سلّم رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح، بتكليف من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وساما بدرجة عشير من مصف الاستحقاق الوطني، لكل من وزير السكن والعمران والمدينة عبد المجيد تبون ووالي الجزائر العاصمة عبد القادر زوخ، في مبادرة هي الأولى من نوعها تشهد تكريم إطارات في الدولة؛ تقديرا للإنجازات التي تم تحقيقها في القطاعات التي يشرفون عليها. وقال السيد بن صالح إن قرار التكريم جاء "من عين ساهرة، تحرص على المتابعة الدائمة لكل ما يجري في البلاد"، في إشارة إلى الرئيس بوتفليقة، مشيرا إلى أنها تسعى إلى "مكافأة العاملين المخلصين المجتهدين". وكانت سهرة الأحد المنظمة لتكريم المسؤولين والتي حضرها بعض أعضاء الحكومة وإطارات في وزارة السكن وولاية الجزائر وعائلتا المكرمين، سابقة من حيث إنها المرة الأولى التي تُمنح فيها "مكافأة" لمسؤولين في الدولة نظير "الخطوات المحققة، والرامية إلى تنفيذ البرامج والمشاريع، وتفتح الآفاق أمام الاجتهاد والأداء المخلص للإعلاء أكثر فأكثر من قيمة العمل"، كما أوضح رئيس مجلس الأمة في كلمة قرأها بالمناسبة، معتبرا أن التكريم "تكليف وقدوة لغيرهما من الإطارات"، من باب أنها "بداية، وستستمر لكل من يعمل لخدمة الجزائر". وأضاف أن الاستحقاق والكفاءة هما "مزيّتا وخصلتا رجال ونساء يخلصون في عملهم ويقدّرون حجم مسؤولياتهم، ولا يترددون في التضحية والتفاني من أجل تحقيق النتائج المنشودة في الآجال المرسومة"، معتبرا أن كلا من السيد تبون وزوخ قام بتأدية مهامه "بكل تفان وإخلاص"، وأنهما "مثال يُقتدى به". وبالنسبة لبن صالح فإن إسداء وسام الاستحقاق من مصف العشير للرجلين يُعد "تشريفا" قائما على واقع وأرقام وشواهد يؤكدها الميدان، وتعززها "الإنجازات الكبيرة وغير المسبوقة المحققة" في قطاع السكن وفي ولاية الجزائر. وأشاد بما حققه السيد تبون من "أشواط هامة وملفتة للنظر لم يسبق للجزائر أن حققت مثلها من قبل، وهي اليوم محل تقدير وإشادة من قبل الخبراء والمختصين المحليين والأجانب"، معبرا عن اقتناعه بأن ذلك لم يكن ليتحقق لولا "روح المبادرة والجرأة في ابتكار الحلول للمشاكل والمعضلات التي تعترض عادة المشاريع الضخمة والبرامج التنموية الكبرى، والتي كان الوزير بتوجيه من فخامة الرئيس، يقف وراءها". نفس الإشادة وجّهها للإنجازات التي حققها والي العاصمة، التي عرفت "طفرات هامة في مجال التخلص من المظاهر المسيئة لسمعة الجزائر البيضاء، كالبيوت الهشة والأحياء الفوضوية"، كما قال رئيس مجلس الأمة، الذي اعتبر أن سكان وزوار العاصمة "يرون الورشات المتعددة المفتوحة لتحسين وترقية المرافق والمنشآت". وشدد بن صالح على أن منح رئيس الجمهورية هذا الوسام للمسؤولين، يحمل "رسالة صريحة"، مفادها الرفع من قيمة العاملين؛ تقديرا للجهود المبذولة وتثمينا للنتائج التي تم إحرازها، ومفادها أيضا أن "التميز والاستحقاق إنما هو ذلك الذي يستند إلى معيار الإنجازات المحققة على أرض الواقع، والنتائج التي يلمسها المواطنون والمواطنات في حياتهم اليومية". ولأنها سابقة، فإن المبادرة - يضيف رئيس مجلس الأمة - تُعتبر "تحفيزا على التنافس من أجل الوفاء بمستلزمات تقلد المسؤولية وتطوير مناهج التسيير بما يتلاءم مع الحكامة المأمولة والحكم الراشد محليا ومركزيا؛ خدمة للجزائر". وبعد مراسم التسلم، عبّر تبون وزوخ عن امتنانهما لرئيس الجمهورية على هذا التكريم. وبتأثر بدا على كلمتيهما، عبّرا عن "عجزهما عن التعبير" أمام هذا التكريم، الذي قال عنه وزير السكن إنه "أكبر حافز لمواصلة الجهود حتى القضاء على آخر بيت قصديري والاستجابة لأمل الجزائريين في اكتساب مسكن وفي الحياة الكريمة"، مشددا على أن ما تم إنجازه إنما تم تسطيره من طرف رئيس الجمهورية "القائد" و«المنقذ" للأمة. من جهته، قدّم والي العاصمة شكره لرئيس الجمهورية، واصفا إياه ب "القدوة والرمز والأب الروحي"، مشيرا إلى أن المرجعية التي يعمل بها على تحقيق مختلف الإنجازات هي "الشهداء والمجاهدون".