وقعت الجزائروكوبا، أمس، بهافانا على ثماني (08) اتفاقيات تعاون تخص قطاع الصحة والتعليم العالي في إطار الزيارة الرسمية التي قام بها الوزير الأول عبد المالك سلال إلى هافانا والتي دامت ثلاثة أيام من الأربعاء إلى الجمعة. ويتعلق الأمر بمذكرة تفاهم بين معهد باستور الجزائر ومعهد فينلاي دي فاكوناس تقضي بإنجاز وحدة محلية لإنتاج اللقاحات على أساس الجمع بين المكافحة الجينية للخناق (ديفيتيريا) والكزاز (تيتانوس). في هذا الصدد، أكد المدير العام لمعهد باستور الجزائر زبير حرات أنه سيتم قبل نهاية الثلاثي الأول من سنة 2017 التوقيع على عقدين للمساعدة التقنية ونقل التكنولوجيا. كما يتعلق الأمر بمذكرة تفاهم بين معهد باستور الجزائر ومعهد فينلاي دي فاكوناس تتعلق بالتعاون على المديين المتوسط والطويل في مجال تطوير وإنتاج وتسويق اللقاحات المزدوجة. وتنص المذكرة الثانية على إنشاء لجنة قيادة ومتابعة تتكون من ممثلين عن الحكومتين وخبراء من معهد باستور الجزائر والمعهد الكوبي فينلاي دي فاكوناس التي تجتمع مرة في السنة على الأقل. كما تم التوقيع على رسالة نية بين معهد باستور والمركز الكوبي المتخصص في تربية الحيوانات تنص على وضع برنامج تكوين مؤهل موجه للمستخدمين الممارسين في مجال تربية المخابر والتجارب الحيوانية. في ذات السياق، تم التوقيع على اتفاق بين متعامل خاص جزائري والمجمع الكوبي فارماكوبا لتحويل التكنولوجيا في مجال البيوتكنولجيا. أما بخصوص التعليم العالي، فقد تم التوقيع على اتفاقية بين جامعة الجزائر1 والجزائر2 وجامعة هافانا. كما يتعلق الأمر بتوقيع اتفاقية بين المدرسة الوطنية المتعددة التقنيات بوهران وجامعة سيانفويغوس وكذلك بين المدرسة الوطنية للإعلام الآلي بالجزائر وجامعة علوم الإعلام الآلي بكوبا. في هذا الصدد، أوضح وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، عبد المالك بوضياف، للصحافة عقب حفل التوقيع على تلك الاتفاقيات أن هذا التوقيع يعزز التعاون الجزائري الكوبي سيما في قطاع الصحة. وقد تم التوقيع على هذه الاتفاقيات في إطار الزيارة الرسمية التي قام بها الوزير الأول عبد المالك سلال إلى هافانا والتي دامت ثلاثة أيام من الأربعاء إلى الجمعة. وكان السيد سلال قد أكد لدى وصوله إلى هافانا على «جودة» و«قوة» العلاقات الجزائرية-الكوبية مشيرا إلى أن البلدين سيعملان على التقدم بشكل أكبر. كما دعا إلى إقامة شراكات جديدة مع الكوبيين في قطاع الصحة لاسيما من أجل المكافحة الفعالة للسرطان عبر إنشاء مؤسسة مختلطة تعود بالفائدة المتبادلة على الجانبين.الاتفاقية التي أبرمها البلدان بهدف تعزيز علاقات التعاون الجزائرية-الكوبية في قطاع الصحة وتجسيد الاتفاق الإطار الموقع بينهما في ماي المنصرم، وقعها عن الجانب الجزائري وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، عبد المالك بوضياف، وعن الجانب الكوبي نظيره روبيرتو موراليس أوخيدا، وذلك بحضور الرئيس الكوبي راوول كاسترو والوزير الأول، عبد المالك سلال، ووزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، رمطان لعمامرة، في إطار الزيارة الرسمية التي قام بها الوزير الأول إلى هافانا. وإذ أعرب البلدان بمناسبة هذه الزيارة التي دامت ثلاثة أيام عن إرادتهما لتعميق علاقات التعاون الثنائي في قطاع الصحة الذي يعتبر قاطرة التعاون القائم بينهما، فقد أبرز السيد سلال خلال زيارته لمركز الهندسة الوراثية والبيوتكنولوجيا بهافانا أهمية تعميق هذا التعاون بشراكة فعالة في مجال مكافحة السرطان، تندرج في إطار استراتيجية واسعة للبلدين لمكافحة هذا الداء الفتاك، مؤكدا بأن السوق موجود وسيكون مربحا للغاية بالنسبة للطرفين. ويهتم مركز الهندسة الوراثية والبيوتكنولوجيا الكوبي الذي تم إنشاؤه في سنة 1986 بتطوير الأدوية من خلال البيو تكنولوجيا. ويقوم حاليا هذا المركز المتخصص الذي يعتبر الاول من نوعه في أمريكا اللاتينية والثالت في العالم فيما يخص إمكانيات البحث والتطور بتموين الجزائر بمختلف الأدوية. سلال يتحادث مع راوول كاسترو ويزور الزعيم التاريخي فيدال كاسترو استقبل الوزير الأول، عبد المالك سلال، أول أمس، من طرف رئيس مجلس الدولة الكوبي راوول كاسترو، وحضر المقابلة عن الجانب الجزائر كل من وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، رمطان لعمامرة، ووزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، عبد المالك بوضياف، وعن الجانب الكوبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الاقتصاد والتخطيط، ريكاردو كابريساس رويس، ووزير التجارة الخارجية والاستثمار الأجنبي، رودريغو مالمايركا، ووزير الشؤون الخارجية، برونو رودريغيز، ووزير الصحة، روبيرتو موراليس أوخيدا. وأقيم على شرف الوزير الأول حفل استقبال رسمي بقصر الثورة، حيث استعرض سلال وراوول كاسترو تشكيلة من وحدات القوات المسلحة الثورية الكوبية التي أدت لهما التحية الشرفية. كما زار الوزير الأول الزعيم التاريخي فيدال كاسترو روث، ورافقه في هذه الزيارة كل من وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة ووزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد المالك بوضياف. وجمعت الوزير الاول محادثات مع النائب الأول لرئيس مجلس الدولة ومجلس الوزراء الكوبي ميغال دياز كانال برموديز، تناولت المسائل ذات الاهتمام المشترك وبحث سبل إبقائها في مستواها الممتاز. كما تحادث سلال مع نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الاقتصاد والتخطيط الكوبي ريكاردو كابريساس رويز، حول مواضيع اقتصادية وتجارية وسبل تكثيف الشراكة، ترقى إلى العلاقات السياسية الممتازة بين الجزائروكوبا، وجمعته مباحثات أيضا مع رئيس المجلس الوطني للسلطة الشعبية الكوبي ايستيبان لازو هيرنانديز. زيارة متحف الثورة والترحم على النصب التذكاري للزعيم مارتي قام الوزير الاول والوفد الوزاري المرافق له في زيارته إلى كويا بزيارة لمتحف الثورة الكوبية، حيث وقع على السجل الذهبي للمتحف، تاركا كلمة تذكارية، أشار فيها إلى أنه "خلال هذه الزيارة لهذا البلد العظيم والجميل الذي احتضن إحدى أكبر ثورات العالم لا يسعني إلا أن أعرب عن افتخاري وأن أترحم على أرواح ابطال الثورة الكوبية"، مضيفا بقوله "إن الجزائريين الذين عاشوا نفس الملحمة ضد المستعمر وقفوا دوما الى جانب أخواتهم وإخوانهم الكوبيين". كما ترحم الوزير الأول بساحة الثورة بهافانا أمام النصب التذكاري للزعيم الوطني الكوبي. خوسي مارتي، وتسلم بعد توقيعه على السجل الذهبي لمتحف خوسي مارتي، ميدالية رمزية من مديرة المؤسسة. محادثات بين وزيري الصحة للبلدين من جانبه، وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، عبد الملك بوضياف، أجرى بمناسبة الزيارة الرسمية للوزير الاول إلى هافانا محادثات مع نظيره الكوبي روبرتو موراليس أوخيدا. وتناولت المحادثات التي جرت بحضور المدير العام لمعهد باستور ومستثمر خاص يعمل في مجال الصحة، بحث مختلف جوانب التعاون الذي يجمع البلدين في مجال الصحة وكذا سبل تطويره. وتستحوذ الصحة على حصة الأسد في التعاون الجزائري-الكوبي، وشهدت العلاقات الثنائية الجزائرية - الكوبية ديناميكية حقيقية خلال ال15 سنة الأخيرة خصت مختلف مجالات التعاون، حيث أعطتها السلطات السامية للبلدين دفعا قويا بتوقيع بروتوكولات اتفاقات ومذكرات وعقد اجتماعات رفيعة المستوى. كما ساهم في دفع هذه العلاقات تبادل الزيارات بين الرئيسين عبد العزيز بوتفليقة وفيدال كاسترو سنتي 2000 و2001، والتوقيع على بروتوكول تعاون في 2001 في المجال الطبي والصناعة الصيدلانية وتبادل التجارب في مجال مكافحة الأوبئة الناجمة عن سوء التغذية. وشملت الاتفاقات التي أبرمها البلدان عقد تعاون اقتصادي وتجاري وعلمي وتقني وثقافي تم توقيعه في سنة 2005، فضلا عن 5 اتفاقات تعاون في مجالات الصحة والرياضة والثقافة والصيد البحري تم توقيعها في 2006. في نفس السياق، سمحت اللقاءات التي أجراها الرئيس بوتفليقة مع القادة الكوبيين خلال إقامته بهافانا بمناسبة القمة ال14 لحركة دول عدم الانحياز في سبتمبر 2006، بتحديد آفاق تعاون جديدة بين البلدين لاسيما في مجال الصحة. كما وقع البلدان في 2007 مذكرة تفاهم بين وزارتي الشؤون الخارجية للبلدين حول المشاورات السياسية وتطوير العلاقات الثنائية. وأكدا بمناسبة انعقاد الدورة ال15 للجنة المشتركة الجزائرية - الكوبية في جانفي 2008 بهافانا على تمسكهما بانجاز مشاريع التعاون في عدة قطاعات. بعدها، جاءت زيارة العمل والصداقة التي قام بها رئيس مجلس الدولة ومجلس وزراء جمهورية كوبا راوول كاسترو روث إلى الجزائر في 2009 والتي أكد خلالها أن الصداقة الجزائرية - الكوبية تظل متينة منذ 50 سنة، فيما أجرى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بدوره في نفس السنة زيارة عمل وصداقة إلى كوبا، التقى خلالها برئيس مجلس الدولة السابق ومجلس وزراء جمهورية كوبا سابقا فيدال كاسترو. وبعد زيارة الدولة التي أجراها رئيس جمهورية كوبا راوول كاسترو روث في 2015، التأمت اللجنة المشتركة الجزائرية-الكوبية للتعاون في دورتها ال20، توجت بالتوقيع على اتفاق إطار حول التعاون الصحي ومحضر تعاون في عدة قطاعات.