يتدفق على العاصمة خلال موسم الصيف أكثر من مليوني زائر يوميا من كل ولايات الوطن بما في ذك السياح للوقوف على ما تزخر به هذه الأخيرة من معالم سياحية على غرار القصبة العريقة.... قصر رياس البحر ومسجد كتشاوة ومبنى البريد المركزي الأمر الذي خلف حركية كبيرة خلقت زحاما وضغطا يستمر إلى غاية نهاية الصائفة. فالمتجول في شوارع العاصمة يستوقفه الكم الهائل من المواطنين في صورة عائلات منذ الساعات الأولى من الصباح، يتجولون في مختلف شوارع العاصمة على غرار شارع ديدوش مراد، ساحة البريد المركزي وساحة أودان، وصولا إلى ساحة الشهداء، حيث تستوقفهم مختلف المعالم التاريخية والمباني القديمة التي لا يفوتون مطلقا فرصة التقاط الصور التذكارية بها، فمثلا يوميا يشهد تمثال الأمير عبد القادر بساحة بلدية الجزائر الوسطى وقوف الآلاف من الزوار لالتقاط الصور من أمامه وكذلك الشأن بالنسبة لمبنى البريد المركزي الذي يعتبر معلما تاريخيا يعود إلى الحقبة الاستعمارية ويحظى بإعجاب كل زوار العاصمة، دون أن ننسى القصبة العريقة التي يأبى كل من يزور العاصمة سواء من السكان المحليين القادمين من مختلف ولايات الوطن أو السياح إلا أن يزورها بالاعتماد على المرشد السياحي، وهو ما يقوم به العاملون بقصر عزيزة، حيث يرافقون السياح من مختلف البلدان مثل انجلترا، إسبانيا وفرنسا وحتى من روسيا للتجول بين أزقتها. احتكت "المساء" ببعض زوار العاصمة من الولايات الداخلية وتحديدا من ولاية تمنراست، حيث شد انتباهنا إصرار العائلة على التقاط مجموعة من الصور من أمام مبنى البريد المركزي لكل الأفراد، وفي حديثنا إلى علي الذي جاء في إطار زيارة عائلية واستغل فرصة وجوده في العاصمة لزيارة كل الأماكن التي كان يشاهدها على شاشة التلفزيون يقول في معرض حديثه "إنه يزور العاصمة لأول مرة وكان يحلم بالوقوف أمام مبنى البريد المركزي الذي عادة ما يحتضن مختلف التظاهرات، إلى جانب القصبة التي طالما حلم بالتجول في أزقتها والدخول إلى دويراتها على حد قوله" وغير بعيد عنه وقف كمال من ولاية غرداية رفقة صديق له يلتقطان بعض الصور من أمام مبنى البريد المركزي، أكد في دردشته إلينا أنه يخصص سنويا جزءا من عطلته لزيارة العاصمة وهو تقليد تعود عليه لسببين: الأول أنه يحب التجول في أزقة العاصمة وتحديدا ساحة أودان التاريخية، أما الثاني فيتمثل في زيارة قصر رياس البحر الذي كان ولا يزال بالنسبة إليه مكانا يستحق الاستكشاف. وإذا كان لمبنى البريد المركزي شعبية كبيرة، فإن تمثال الأمير عبد القادر هو الآخر يستوقف كل الزوار لالتقاط الصور من أمامه والجلوس بساحته لتناول المثلجات حيث استوقفنا منظر العديد من العائلات رفقة أطفالها يلتقطون الصور ويتناولون المثلجات. وفي حديثنا إلى سيدة من ولاية وهران، أكدت أن العاصمة هي المكان المفضل إليها في الصيف رغم ارتفاع درجات حرارتها وزحمتها إلا أنها تختار سنويا أن تزورها ولو لمدة أسبوع فقط من أجل التجول في شوارعها التاريخية وكذا زيارة القصبة العريقة والأسواق المجاورة لها. أكثر من مليوني زائر يترددون يوما على بلدية الجزائر الوسطى أرجع عبد الحكيم بطاش، رئيس بلدية الجزائر الوسطى التدفق الكبير الذي تعرفه عاصمة الولاية وتحديدا بلدية الجزائر الوسطى، إلى كونها تتمركز بقلب العاصمة ما يجعلها القبلة المفضلة لكل الزوار، ولعل ما زاد من شعبيتها كونها تحوي على أكبر الشواطئ والمقرات الوزارية، وتستفيد طيلة أيام الصيف من مختلف التظاهرات الثقافية والفنية، مشيرا إلى "أن بلدية الجزائر الوسطى شهدت في الآونة الأخيرة أيضا زيارة لبعض الوجوه الرسمية الأجنبية الفرنسية والتونسية التي تجولت في شوارعها، ناهيك عن أن وجه العاصمة تغير حيث تدعمت بالعديد من المحلات والمقاهي التي تؤمن للزوار الجلسة المريحة والفرجة دون أن ننسى يقول "حملات إعادة الاعتبار للجزائر البيضاء من خلال مشروع الترميم ودهن الجزائر التي تعكس بحق تسمية الجزائر البيضاء وحملات النظافة الواسعة.. كل هذا ساهم في زيادة حجم التدفق عليها. ما يجعل بلدية الجزائر الوسطى قبلة للزوار من مختلف الولايات هو الرغبة حسب رئيس البلدية "في التجول بمختلف شوارعها الرئيسية التاريخية العريقة ولعل أشهرها شارع ديدوش مراد، زيغود يوسف، العربي بن مهيدي، ساحة أودان، ساحة البريد المركزي والنفق الجامعي، مضيفا "أن بعض المواطنين من الذين يختارون مثلا تمضية عطلتهم بولاية غير ولايتهم كأن يكون من ولاية الأغواط ويمضي عطلته في تلمسان فإنه يأبى إلا أن يزور ولو يوما واحدا العاصمة وتحديدا بلدية الجزائر الوسطى، مشيرا إلى "أنه بموسم الشتاء تستقبل بلدية الجزائر مليون ونصف زائر يتواجدون بشوارع ديدوش مراد والعربي بن مهيدي بما في ذلك الأجانب. أما في الصيف فإن هذا الرقم يتضاعف، حيث تشهد مختلف شوارع العاصمة تدفقا لأكثر من 2 مليون زائر يوميا الأمر الذي سبب حالة ازدحام كبيرة على الأرصفة وفي المحلات إلى وقت متأخر من الليل ولعل تهيئة الواجهة البحرية للصابلات في السنوات الأخيرة ساهم في تدفق الكثير من العائلات دون أن ننسى طبعا توفر الأمن وانتشار كاميرات المراقبة في كل الشوارع.