثر حتى صرت واحدا من محبي هذا النوع من الطرب التراثي الأصيل والعريق. ❊ مع من تتعاملون من حيث التوزيع اللحني والكلمات؟ — أتعامل مع الكلمات واللحن المستمد من التراث الغنائي للمالوف بقواعده الأصيلة التي من واجبنا نحن الجيل الشبابي أن نسهر على الحفاظ عليه بالطريقة الصحيحة التي اكتسبناها وتعلمناها من أعمدة هذا الفن وشيوخه، وهذا واجب أخلاقي وخلقي وخط أحمر لا يمكن أن نتجاوزه. ❊ كيف تنظرون إلى أغنية المالوف اليوم؟ — أغنية المالوف اليوم بخير، فهي لا تزال حاضرة في كل مكان، كما أن لها مكانة خاصة عند عشاق الفن الأصيل، لهذا أحمد الله، فهي الآن في أياد آمنة من خلال الكم الهائل من الفنانين الذين يعملون بجد من أجل الحفاظ على هذا اللون، من خلال نشره بين الأجيال القادمة من أمثال الشيوخ محمد الطاهر الفرقاني وسليم الفرقاني وأحمد عوابدية وغيرهم. ❊ كيف تنتظرون إلى موسيقى المالوف؟ — موسيقى المالوف كلاسيكية، بالتالي ليست عصرية، من هذا المنطلق أرى بأنه من الضروري الحفاظ عليها لأنها تمثل هويتنا الأصيلة، وأقول لكم بأن ملحني الموسيقى العصرية ومطربيها يستمدون من روح موسيقى المالوف مؤلفاتهم الغنائية، لهذا السبب أعمل دائما من أجل الحفاظ على هذا التراث الموسيقي، من خلال السهر على التعلم والتعليم والحفظ المستمر للطريقة الصحيحة. ❊ هل أنتم مع ضرورة عصرنة المالوف؟ — شخصيا لست مع عصرنة المالوف كمالوف، لكن من المطالبين بضرورة عصرنة طرق وتقنيات الحفظ. ❊ ما هي مشاريعكم الفنية؟ —أنا بصدد إعداد ألبوم غنائي في المالوف، سأقوم بإصداره مباشرة بعد نهاية دراستي الجامعية حتى أتمكن من التفرغ له. ❊ كيف تنظرون إلى الفن؟ — الفن وسيلة من وسائل التربية وتغذية الروح والفؤاد بالقيم النبيلة السمحاء، لذا أرى من الواجب أن نقوم بنشر تلك الرسالة بين أفراد المجتمع. ❊ هل أنتم مع ضرورة تدريس الموسيقى الأندلسية، ومنها المالوف، في المدارس بالطريقة العلمية والبيداغوجية بالاعتماد على الصولفاج؟ — بالطبع، فأنا مع فكرة تدريس الموسيقى الأندلسية بطريقة علمية وبيداغوجية من خلال الاعتماد على الصولفاج في المدارس، بالخصوص في المراحل الأولى من التعليم، أي في الطور الابتدائي، حتى تصل هذه الموسيقى إلى أجيالنا الصاعدة وتسْهل عملية التلقين مع دعم الطريقة التقليدية التي يُعمل بها منذ القدم، حتى يتسنى لنا إعطاء عملية التدريس صبغة علمية أكاديمية. ❊ كيف يمكن للمالوف أن يفرض وجوده عالميا؟ — أعتقد أن المالوف بحاجة إلى طاقات شابة ممثلة في المواهب الواعدة من أجل الرقي بها والحفاظ عليها، وبهذه الكيفية يمكن أن تفرض وجودها في العالم. لعلمكم، المالوف فن عالمي ويكفيه فخرا فهو يمثل الهوية الفنية الجزائرية الأصيلة. ❊ هل من كلمة أخيرة؟ — أشكر يومية "المساء" على هذه الفرصة التي أتاحتها لي.