انتقى الفنان التشكيلي محمد سمارة أسلوب الرمزية المعاصرة للتعبير عن خوالجه، بعيدا عن الأساليب المعتادة في الفنون التشكيلية مثل الفن الواقعي والانطباعي وغيرهما. وفي هذا السياق يعرض الفنان عشرين لوحة برواق "عائشة حداد" إلى غاية الثاني من جوان المقبل. كشف الفنان التشكيلي محمد سمارة ل "المساء"، عن اهتمامه بإبراز الهوية الجزائرية في أعماله الفنية بأبعادها الثلاثة؛ الأمازيغية، الإفريقية، والعربية الإسلامية، حيث قام عبر تقنية مختلطة لا يريد الفصح عن كنهها، بالتعبير عن مواضيع تمس الهوية؛ من خلال رموز وحروف وأشكال هندسية مختلفة. وفي هذا السياق، رسم الفنان في أكثر من لوحة، خطوطا عمودية؛ رمز للاستقامة التي يدعو دين الإسلام لها. كما رسم الخط العربي الكوفي واستعمل في أكثر من لوحة، خط المسند الذي يعود إلى حضارة سبأ، أما عن خط تيفيناغ فكان له رصيد أيضا في أعمال سمارة. واعتمد الفنان على لون التربة لرسم جل أعماله، وفي هذا معنى كبير يتمثل في العودة إلى النشأة الأولى؛ أي إلى التربة، وهو ما يربط ب الناس جميعا ويضعهم في خانة المساواة. بالمقابل، أراد الفنان أن يحكي قصة في كل لوحة، ومن بينها لوحة "المنسج" التي ترمز إلى الأم أو الجدة ركيزة العائلة التي يؤخذ بنصائحها وتُستشار في كل صغيرة وكبيرة، كما أنها حاضنة للأطفال، فتحكي لهم قصصا وأحاجي كثيرة. وفي الأخير تقوم ببيع نسيجها، فتساعد ابنها أو زوجها في الحصول على القوت. أما عن انتقائه أسلوب الرمزية المعاصرة، فقال سمارة إنه كأي فنان تشكيلي، مر في مسيرته الفنية بعدة مراحل، ليجد نفسه منذ خمس سنوات يرسم بأسلوب الرمزية المعاصرة، ولا يدري إن كان سيبرح هذه المرحلة أم لا، حسب درجة تأثير أعماله على الجمهور وكذا بلاغة رسالته التي تعنى بإبراز الهوية المحلية. ورفض الفنان الرسم الواقعي والانطباعي وما شابهه، معتبرا أنها مراحل مر بها ولا يعتقد أنه سيعود إليها، ليضيف أنه يحاول من خلال أعماله، التأكيد على ثراء التراث المحلي وعراقته، وكذا مناهضة الجهوية والعنصرية. وقدّم الفنان وأستاذ ومفتش التربية التشكيلية بولاية عين الدفلى، محمد سمارة عشرين لوحة بأسلوب الرمزية المعاصرة، من بينها لوحة "زواج إفريقي"، حيث رسم فيها خطوطا عمودية وأشكالا هندسية ترمز للطقوس الإفريقية. كما أدرج في هذه اللوحة، اللونين البني والأخضر إضافة إلى اللون الأصلي الأحمر والبني المصفر المستخرج من المغرة. أما عن لوحة "المنسج" فغلب عيها اللون النحاسي، وأضفى عليها رموزا وشكلا يشبه المنسج، في حين اعتمد في لوحة "تعويذة"، على اللون الأخضر، وحملت كتابات قال عنها الفنان إنها لا تعني شيئا محددا، بل هي تشكل عنصرا من عناصر اللوحة. أما لوحة "رسالة السعادة" فرسم فيها سمارة مجموعة من الأشرطة البنية بشكل عمودي، تضم رموزا وأشكالا تنبع من تراثنا، وأضفى عليها كتابات وأشكالا أخرى، لتتوالى اللوحات، نذكر: "حنين"، "رحال"، " الحجاب"، " اللقاء"، "ألف ليلة وليلة" وغيرها.