شارك وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية عبد القادر مساهل بصفته ممثلا عن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في أشغال اجتماع اللجنة رفيعة المستوى للاتحاد الإفريقي حول ليبيا، الذي انعقد أول أمس بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وشكّل مناسبة لاستعراض الجهود الإقليمية والدولية، الرامية إلى تسوية الأزمة في هذا البلد المضطرب بالطرق السلمية. وجدد مساهل بالمناسبة، دعوة الجزائر إلى احترام إرادة الشعب الليبي في مسار تسوية أزمة بلاده، داعيا المجتمع الدولي إلى مرافقة «صادقة وصريحة» لليبيين من أجل الخروج من هذه الأزمة المستمرة منذ حوالي ست سنوات. وجاءت دعوة مساهل في وقت أعلن الرئيس التشادي إدريس دبي الذي تضمن بلاده حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الإفريقي، عن مبادرة طرحها هذا الأخير لحل الأزمة في ليبيا بالتعاون مع دول جوار البلد والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، تستهدف «إشراكا واسعا للأطراف الليبية، وإعطاء دفعة جديدة للمفاوضات والخروج من أزمة المؤسسات» القائمة في ليبيا. وقال الرئيس التشادي خلال أشغال اجتماع اللجنة إن «إفريقيا تأثرت بالأوضاع في ليبيا. وإدراكا منا يعلن الاتحاد الإفريقي عن مبادرة لحل الأزمة بالتعاون مع دول جوار ليبيا والأمم المتحدة والجامعة العربية، في إطار نهج ثلاثي للبحث عن مصالحة هناك». وأضاف أن «الأوضاع في هذا البلد معقدة للغاية بسبب غياب الاتفاق بين الأطراف هناك والانقسامات وتناقض المصالح التي يعرفها المشهد الليبي». وتضمنت المبادرة ضرورة أن «يشمل الوفاق الوطني الجميع، ورفض أي عملية تقصي أي طرف في البلاد، ويكون مرجعيته الاتفاق السياسي الموقّع شهر ديسمبر الماضي، واعتماد الحوار واستبعاد الخيار العسكري». وطالب الرئيس التشادي بضرورة «تجنيب الأطراف الليبية التدخلات الخارجية»، وإثبات تحمل مسؤولياتها من أجل تشكيل حكومة الوفاق الوطني»، لافتا إلى سعي الاتحاد الإفريقي إلى جلب جميع الأطراف في العملية السياسية بشأن ليبيا. وكانت دول الجوار الليبي خلال اجتماعها التاسع المنعقد في 19 أكتوبر الماضي بعاصمة النيجر بنيامي، قد أكدت على «استعدادها التام» للمساهمة في إنجاح أشغال اجتماع اللجنة الإفريقية رفيعة المستوى حول ليبيا؛ من أجل تعزيز العمل على تحقيق مصالحة وطنية ودعم المؤسسات الشرعية في البلاد. ويأتي هذا الاجتماع على ضوء مخرجات لقاء نيويورك المنعقد في 21 سبتمبر الماضي واجتماعات دول الجوار الليبي، خاصة الدورة السابعة بالجزائر المنعقدة في 7 ديسمبر من العام الماضي التي حظيت توصياتها بدعم المجتمع الدولي. وشارك في القمة المصغرة التي حضرتها رئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي دلاميني زوما ورؤساء ست دول، وهم السوداني عمر البشير والجنوب إفريقي جاكوب زوما والكونغولي دينيس ساسو نغيسو والأوغندي يوري موسي فيني والنيجري محمدو إيسوفو، إضافة إلى الرئيس التشادي إدريس دبي. كما حضرها رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي ماريام ديسالين ووزراء خارجية كل من مصر سامح شكري، وموريتانيا أسيلكو ولد أزيديه، وممثل ليبيا نائب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني موسى الكوني.