يعترف والي ولاية الجزائر أن وضعية المحيط السائدة لا تبعث على الارتياح، وأن البلديات لا تقوم بالدور المنوط بها في التنسيق مع الجمعيات الفاعلة للحفاظ على مواصفات المدينة وروح التحضر، التي تنطلق من احترام المحيط، داعياً المنتخبين المحليين إلى التحسيس بذلك، مشيراً إلى العديد من النقاط السوداء التي لا تزال تشوّه صورة عاصمة البلاد "الجزائرالبيضاء" ومنها الاكتظاظ الحاصل في حركة المرور وبناء الصفيح. أعطى والي ولاية الجزائر السيد محمد الكبير عدو تعليمات للأمين العام الجديد السيد ولد صالح زيتوني المنصَّب أول أمس، تقضي بتعبئة كافة هياكل الولاية من أجل التكفل بجميع الملفات الخاصة بالعاصمة بداية بالنظافة العمومية، مستهجناً إهمال المواطنين الذين يرمون نفاياتهم في كل وقت، رغم أن عملية جمع النفايات تخضع لمواقيت مضبوطة، معتبراً أنه "من غير المقبول أن نرى القاذورات والنفايات تملأ أزقة العاصمة"، مؤكدا ضرورة أن يكون المنتخبون في خدمة المواطنين. وطالب والي الولاية رؤساءَ المجالس الشعبية البلدية بالاقتراب من المواطن قصد القيام بعمل جواري لوضع حد "للفوضى السائدة" داعيا الولاة المنتدبين إلى تحسيس الجمعيات بضرورة المساهمة في تنظيف المدينة. قائلاً: "إننا نرغب في تطبيق استراتيجية ستمتد إلى آفاق 2020 لتمكين الولاية من تحقيق تنمية منسجمة مضيفا أن دفاتر الشروط الخاصة بالواجهة البحرية أو "جون الجزائر" قد تم الانتهاء من إعدادها، حيث سيتم الإعلان عن مناقصة في القريب العاجل على أن يشرع في إنجاز المشروع ابتداء من 2009. كما استعرض المسؤول مدى تقدم الأشغال الخاصة بالمشاريع الجاري إنجازها في العاصمة، خاصة عملية التخلص النهائي من البيوت القصديرية وإنشاء الطرقات وتشغيل الترامواي والميترو وهي مشاريع - كما قال - "ستعمل على فك اختناق حركة المرور". أما بخصوص إنجاز المرائب، فأوضح السيد عدو أن مصالح ولاية الجزائر برمجت بناء ستة مرائب وسط العاصمة تتراوح سعة كل واحد منها بين 500 و1500 مركبة، مشيراً في هذا السياق إلى أن الدراسات قد تمت فيما بقي الإعلان عن المناقصات قريبا. للإشارة، فإن عدد سكان العاصمة ارتفع إلى أزيد من 4 ملايين نسمة، كما قفز حجم حظيرة السيارات إلى أزيد من 4.5 مليون مركبة، فضلاً عن عدد هائل من البناءات القديمة التي تمثل نسيجاً ينتظر التجديد.