حذر الرئيس الصحراوي، إبراهيم غالي، أمس، من تبعات تقاعس مجلس الأمن الدولي وعجزه عن اتخاذ قرار شجاع بخصوص تطبيق لوائحه الخاصة بتقرير مصير الشعب الصحراوي. وأكد غالي أن الموقف السلبي لهذه الهيئة الأممية من شأنه الدفع بالأوضاع في منطقة الصحراء الغربية إلى تطورات خطيرة في تلميح واضح إلى احتمال انهيار اتفاق وقف إطلاق النار المتوصل إليه شهر سبتمبر 1991 بين جبهة البوليزاريو والمغرب برعاية أممية. وقال الرئيس الصحراوي إن غياب موقف صارم وواضح من جانب أعضاء مجلس الأمن الدولي وعدم وجود جدية في التعاطي مع التحدي المغربي رغم الصلاحيات التي يمتلكها تزيد من احتمالات انهيار السلم والأمن والاستقرار في منطقة شمال إفريقيا. واعتبر في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن شروع "دولة الاحتلال المغربي منذ نهار الجمعة في عملية توسيع للطريق التي كانت تنوي إقامته في منطقة الكركرات بالمنطقة العازلة خارج جدار الاحتلال العسكري المغربي على الحدود الموريتانية من شأنه أن يكون فتيل انزلاق جديد للوضع. ووصف الأمين العام لجبهة البوليزاريو هذه الخطوة التي تواصلت طيلة نهار السبت في نفس الوقت الذي كانت فيه طائرة حربية مغربية تقوم بتحليقات دائرية فوق المنطقة بأنها جاءت لتعكس درجة التحدي وتعمد الرباط مواصلة عملياتها الاستفزازية ضد الأممالمتحدة وينم عن مسعى لضرب اتفاق وقف إطلاق النار من خلال خلق أسباب التوتر والانزلاق على الرغم من النداءات المتكررة بما فيها دعوة بان كي مون إلى وقف فوري لكل الأعمال في المنطقة العازلة والتي من شأنها تغيير الأوضاع القائمة هناك. وأضاف الرئيس الصحراوي في رسالته أن هذا التحرك "يجسد بالملموس سلوكا تصعيديا مقصودا ويشكل خرقا سافرا للاتفاقية العسكرية "رقم 1 " من اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين طرفي النزاع، جبهة البوليزاريو والمملكة المغربية بإشراف الأممالمتحدة". وسارت تحذيرات الرئيس الصحراوي في نفس سياق تصريح أدلى به بشرايا حمودي بيون، السفير الصحراوي بالجزائر لوكالة الأنباء الاسبانية، اتهم فيه بعثة الأممالمتحدة في الصحراء الغربية "مينورسو" بالفشل في الاضطلاع بالمهمة الموكلة لها وعدم تمكنها من مواجهة العراقيل التي تضعها المملكة المغربية وفرنسا لمنع كل مسعى لإنهاء النزاع في الصحراء الغربية. يذكر أن الرئيس الصحراوي أشرف، أول أمس، على تنصيب حمة سلامة على رأس الأمانة العامة للتنظيم السياسي داخل جبهة البوليزاريو وهو المنصب الذي كان يشغله الرئيس إبراهيم غالي إلى غاية انتخابه رئيسا للجمهورية العربية الصحراوية خلفا للرئيس الراحل محمد عبد العزيز.